لماذا على الأستاذ ممارسة الرياضة بعد سن الثلاثين
مرحبا بك في مدونة معلمي،
- مقدمة
مع كثرة ساعات العمل والتراقص اليومي بالإضافة إلى الضغوطات النفسية الصعبة المرتبطة بالتعامل مع التلاميذ، لن يصبح ممارسة الرياضة مجرد رفاهية كما كان يعتقد البعض، بل أصبحت ضرورة ملحة للحفاظ عل اللياقة البدنية والنفسية، مع الإشارة إلى أن الأساتذة مطالبون بالعمل إلى سن 65 سنة مستقبلا، مع ما يطرح الأمر من تحديات وهم يعملون مع أطفال في عمر الزهور يكثر فيهم النشاط والحركة.
سنتحدث في هذه التدوينة عن أهمية الرياضة بالنسبة لنساء ورجال التعليم. كما سنمر على بعض المخاطر الصحية الناجمة عن إغفالها وسنقترح بعض الحلول من أجل إدخال الرياضة ضمن البرنامج اليومي المزدحم للأستاذ.
المشاكل الصحية التي يعاني منها الأساتذة بسبب قلة النشاط البدني
السمنة وزيادة الوزن
تؤدي كثرة الجلوس أو الوقوف لساعات طويلة داخل الفصل الدراسي دون حركة ومشي كثيرين لزيادة في الوزن، ولا يمكن الهروب من هذا الأمر حتى ولو كان الأستاذ دائم الوقوف أو متنقلا بين التلاميذ طوال ساعات العمل، فالقسم مكان ضيق لا يمكن للأستاذ أن يمارس فيه حركة كثيرة وهو الأمر الذي يسبب له أمراضا مثل السكري وارتفاع ضغط الدم بالإضافة الى السمنة المفرطة.آلام الظهر والمفاصل
يؤدي الجلوس أو الوقوف الدائم بوضعية غير صحيحة إلى مشاكل في العمود الفقري مثل الانزلاق الغضروفي والتهاب المفاصل وقد أصيب الكثير من رجال ونساء التعليم أمراض المفاصل وتآكل الغضاريف بسبب غياب السائل الزلالي وذلك نتيجة وطبيعة عملهم مع تقدمهم في العمر ومرض السمنة.مرض عرق النسا (السياتيك)
يعتبر مرض عرق النسا من بين الأمراض المنتشرة بين صفوف نساء ورجال التعليم بسبب الإجهاد الجسدي وقلة الحركة ويكون مرض السياتيك بسبب الانزلاق الغضروفي أو التهابات الأعصاب. يسبب هذا المرض آلاما قوية تمتد من أسفل الظهر إلى الساقين.الضغط النفسي والتوتر
أغلب نساء ورجال التعليم ممن لهم أقدمية كبيرة بقطاع التعليم يعانون من الإرهاق النفسي المستمر وغالبيتهم يتناولون أدوية ومكملات لتجاوز هذا الإرهاق. أصبح الأطفال حاليا في عصر الانترنت والذكاء الاصطناعي أكثر نشاطا وأقل تركيزا وهو الأمر الذي يضع ضغوطات إضافية على عمل الأستاذ ونفسيته. هذه الضغوط النفسية تزداد مع قلة الرياضة وقد تؤدي للإصابة بأمراض الاكتئاب والقلق.تأثير الرياضة على الأداء المهني للأستاذ
تحسين التركيز والانتباه
تساعد الرياضة في تقويم الدورة الدموية وقوة القلب، كما تزيد من تدفق الأكسجين إلى الدماغ وهو الأمر الذي ينعكس إيجابا على قوة الذاكرة والتركيز داخل القسم طوال ساعات التدريس.تقليل الإرهاق وزيادة الطاقة
تقوي ممارسة الرياضة بشكل دوري اللياقة البدنية للأستاذ وهو الأمر الذي يقلل شعوره بالتعب والإرهاق المزمن خصوصا مع التقدم في السن. مع العلم بأن اللياقة البدنية القوية تنعكس إيجابا كذلك على أداء ومردودية الأستاذ داخل الفصل الدراسي.تعزيز الثقة بالنفس والتواصل مع التلامي
الأستاذ الممارس للرياضة يكون أكثر حضورا مع التلاميذ سواء من الناحية الجسدية أو الذهنية، هذا الأمر مفيد جدا خصوصا مع التحديات التي يواجهها الأساتذة في ضبط القسم والقضاء على الشغب والتشويش كما تساعده القوة البدنية والذهنية كذلك على تحفيز المتعلمين وجعل القسم فضاء للتعلم والمرح.تحديات تواجه الأساتذة في ممارسة الرياضة
من السهل مطالبة نساء ورجال التعليم بممارسة الرياضة لمن لم يمارس التدريس يوما، لذلك سنوضح هنا بعض التحديات والصعوبات التي تقف أمام رغبة الأساتذة في ممارسة الرياضة.ضيق الوقت
يعتبر ضيق الوقت من بين أهم العراقيل التي تمنع الأستاذ من ممارسة الرياضة، خصوصا أساتذة التعليم الابتدائي الذين يشتغلون 30 ساعة في الأسبوع بمعدل 5 ساعات في اليوم. ولا ننسى مشكلة التراقص اليومي التي يقوم بها الأستاذ الذي يعمل بعيدا، حيث يطالب بالنوم باكرا والاستيقاظ باكرا من أجل البحث عن وسيلة نقل تقله إلى مكان عمله. هذا التنقل اليومي لمسافات طويلة يسبب الإرهاق البدني والنفسي للأستاذ.التعب بعد العمل
يعاني الأساتذة من الإرهاق البدني والنفسي بعد عودتهم من عملهم، بسبب كثرة الوقوف والصراخ للشرح ولضبط القسم، ويعتقد الكثير من الأساتذة بأن الرياضة بعد دوام العمل ستزيد من ارهاقهم، لكن الدراسات العلمية تقول بالعكس فالرياضة تقلل التعب وتقوي اللياقة البدنية العامة.غياب المرافق الرياضية
يعاني الأساتذة من غياب مرافق رياضية يمكن لهم فيها ممارسة الرياضة خصوصا بالمدارس، وحتى إذا توفرت هذه المرافق، فإنه لا يخصص لهم وقت او استراحة مناسبة لممارسة الرياضة، كما يُعمل به في الدول المتقدمة التي تحترم موظفيها وترغب في الحفاظ على صحتهم، وفي بعض الأحيان تغيب حتى قاعات للصلاة فما بالك بقاعات الرياضة.وحتى في المناطق السكنية تغيب القاعات الرياضية الخاصة بالنساء، هناك من سيقول بأن المشي او الجري يكون مفيدا، صحيح لكن لا بد من البحث عن الرفقة في ظل انتشار الجريمة والسرقة وغيرها من الأمور في بعض المناطق، أصبح الخروج وحدك أمرا خطيرا.
ارتفاع أسعار التجهيزات الرياضية
لا توجد برامج دعم لشراء التجهيزات الرياضية لنساء ورجال التعليم، فغالبية التجهيزات الرياضية الخاصة بالجري أو المشي مثلا تتجاوز رواتب الأساتذة بشكل كبير. فالوزارة أو المؤسسات الاجتماعية لنساء ورجال التعليم لا تهتم بالرياضة، فقط تدعم ما يمكن أن يستعمله الأستاذ في التدريس كالحواسيب والأنترنت وغيرها. مما يؤدي إلى صعوبة ممارسة الرياضية المنزلية كذلك.اقتراحات للأساتذة لدمج الرياضة في برنامجهم اليومي.
المشي يوميًا
يمكن للأساتذة ممارسة المشي بشكل يومي بدل الاعتماد دائما على وسائل النقل الشخصية. بعض أصدقائي مثلا يأخذون سياراتهم من أجل قضاء غرض يبعد ب 1000 متر فقط، أو للتوجه للمسجد، لذلك يمكن ممارسة المشي في هذه الحالات فهي أفيد للجسد وللجيب.تؤكد الدراسات العلمية بأن ممارسة المشي لمدة نصف ساعة يوميا يساهم في تحسين صحة القلب وتقوية العظام والعضلات، كما يساهم المشي في الوقاية من الخرف بالإضافة الى فوائد كثيرة أخرى لا يتسع المجال لجردها كلها هنا.
ممارسة التمارين البسيطة في المنزل
هناك برامج كثيرة على اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي يمكن تتبعها للقيام بالنشاط البدني داخل المنازل دون حاجة لمعدات رياضية غالية، حيث يمكن استعمال وزن الجسم والمساحات الفارغة فقط من أجل ممارسة أفضل التمارين بأقل تكلفة. نذكر منها: تمارين الإحماء، القرفصاء، تمارين الضغط، تمرين البلانك، تمرين القفز على الحبل، تمرين التمدد والاسترخاء وغيرها من التمارين الكثيرة.المشاركة في أنشطة رياضية جماعية
يمكن للأساتذة التسجيل في صالات رياضية لممارسة الرياضة بشكل جماعي، فغالبا يصعب على بعض الأساتذة التوجه للقاعة الرياضية والتسجيل بشكل فردي، بينما يسهل الأمر عندما يكون وسط جماعة من الأصدقاء، وحتى في ظل غياب القاعات الرياضية يمكن الاتفاق مع الأصدقاء والصديقات من أجل ممارسة الجري أو المشي أو الحركات الرياضية الأخرى.دمج الرياضة في أوقات الراحة
بعض الأساتذة يستغلون 10 دقائق المخصص للاستراحة بالمدارس الابتدائية من أجل التجول السريع أو الجري البطيء حول الملعب الرياضي للمؤسسة او بالقرب من سور المؤسسة، تساعد هذه الطريقة في تمديد الاوعية الدموية والعضلات بعد وقوف أو جلوس لعدة ساعات.الرياضة من أجل 65 سنة عمل
مع قرب تمديد سن التقاعد إلى 65 سنة، أصبح من الضروري والمؤكد ممارسة الرياضة من طرف الأساتذة لضمان القدرة على العمل دون مشكلات صحية خطيرة. كما قال الشاعر " إن لم يكن لك وقت لصحتك اليوم، فلن تكون لك صحة لوقتك غدا" لذلك نجد أغلب رجال ونساء التعليم يعانون في أواخر أعمارهم من أمراض تحول تقاعدهم إلى عذاب في عذاب، لذلك يجب التفكير في الرياضة منذ الآن وليس تأخيرها إلى سن متأخرة.ضعف التغطية الصحية: سبب آخر للرياضة
يشتكي غالبية رجال ونساء التعليم من ضعف التعويضات الصحية التي يحصلون عليها نتيجة العلاجات المرتبطة بمشاكل العظام والمفاصل والتي تعتبرها Cnops تجميلية! لذلك وكما يقال "درهم وقاية خير من قنطار علاج" على الأستاذ أن يعتبر الأمر بمثابة ناقوس انذار للقيام من كرسيه والنهوض من سريره لممارسة الرياضة منذ شبابه. فالحل المناسب للقضاء ومحاربة الكثير من المشاكل الصحية المستقبلية هي الرياضة اليومية والتغذية السليمة.- خاتمة
- المصادر :
- معايير تناول الطعام الصحي والنشاط البدني والسلوك المقترن بقلة الحركة Organisation Mondiale de la Santé
- تعزيز الصحة النفسية: تعزيز استجابتنا World Health Organization (WHO)
- الصحة النفسية في العمل World Health Organization (WHO)
- تعزيز النشاط البدني من خلال الرعاية الصحية الأولية: مجموعة أدوات Iris
إرسال تعليق