خطوات لحل صعوبات التعبير الكتابي عند التلاميذ

الكاتب: مدونة معلميتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة

خطوات لحل صعوبات التعبير الكتابي عند التلاميذ

خطوات لحل صعوبات التعبير الكتابي عند التلاميذ

مرحبا بك في مدونة معلمي، 

  • مقدمة : 
بعتبر مكون التعبير الكتابي أو الإنشاء من بين المكونات الدراسية ضمن مادة اللغة العربية، والذي يحتاج إلى مهارات متداخلة يتقنها التلميذ كلها من أجل كتابة نص متوافق مع ما يطلبه الأستاذ. ولذلك، يحتاج التلميذ لإتقان الإملاء والاعراب والخط والتراكيب والصرف والتحويل ومهارة تنظيم الأفكار واستعمال الروابط المناسبة من أجل إخراج نص يوافق جميع المعايير المطلوبة. ولكل هذه الأسباب، يعاني تلاميذ التعليم الابتدائي من مشاكل جمة وصعوبات في مجال الكتابة وتتعمق هذه المشاكل في المغرب بسبب التنوع اللغوي حيث نكتشف أثناء تصحيح إنجازات المتعلمين في التعبير الكتابي تداخلا بين اللغة العربية الفصحى واللغة الدارجة المغربية واللغة الأمازيغية التي يتحدثها التلاميذ.

في هذه المقالة، سنحاول أن نناقش أهم المشاكل التي يعاني منها التلميذ في التعبير الكتابي مع اقتراح بعض الحلول والطرائق الفعالة لتجاوز هذه الصعوبات.

صعوبات التعبير الكتابي المكتشفة لدى المتعلمين

التداخل اللغوي:

يقوم المتعلمون باستعمال مفردات من اللغة الدارجة المغربية أو الأمازيغية خلال كتابتهم لنص التعبير الكتابي باللغة العربية الفصحى. هذا التداخل اللغوي يكون بسبب غياب مفردات مناسبة لدى المتعلم في تلك اللحظة مما يدفعه لاستعمال كلمات من لغات أخرى لملء الفراغ. فيكتب مثلا " واحد النهار" بدل "ذات يوم" أو " زْرِحْتْ" بدل " رأيتهُ". هذا الأمر يؤثر على جودة النص ويقلل من قيمة العمل الذي قام به التلميذ.

الأخطاء الإملائية

يرتكب التلاميذ الكثير من الأخطاء الاملائية المختلفة، حيث رصدت شخصيا أثناء تصحيح إنجازات المتعلمين سواء الذين أدرسهم أو الذين أصحح امتحاناتهم "المستوى السادس ابتدائي" أخطاء متعلقة بكتابة التاء المربوطة والتاء المبسوطة (مَدْرَسَتٌ بدل مَدْرَسَةٌ). كما لوحظت أخطاء كثيرة متعلقة بكتابة الهمزة المتطرفة (اخر الكلمة) والهمزة المتوسطة (وسط الكلمة). أخطاء املائية أخرى منتشرة بكثرة مثل كتابة "ال" شمسية و "الْ" قمرية مثل (أَشَّمْسُ بدل الشَّمْسُ). هذه الأخطاء وغيرها تؤثر على جودة النص وعلى النقطة المحصل عليها من طرف التلميذ بعد التصحيح.

ضعف تنظيم الأفكار

من بين المشاكل التي يعاني منها التلاميذ خصوصا أثناء كتابة الإنشاء أو التعبير الكتابي، نذكر ضعف تنظيم الأفكار حيث نجد التلميذ يقسم الفكرة تقسيما منذ بداية النص الى نهايته وتتداخل الأفكار مع بعضها البعض، ولا يوجد ترتيب وسلاسة للانتقال بين الأفكار، هنا أتحدث عن تجربتي مع تدريس المستوى السادس ابتدائي.

محدودية المفردات

معاناة غالبية التلاميذ مع ضعف الرصيد اللغوي ومحدودية المفردات في خزانهم اللغوي، يدفعهم إلى السقوط في تكرار العبارات والجمل والأفكار، مع العلم بأن هذه المشكلة لا تكون بسبب غياب الأفكار حول الموضوع، لكن غياب الحوامل اللغوية التي سيستعملها التلميذ للتعبير عن فكرته.

غياب التدريب الكافي

يلاحظ ضعف الحصص الدراسية المخصص للتعبير الكتابي خصوصا بالتعليم الابتدائي، وحتى هذه الحصص القليلة مثلا بالمدارس الرائدة فإن الأستاذ يقوم بتنقيط منتوج التلميذ بعيدا عن الأخطاء الاملائية واللغوية المرتكبة. خلال أسئلة الفهم بالتقويمات بالمدارس الرائدة يطالب الأستاذ بتجاوز الأخطاء الاملائية أثناء تقييم جواب التلميذ، فتجد تلميذا يحصل على النقطة الكاملة لانه كتب الجواب رغم ارتكابه أخطاء املائية في جميع الكلمات. هذا الأمر يؤدي إلى تخريج تلاميذ يفتقدون للدقة اللغوية في المكونات التي تعتمد على الكتابة.

حلول مقترحة لمعالجة مشاكل التعبير الكتابي لدى التلاميذ

من أجل معالجة صعوبات التعبير الكتابي التي يواجهها التلميذ والتي ذكرناها أعلاه، يمكن الاعتماد على استراتيجية التدرج من التقويم الى الربط بين مكونات المنهاج الدراسي وفق هذه الخطوات أسفله:

التقويم التشخيصي: تحديد مكامن الضعف

  • الخطوة
لا يمكن التعرف على مكان القوة والضعف لدى المتعلمين في مكون التعبير الكتابي، دون إجراء تقويم تشخيصي بداية السنة الدراسية، فالبعض من الأساتذة يقومون بتحميل هذه التقويمات للأسف مباشرة من الانترنت دون تعديل عليها. بدل ذلك، يجب على الأستاذ انجاز تقويم تشخيصي بنفسك أو على الأقل تعديل التقويم التشخيصي الذي حصل عليها ليوافق مستوى تلاميذه. ثم بعد ذلك، يجب الحرص على تصحيح هذه التقويمات وإعطاء كل ورقة حقها في التصحيح من أجل تحديد مكان القوة والضعف كما قلنا سابقا.

  • الهدف
تحديد نقاط الضعف لدى كل تلميذ من أجل العمل عليها في مرحلة الدعم بعد توزيع المتعلمين الى مجموعات حسب حاجة كل مجموعة (التفيئة).
  1. هل احترم التلميذ تصميم النص (مقدمة، عرض، خاتمة)؟
  2. هل استخدم التلميذ كلمات من اللغة الدارجة أو من اللغة الأمازيغية؟
  3. كم عدد الأفكار أو الأحداث التي كتبها التلميذ (حسب نوعية النص المطلوب)؟
  4. كم عدد الأخطاء الاملائية التي ارتكبها التلميذ؟
  5. هل أفكاره منسجمة؟
  6. هل خطه مقروء؟
  • التطبيق
يتم تصحيح الانتاجات جماعيا في القسم، مع الاعتماد على جدول يبين الأخطاء ونوعيتها وكيفية تصحيحها مع إعطاء الفرصة لجميع المتعلمين لكتابة وتصحيح أخطائهم، بعد ذلك يمكن للأستاذ تخصيص فترة للتصحيح الفردي من أجل تقديم توجيهات للمتعثرين، دون نسيان الاعتماد على المقاربة الفارقية والتعلم بالأقران.

التدرج في تعليم عناصر التعبير الكتابي


لا يمكن الانطلاق مباشرة في معالجة أخطاء المتعلمين دون الاعتماد على مبدأ التدرج، فيجب على التلميذ أن يتعلم أولا عناصر النص الخاص بالتعبير الكتابي من مقدمة وعرض وخاتمة وأن يتعرف ماذا يكتب في كل عنصر، وعدد الأسطر، والكلمات، وغيرها.


  • كتابة المقدمة
يجب إفهام التلميذ على أن المقدمة هي السر الذي يجذب القارئ من أجل متابعة قراءة القراءة، وبأنه لا يجب الدخول مباشرة في صلب الموضوع وبأننا لا نكتب الأفكار مباشرة ولا نجيب مباشرة في المقدمة، مع تقديم أمثلة وتدريبه على كتابة عدة مقدمات لمواضيع مختلفة ومقارنة نتائجه مع التلاميذ الآخرين.

مثال

إذا كان نص الموضوع يقول " أضرار الأنترنت كثيرة فكيف يمكن تجنبها" فعلى التلميذ أن يقوم أولا في المقدمة بتعريف الأضرار وبأن يقول بأن الضرر هو كل ما يسبب خطرا للإنسان ولصحته ويمكنه تعريف أضرار الانترنت مباشرة بأن يقول " اضرار الانترنت هي المخاطر التي يمكن أن تسبب أذية للإنسان الذي يستعملها" ثم بعد ذلك يمكنه طرح السؤال "فكيف يمكننا حماية أنفسنا من اضرار الانترنت؟" أو " كيف نستعمل الانترنت بدون ان نتضرر منها؟"

مع تشجيع التلاميذ على استعمال اللغة العربية الفصحى والكتابة بأسلوب بسيط كمرحلة أولى لتجنب الأخطاء.

  • كتابة العرض
بعد تدريب المتعلمين على كتابة المقدمة واتقان غالبيتهم كتابتها بشكل صحيح، يتم الانتقال بعدها للتدرب على كتابة العرض. يمكن توضيح بأن العرض هو قوة الموضوع وهو الذي نجيب فيه عن الأسئلة ونقدم فيه الأفكار. مثلا في المثال السابق " أضرار الانترنت كثيرة فكيف يمكن تجنبها؟" وبعد أن كتب التلميذ في المقدمة سؤالا وهو " كيف نستعمل الأنترنت دون أن نتضرر منها"؟

يقدم التلميذ في المسودة (مخططات ذهنية) 3 إجابات أو اقتراحات من أجل تجنب اخطار واضرار الانترنت" وأن يكتب كل إجابة في فقرة، وبذلك يكون العرض مكونا من 3 فقرات كل فقرة تقدم اقتراحا.

مثال
  1. الفقرة 1: تجنب استعمال الانترنت بكثرة على حساب مراجعة الدروس.
  2. الفقرة 2: تجنب التواصل مع الغرباء وتقديم المعلومات الشخصية على الانترنت.
  3. الفقرة 3: عند استعمال الانترنت في الهاتف أو اللوحة الالكترونية يجب الحرص على إضاءة الغرفة لتجنب أخطار الاضرار بالعينين.
  • كتابة الخاتمة
يجب أن يعلم التلميذ بأننا لا نناقش الأفكار في الخاتمة وبأننا لا نعطي أمثلة وبأننا انتهينا من كتابة الموضوع، فبقيت لنا الخاتمة التي هي مسك الموضوع. نقوم فيها بتلخيص الأفكار الرئيسية مع تقديم رأي شخصي أو اقتراح شخصي.

مثال: للإنترنت فوائد كثيرة. في المقابل، لها أضرار كذلك، لذا يجب علينا استعمالها بحرص لتجنب أضرارها والاستفادة من مزاياها الكثيرة.

تعزيز الخزان اللغوي بالاعتماد كذلك على المكونات الدراسية الأخرى.

بما أن الحيز الزمني المخصص لمكون التعبير الكتابي غير كاف في غالب الأحيان من أجل اصلاح كافة التعثرات لدى المتعلمين، فيجب كذلك استغلال المكونات الأخرى من أجل تجاوز بعض الصعوبات.

  • التربية الإسلامية
توجد الكثير من الفرص في مادة التربية الإسلامية من أجل تحسين الفهم القرائي والكتابي لدى المتعلمين، فيمكن مثلا مطالبة المتعلمين باستخراج الأفكار الأساسية في النص القرآني أو في الأحاديث الشريفة مع كتابتها وصياغتها باللغة العربية الفصحى. كما يمكن استعمال القصص القرآنية لمطالبة المتعلمين للكتابة عن "أهمية الايمان أو الصدق أو الأمانة" في منازلهم.

  • الاجتماعيات
يمكن مطالبة التلاميذ بكتابة ملخصات الدروس التي تم إنجازها داخل القسم، فالكثير من الأساتذة يقومون بكتابة الملخص مباشرة على السبورة ونقله، دون أن يبدل التلميذ أي جهد. يمكن كتابة الملخص في المنزل وبعد ذلك يمكن اختيار أفضل ملخص لكتابته على السبورة بمشاركة الجميع. بهذه الطريقة يتعلم التلميذ تنظيم الأفكار واستعمال الروابط اللغوية للانتقال بين الجمل.

كما يمكن تحويل التمارين والأسئلة الكتابية بالتاريخ والتربية المدنية والجغرافيا ومطالبة المتعلمين بالإجابة عنها على شكل نص وليس الإجابة عن كل سؤال بشكل منفرد.

معالجة الأخطاء الإملائية بطريقة يومية

يمكن تخصيص فترات قصيرة يوميا قبل انطلاق الحصص، واستعمال الألواح من أجل تدريب المتعلمين على القواعد الاملائية مثل:
  1. التاء المربوطة والمبسوطة
  2. الهمزة المتطرفة والهمزة المتوسطة وهمزتا الوصل والقطع
  3. التمييز بين الحروف المتشابهة (ض/ظ، س/ص، ت/ث، ذ/د)

تعزيز الفهم القرائي كمدخل للكتابة

  1. الاعتماد على القصص والمقالات القصيرة ومطالبة المتعلمين بالإجابة عن أسئلة الفهم أو بتلخيصها كتابيا في دفتر أو بشكل شفهي أمام انظار الأستاذ؛
  2. تخصيص مساحة على السبورة الجانبية من أجل تدوين المفردات والكلمات الجديدة مع شروحاتها وتدريب المتعلمين على استعمال المنجد والقاموس للبحث عن كلمات جديدة؛
  3. مطالبة المتعلمين بتلخيص النص القرائي الذي تعرفوا عليه في القسم في حدود 5 جمل مع التركيز على السلاسة والسلامة اللغوية.

التوجيه والمراقبة المستمرة أثناء الكتابة

لا يجب على الأستاذ الاكتفاء بالجلوس أثناء تحرير التلاميذ لنصوص التعبير الكتابي، بل يجب عليه التجول بين صفوف التلاميذ من أجل تقديم ملاحظات وتوجيهات حول بعض الأخطاء التي تظهر له. فيمكن له مثلا تصحيح كلمة كتبها التلميذ باللغة الامازيغية أو الدارجة المغربية، أو دعوته من أجل استعمال رابط بين الجمل.

تؤدي هذه الاستراتيجية إلى تقليل أخطاء التلاميذ. بالإضافة إلى أن التلميذ يعلم أنداك بأن عمله متابع فيكون جديا في عمله ويلتزم بتوجيهات الأستاذ ويفرح عندما يقترب منه الأستاذ لقراءته ومتابعته انتاجه.

  • الخاتمة
إصلاح المشاكل التي يعانيها التلاميذ أثناء التعبير الكتابي، ليس أمرا مستحيلا وليس سهلا كذلك، لكن إذا تم اتباع خطة تربوية وبيداغوجية متكاملة تعتمد مبدأ التدرج وتراعي المستوى المعرفي والعمري للمتعلمين يمكن تحسين مهارة التعبير الكتابي بشكل كبير لدى أغلبية المتعلمين. لكن الأمر يستلزم الصبر والمثابرة من الأستاذ والتلميذ فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة.

التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

7774673206035171072

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث