خلاصة تجارب الأساتذة في التعامل مع الآباء والأمهات

-A A +A

نصائح للأساتذة الجدد حول التعامل مع أولياء التلاميذ

خلاصة تجارب الأساتذة في التعامل مع الآباء و الأمهات

مرحبا بك في مدونة معلمي،


نجاح العلاقة التواصلية بين الأساتذة و أولياء أمور التلاميذ تساهم بما لا يدع مجالا للشك في ضمان تحقيق نتائج متميزة من طرف المتعلمين. بالإضافة إلى أن هذا التواصل يزيل الكثير من الغموض و سوء الفهم الذي ينشأ عن غياب التواصل حيث تتضح طريقة عمل الأستاذ لأولياء أمور التلاميذ و يفهم الأستاذ كذلك الحالة الاجتماعية و الأسرية و الظروف التي يعيش فيها التلاميذ الذين يدرسهم.

و من هذا المنطلق، سنتحدث في هذا الموضوع عن مجموعة من النصائح التي نريد تقديمها للأساتذة و هي ناتجة عن خبرة طويلة من التدريس و من العلاقات مع أولياء أمور التلاميذ و نابعة كذلك من الاطلاع المتواصل على مجموعة من المشاكل اليومية التي يعاني منها الأساتذة مع أولياء أمور التلاميذ في مختلف مناطق البلاد.

هذه المشاكل و الصعوبات تكون غالبا ناتجة عن التدخلات المباشرة للآباء و الآمهات خصوصا في عمل الأستاذ و طريقة إدارته للقسم، و هي التي تؤدي إلى خلق تنافر و صراع بين هذين الفاعلين الرئيسيين مما يؤدي في النهاية الى تؤثر المتعلمين بشكل سلبي من هذا التجاذب.

لذلك ارتأينا ان نكتب مجموعة من النصائح لكل غاية مفيدة و نتمنى أن تصل إلى من يهمه الأمر

  • يجب وضع حدود واضحة 

الكثير من رجال و نساء التعليم يستحيون من وضع حدود واضحة في ما يخص التواصل و طريقة التواصل بينهم و بين أسر التلاميذ، فتجد أولياء أمور التلاميذ في غالبية الأحيان يدخلون للمؤسسة و يقصدون القسم مباشرة للتواصل مع الأستاذ و شرح مشاكل أطفالهم في الوقت المخصص للتدريس و يكون الأمر على حساب زمن التعلمات الخاص بالأطفال و التلاميذ الآخرين. حيث تكون غالبية هذه التدخلات طويلة الأمد و ربما تصل لنصف ساعة من الزمن.

  • مطالبة رئيس المؤسسة بشرح الدور المحدد للأستاذ

في كثير من الأمور لا تتدخل إدارة المؤسسة لشرح الأمور لأولياء أمور التلاميذ، حيث تجد بعض رؤساء المؤسسات التعليمية يتفادون ما يمكن أن يسبب لهم المشاكل و ذلك بإرسال ولي أمر تلميذ مثلا إلى الأستاذ مباشرة دون الاستفسار عن هدفه من الزيارة أو عن غرضه...الخ في الوقت الذي يجب فيه على المدير أن يشرح لأولياء لأولياء أمور التلاميذ بأن زمن التعلمات مقدس و بأن دور الأستاذ لا يمتد إلى المشاكل الشخصية بين المتعلمين خارج أسوار المؤسسة.

  • الانصات واستخدام لغة هادئة مع أولياء أمور التلاميذ

غالبية أمور التلاميذ في مؤسساتنا العمومية يعانون للأسف من الأمية أو من قلة الوعي أو من عدم الاطلاع على التشريعات و القوانين المنظمة للعمل بالمؤسسات التعليمية، فتجد ولي أمر التلميذ مثلا يتوجه للأستاذ في حالة غضب من أجل الشكوى من طفل آخر قام بسرقة قلم ابنه الى غير ذلك من المشاكل الصغيرة التي يمكن علاجها و حل بكل بساطة. في هذه الحالة يجب على الأستاذ ضبط نفسه و استعمال عبارات مثلا من قبيل " سأعالج الأمر، تأكد من ذلك" أو " هذه مشكلة صغيرة سأحلها بعد نهاية الدرس" لأن الغضب و الغضب المضاد يمكن أن يصل لأمور أكبر، لذلك من الأفضل دائما تهدئة الموقف ثم بعد ذلك يمكن التواصل مع الإدارة أو مع حراسة المؤسسة من أجل منع مثل هذه التدخلات أثناء فترة العمل مثلا....

  • إخبار أولياء أمور التلاميذ بدورهم الرئيسي

يجب على الأستاذ أن يكون صارما مع ولي أمر التلميذ الذي يرغب في التدخل في اختصاصات الأستاذ مثلا فتجده يطالب الأستاذ بجلوس ابنه مع تلميذ آخر قد يكون صديقه أو جاره ...و الأستاذ يعلم تمام المعرفة بأن هذا سيسبب ضجيجا أو شغبا...أو من يطالب الأستاذ بجلوس ابنه في المقدمة مثلا! و كما قيل " الأستاذ سيد قسمه" لا يمكن لأي شخص اخبار الأستاذ بمكان جلوس تلميذ لأن هذا المربي هو الذي يقضي عدة ساعات يوميا مع هذا التلميذ و يعرف لماذا أجلسه هنا و ليس هناك...
في هذه الحالة يجب التحلي بالصرامة و إخبار ولي أمر التلميذ بأن هذا يدخل ضمن اختصاصات الأستاذ الحصرية فقط، و بأن عمل و اختصاص ولي أمر التلميذ يجب أن يكون في المنزل و في الشارع و بأنه عنصر مساعد في التربية المدرسية، لأن الجزء الكبير من التربية و الأخلاق تأتي من الوالدين و من المنزل بشكل عام....حيث يمكن استعمال جملة " قم بدورك و أنا سأقوم بدوري" .

  • تحميل إدارة المؤسسة مسؤوليتها :

عندما تكتشف مثلا أن مدير المؤسسة لا يريد تحمل مسؤوليته و بأن يلقي عليك مسؤولية المؤسسة كاملة في ما يخص بعض المشاكل التي لا علاقة لك بها، قم بإخبار ولي أمر التلميذ مباشرة بأن هذا من اختصاصات المدير، يمكن ارساله لمكتب المدير أو بإخباره برقم الإدارة من أجل التواصل معها....و ذلك من أجل أن يتحمل كل مسؤول مسؤوليته الأساسية....

  • التركيز على مصلحة التلاميذ جميعا

يجب على الأستاذ أن يركز على الاهتمام بالمصلحة الجماعية للتلاميذ و بأن لا يلتفت للمصالح الفردية فقط، كل ما يمكن أن يسبب مشاكلا جماعية أو خلق بلبلة جماعية يجب عدم قبولها. فالأستاذ هنا يمثل جماعة القسم و التي قد يصل عددها إلى 40 تلميذا بينما يمثل ولي أمر التلميذ ابنه فقط، و هنا قد تتعارض المصالح الجماعية و المصالح الشخصية.

  • تجنب اتخاذ قرارات فردية

في سنة الأولى من العمل مثلا زارتني أم تلميذ بالفرعية التي اشتغل بها في قمة جبل بعيد، و كانت زيارتها من أجل تقديم شكوى ضد تلميذ آخر يعتدي بالعنف على ابنها....بعد الخروج من المؤسسة، غير أنني طلبت منها مهلة من أجل استفسار التلاميذ ... و في المساء طرحت الأمر على الأستاذ الذي يعمل به في نفس الوحدة المدرسية و اخبرني بأن الأمر غير صحيح و بأن هذه الأم تقوم دائما باستعمال نفس الحيلة مع كل أستاذ جديد للانتقام من ابن العائلة الأخرى بسبب صراعات بين العائلتين هناك يمكن للأستاذ أن يدخل نفسه طرفا في مشكلة كبيرة لا علاقة له بها...لذلك استشر دائما من هم اسبق منك و استشر مع الإدارة قبل اتخاذ أي خطوة قد تندم عليها.

  • التوثيق ثم التوثيق

عدد كبير من الزيارات التي يستقبلها الأستاذ بقسمه من طرف أولياء أمور التلاميذ تكون للشكوى حول نقط و معدلات التلاميذ، و لذلك يجب على الأستاذ دائما الاحتفاظ بنسخة من أوراق الفروض و الامتحانات و المراقبة المستمرة من أجل استعمالها كدليل مثلا، و بأن يتجنب وضع أي نقطة دون توثيق الأسباب الحقيقة لوضعها، لأن الطفل غالبا بعد حصوله على معدل ضعيف بإحدى المواد الدراسية يتوجه للمدرسة و يلقي اللوم على الأستاذ بسبب الخوف أو لأمور أخرى و بأنه عمل بشكل جيد و بأن الأستاذ لا يحبه لذلك وضع له هذه النقطة، لذلك يجب توثيق كل نقطة من استعمال هذا التوثيق بعد ذلك لتبيان الحقائق.

  • مواجهة العنف بحزم

عدد كبيرة من رجال و نساء التعليم ببلدنا يواجهون عنفا لفظيا أو جسديا أثناء ممارستهم لمهامهم داخل المؤسسة سواء من طرف أولياء أمور التلاميذ أو من التلاميذ أنفسهم خصوصا في المستويات العليا، و غالبية الحالات التي يتعرض فيها الأستاذ للعنف تنتهي بتدخل من يسمون أنفسهم "أصحاب النوايا الحسنة" الذين يضغطون على الأستاذ "ة" من أجل تقديم تنازل و هو الذي مُرغت سمعته و كرامته بالأرض و ضُرب و عنف على مرأى و مسمع من التلاميذ...

هنا يجب أن تكون الأمور واضحة و لا يجب على الأستاذ التنازل عن حقه إلا في حالات إنسانية قليلة جدا يمكن للأستاذ تحديدها دون تدخل أو ضغط من أحد، لأن هذا قد يشجع الآخرين على اقتراف أفعال خطيرة ضد رجال و نساء التعليم مستقبلا، لذلك يجب سلك الطرق القانونية من ابلاغ الإدارة و السلطات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة من اجل استرجاع الحق

شارك المقال لتنفع به غيرك

7774673206035171072
https://www.moualimi.com/