iqraaPostsStyle6/random/3

التعامل مع ضغط العمل مع الحفاظ على الصحة النفسية للأساتذة

الكاتب: مدونة معلميتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة

التعامل مع ضغط العمل مع الحفاظ على الصحة النفسية للأساتذة

التعامل مع ضغط العمل مع الحفاظ على الصحة النفسية للأساتذة

مرحبا بك في مدونة معلمي،

  • مقدمة :
يواجه رجال ونساء التعليم في جميع بلدان العالم الثالث بما فيها المغرب، صعوبات كثيرة متعلقة ببيئة ومحيط عملهم. بحيث أنه يمكن اعتبار الأستاذ بمثابة الموظف الوحيد الذي يحمل معه عمله للمنزل. جميع الوظائف الأخرى في القطاع العام تنتهي بمجرد الخروج من العمل، بينما يستمر الأستاذ في عمله وهو في منزله بين أطفاله وعائلته.

يبدأ الأستاذ بمجرد خروجه من المدرسة في التفكير في دروس وحصص الغد، حيث يبدأ في إعداد الدروس وتصحيح الفروض وتعبئة الشبكات وغيرها من الأمور التي تفرضها عليه مهنته والتي لا تقدرها الغالبية من المجتمع للأسف. حيث يمكن أن يتحول هذا الضغط المسلط على الأستاذ إلى عبء إضافي على صحته النفسية والجسدية.

سنحاول في مقالنا هذا جرد بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد الأساتذة في التعامل مع ضغوطات التدريس مع الحفاظ على توازنهم الجسدي والنفسي. كما سنتحدث عن بعض الأسباب التي تؤدي لزيادة الضغط على الأساتذة وبعض مخلفات هذا الضغط على صحتهم.

أسباب ضغوطات العمل على أسرة التعليم

كثرة مهام الأساتذة

يواجه الأساتذة كثيرا من المهام المتعلقة بالتدريس وغير المتعلقة بالتدريس وسنذكر بعضا منها هنا:
  • التدريس: 5 ساعات من التدريس يوميا (10 دقائق استراحة للتلاميذ) لأساتذة التعليم الابتدائي؛
  • الحضور للمؤسسة قبل التلاميذ والخروج بعد التلاميذ مما يأخذ وقتا إضافيا من الأساتذة؛
  • الحراسة: حتى أثناء استراحة التلاميذ ل 10 دقائق يطالب الأستاذ بالتعليم الابتدائي بحراستهم ويتم تحميله المسؤولية في حالة الحوادث المدرسية إذا هو أخلَّ بواجبه في الحراسة والمراقبة؛
  • التواصل مع أولياء أمور التلاميذ: حتى وإن لم تكن هذه المهمة رسمية فإنها تفرض على الأستاذ، حيث يعمد بعض المديرين على إدخال أولياء أمور التلاميذ وجلبهم لقسم الأستاذ للتحدث معهم مما يسبب في تضييع الزمن المدرسي. بالإضافة إلى قيام بعض أولياء أمور التلاميذ باعتراض سبيل الأستاذ أثناء الخروج من اجل استفساره عن أبنائهم مما يؤخره عن العودة لمنزله من أجل الراحة؛
  • العمل المنزلي: يطالب الأستاذ بتصحيح الدفاتر والكراسات منزليا، دون نسيان انجاز الفروض والامتحانات وتصحيحها والاعداد الذهني والكتابي للدروس المقبلة وتعبئة شبكات تتبع الدعم والمراقبة المستمرة وغيرها من الشبكات؛

بالإضافة الى الكثير من المهام الأخرى التي لا يتسع المجال لذكرها كلها هنا.


كثرة المواد المُدَرَّسةُ بالتعليم الابتدائي

يطلب من أساتذة التعليم الابتدائي إنجاز الكثير من المهام في وقت قصير والإلمام بكثير من المواد و إعداد التقارير و المشاركة في الأنشطة المدرسية و سنذكر هنا بعضا من المواد التي يطالب أستاذ التعليم الابتدائي بإتقانها و تدريسها:
  1. اللغة الفرنسية
  2. اللغة العربية
  3. الرياضيات
  4. النشاط العلمي
  5. التربية الإسلامية
  6. الاجتماعيات (التاريخ، الجغرافيا، التربية المدنية)
  7. التربية البدنية
  8. التربية التشكيلية
  9. أنشطة الحياة المدرسية

اختلاف وتنوع التلاميذ

يتعامل الأستاذ مع فئات مختلفة من أبناء الشعب فمنهم الفقير والغني والمتوسط ومنهم السليم والمعاق ومنهم الخلوق والمشاغب ومنهم المجتهد والمتعثر. كل هذه الاختلاف والتنوع يجعل مهمة الأستاذ أصعب ويضع عليه ضغطا أكبر. فداخل كل فصل دراسي تجد فصولا أخرى، تتنوع فيها الفروقات الفردية بين المتعلمين.
ضعف الدعم الإداري:

يقوم أساتذة التعليم الابتدائي بجميع المهام تقريبا والتي لا يقوم بها زملائهم في الأسلاك الأخرى (الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي) وذلك لوجود مساعدين إداريين يقومون بهذه المهمة. حيث يقوم الأستاذ بإنشاء استعمالات الزمن وتعبئة ومراقبة غياب التلاميذ وتسجيله في دفتر الغياب مع تسجيل النسب المئوية الشهرية والسنوية، وحراسة التلاميذ والإطعام المدرسي وغيرها من الأمور الأخرى التي تزيد من ثقل مهمته.
التوقعات العالية:

يواجه رجال ونساء التعليم ضغطا إضافيا من أولياء أمور التلاميذ، والذي ينتظرون من الأستاذ أن يمنح نقطا مرتفعة للجميع، دون النظر لمجهوداتهم! هذا الأمر يضع ضغوطات إضافية على رجال ونساء التعليم. بالإضافة إلى أن هذه التوقعات المرتفعة من أولياء أمور التلاميذ قد تتحول لعنف شفهي وجسدي ضد الأستاذ لأنهم يعتقدون أن الأستاذ ظلم ابنهم بعدم منحه نقطة مرتفعة.

التوازن بين الحياة المهنية والشخصية

الغالبية العظمى من الأساتذة لا تفرق بين عملها وحياتها الشخصية، فتجد الأستاذ كثير الكلام عن عمله في الشارع وداخل سيارة الأجرة وداخل المقاهي وغيرها من الأماكن. هذا التداخل بين الحياة الشخصية والمهنية للأستاذ يؤثر سلبا على صحته النفسية والجسدية، ويزيد الضغوط المجتمعية عليه.

علامات ضغط العمل على الأساتذة

  • يؤدي تراكم الضغط الناتج عن كل هذه الأسباب التي ذكرناه في أعلى المقال على رجال ونساء التعليم دون معالجة إلى:

الإرهاق النفسي والجسدي

  • يؤدي تراكم الضغط للشعور المستمر بالتعب وفقدان الحماس والشغف في التدريس، هذا الأمر يؤثر سلبا على عمل الأستاذ داخل القسم.
الإرهاق النفسي للأساتذة


انخفاض الإنتاجية

  • تراجع جودة التدريس والتفاعل مع التلاميذ بسبب الضغوطات النفسية يؤدي لانخفاض الإنتاجية العامة للأستاذ.

المشاكل الصحية 

  • يتناول الكثير من الأساتذة مهدئات الصداع ويتعرضون للأرق واضطرابات النوم.

التأثير على العلاقات الشخصية

  • يؤدي الانغماس بشكل يومي وذلك نتيجة كثرة الواجبات والمهام إلى الابتعاد عن الأسرة والأصدقاء بسبب الانشغال الدائم.

استراتيجيات للأساتذة للتعامل مع ضغط العمل والحفاظ على الصحة النفسية


يمكن للأساتذة اتباع هذه الاستراتيجيات أسفله حسب قدرتهم واستطاعتهم بطبيعة الحال من أجل تخفيف الضغط النفسي والاهتمام بأنفسهم قبل فوات الأوان.

تنظيم الوقت بفعالية

  • إنجاز جدول عملي يومي أو أسبوعي يحدد المهام التي يجب إنجازها حسب أهميتها واستعجالها مثل إعداد الدروس وتصحيح الفروض وغيرها.
  • يجب على كل مهمة أن تكون محددة بزمن ووقت معين وألا تتجاوز هذا الزمن حتى لا تسبب التداخل والتشتت وتأجيل الأعمال إلى الغد وغيرها.
  • الاعتماد على الأدوات والتطبيقات الرقمية المساعدة مثلا Google Calendar ولما لا استخدام الذكاء الاصطناعي كذلك من أجل اقتراح خطط أفضل لتنظيم الوقت.

وضع حدود واضحة

  • الكثير من المهام الإضافية التي لا تدخل ضمن اختصاصات الأستاذ والتي يتحملها هذا الأخير، تكون بسبب عدم قوله "لا" في الوقت المناسب.
  • تفادي جلب الأعمال إلى المنزل إلا في الحالات الاستثنائية فيمكن للأستاذ مثلا أن يستغل الزمن الذي ينجز فيه المتعلمون التمارين أو غيرها من أجل تصحيح الدفاتر أو تصحيح الفروض وغيرها.

الاهتمام بالصحة الشخصية

  • تخصيص وقت يومي للراحة، مثل المشي لمدة 20 دقيقة، أو قراءة كتاب ممتع، أو مشاهدة فيلم وثائق، أو سينمائي.
  • محاولة ممارسة التمارين الرياضية بانتظام خصوصا للأساتذة الذين تجاوزوا سن الثلاثين حيث تساعدهم على تقليل التوتر وتحسين المزاج.
  • الحرص على النوم الكافي وعدم السهر وتجنب المقاهي وكثرة احتساء القهوة وشرب السجائر وذلك من أجل تجديد الطاقة.

تجربة هوايات خارج إطار العمل

  • يمكن للأستاذ تجربة هوايات جديدة من أجل إنقاص الضغط النفسي عليه. مثل الرسم، أو صيد الأسماك أو رمي الكرة الحديدة أو تعلم لغة جديدة؛
  • قضاء وقت إضافي مع العائلة والأطفال بدل إمضاء الكثير من الوقت في المقهى أو في التحضير للواجبات الدراسية.
  • تغيير الأصدقاء ربما أو الانفتاح على أصدقاء من قطاعات أخرى بعيدا عن التعليم، يمكن أن ينسي الأستاذ في مشاكل القسم التي يناقشها الأستاذة فيما بينهم.
الهويات بعد العمل للموظف

التطوير المهني المستمر

هناك أفاق ممكنة من أجل تجنب العمل في القسم لمن لم تعد له قدرة على ذلك. يمكن اجتياز امتحانات ولوج سلك الإدارة التربوية أو سلك التوجيه أو التفتيش وغيرها من المسالك الأخرى.

  • الخلاصة
مهنة التعليم، مهنة نبيلة ورسالة ربانية لكنها شاقة و متعبة خصوصا إذا لم ترافقها خبرة في الحياة. يمكن جعل التدريس ممتعا إذا تم تطبيق بعض النصائح التي ذكرناها في المقال أعلاه، ويمكن لنصائح شيوخ التعليم أن تفيدنا كثيرا في تجاوز الضغط النفسي والصحي الذي يعيشه بعضنا. فصحة الأستاذ هي المفتاح هنا، أستاذ ضعيف نفسيا وصحيا، لا يمكنه مسايرة إيقاعات التدريس، وشغب ومطالب المتعلمين والإدارة.

التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

7774673206035171072

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث