%20(1).png "ظاهرة انتشار القمل بين التلاميذ داخل المدارس")
ظاهرة انتشار القمل بين التلاميذ داخل المدارس
%20(1).png "ظاهرة انتشار القمل بين التلاميذ داخل المدارس")
مرحبا بك في مدونة معلمي،
انتشار القمل بين التلميذات: الأسباب، طرق الانتقال، التأثيرات النفسية والاجتماعية، وسبل المكافحة
يعاني رجال ونساء التعليم بشكل يومي مع انتشار حشرة القمل في تلاميذهم بشكل كبير. هذه الحشرة التي تنتشر كالنار في الهشيم بين المتعلمين في المؤسسات التعليمية، وتترك أثارا سيئة على نفسية التلاميذ والتلميذات بالخصوص اللواتي يتعرضن لهذه الحشرة التي تعيش على رؤوس الأطفال. لذلك قررنا اليوم كتابة هذا المقال للحديث عن بعض أسباب انتشار القمل بين التلاميذ وطرق انتقاله مع شرح التأثيرات النفسية والاجتماعية الخطيرة لهذه الحشرة الطفيلية، كما سنستعرض بعض طرائق مكافحته والتوعية بمخاطره، وذلك بالاعتماد على مراجع علمية موثوقة.أسباب انتشار القمل وطرق انتقاله بين التلاميذ داخل المؤسسات التعليمية
ما هو قمل الرأس؟
قمل الرأس حشرة طفيلية (تعيش على مجهود الآخرين) واسمها العلمي هو: Pediculus humanus capitis القمل حشرة لا تستطيع الطيران بسبب غياب الأجنحة لديها، رغم ذلك فإنها تستطيع الانتقال من رأس إلى رأس آخر. تتكاثر حشرة القمل بإلصاق بيضها (والذي يسمى بالصئبان) بالشعر وخصوصا في الجزء القريب من فروة الرأس. تعيش حشرة القمل البالغة شهرا تقريبا تضع فيه ما يقارب من 300 بيضة (الصئبان). يفقس بيض القمل خلال أسبوع تقريبا من وضعه وتحتاج حشرة القمل في هذه الفترة (تسمى بالحورية) 10 أيام تقريبا، قبل أن تصبح بالغة قادرة على وضع البيض والتكاثر..webp "ما هو قمل الرأس؟")
أفضل مكان يحبه القمل للانتشار حاليا هو المؤسسات التعليمية، حيث يجد فيها البيئة المناسبة للانتقال بسبب الالتصاق والتقارب بين التلاميذ وتبادل الأدوات والملابس الشخصية.
كيف ينتشر القمل بالمدارس؟
1. الاتصال والتلامس المباشر: ينتقل القمل بشكل رئيسي بين التلاميذ بسبب الاتصال المباشر بين الرؤوس سواء أثناء الحصص الدراسية بالأقسام أو خلال الألعاب بالساحة أو بواسطة السلام بالقبلات والعناق خصوصا بين الفتيات. ترتفع نسبة تعرض الفتاة للقمل بنسبة أكبر مقارنة بالذكور بسبب كثافة وطول شعرها وصعوبة تمشيطه أو قصه.2. مشاركة الممتلكات الشخصية: يستغل القمل عملية تبادل الممتلكات الشخصية بين التلميذات للانتقال مثل القبعات أو أربطة الشعر أو عقال الشعر وفي بعض الحالات تتشارك التلميذات الأمشاط فيما بينهن هذه المشاركة ترتفع أكثر بالنسبة للتلميذات المراهقات خصوصا في المستويات الإعدادية والثانوية.
3. الجلوس مع الزملاء: يمكن للقمل الانتقال بنسبة كبيرة بين تلميذة وأخرى تجلس بجانبها حيث يمكن للقمل أن ينزل من الرأس فوق الكتفين ثم يستغل أي عملية التصاق غير متعمد للانتقال للفتاة الأخرى.
4. غياب التوعية وسط التلاميذ: من بين الأمور التي تشجع على انتقال حشرة القمل بين التلاميذ هو غياب الوعي بكيفية تجنبها وعلاجها وغياب حملات تحسيسية لفائدتهم، حيث يستعمل البعض منهم طرق جد تقليدية غير مفيدة للقضاء عليها كذلك.
5. الانتشار من المدرسة للمنزل: بعد انتقال العدوى بين الأطفال في المدارس يتم نقلها مباشرة للأسرة داخل المنزل، حيث يبقى القمل في الوسائد والأفرشة وينتقل للأخرين عند الاستلقاء في نفس المكان.
هل الإصابة بالقمل دليل على عدم النظافة؟
يعتقد الكثير من الناس الذين لم يتعرضوا للإصابة بهذه الحشرة بعد، ولم يعانوا من محاولات القضاء عليها، يعتقدون بأن الإصابة بالحشرة دليل على عدم النظافة وبأن الشخص لا يهتم بنظافة رأسه ولا يستحم. هذا اعتقاد خاطئ جدا، فالقمل لا يفرق بين الرأس النظيف وغير النظيف فهدف هو امتصاص دمك من فروة رأسك ووضع بيضه على شعرك. هذا البيض (الصئبان) يلتصق بشعرك رغم محاولة غسله بالماء والصابون.التأثيرات النفسية والاجتماعية على التلميذات المصابات بالقمل
العزلة الاجتماعية:
تتعرض التلميذات المصابات بالقمل للاعتزال من طرف زميلاتهن بالمؤسسات التعليمية، حيث لاحظت بالخصوص داخل قسمي مقاطعة شاملة لتلميذة مصابة بالقمل ولم أكن أعلم السبب في الأول، فكلما طلبت من تلميذة الانتقال للجلوس بجانبها كن يرفضن الأمر مع عدم تبريره، حتى تم اخباري بالأمر من طرف أحد التلاميذ الذكور، هذه العزلة تتعرض لها التلميذات المصابات بالقمل داخل الفصل الدراسي وخارجه خلال الاستراحة بباحة المدرسة أو خلال حصص التربية البدنية. هذه العزلة تسبب إحباطا للتلميذة وتأثيرات سلبية على ثقتها بنفسها..webp "تلميذة تعاني من القمل في الشعر مع الحكة")
التنمر والسخرية:
تعيش الفتاة المصابة بالقمل إحباطا نتيجة ما تسببه هذه الحشرة من حكة على فروة الرأس وإحراجا عند ظهور الحشرات للجميع. بالإضافة إلى هذه المشاكل، تكون هذه الفتاة غير المحظوظة عرضة للسخرية والتنمر من طرف الفتيات الأخريات سواء داخل أسوار المدرسة أو خارجها حيث يطلق عليهن أوصاف قدحية مثل "القملية" أو "صاحبة القمل" أو "مربية القمل" مما يدفعها للإحباط وفقدان الثقة بنفسها أولا وبمحيطها ثانيا..webp "التنمر على الاطفال بسبب القمل")
تراجع التحصيل الدراسي:
يلاحظ بعض التراجع في التحصيل الدراسي للتلميذات المصابات بالقمل، حيث تفقد التلميذة ثقتها بنفسها حسب ما ذكرناه أعلاه. وحسب معاينتي داخل القسم يصبح هم التلميذة المصابة بالقمل النظر في كل مرة إلى كتفيها أو مسح رأسها للبحث عن هذه الحشرة وتجنب رؤيتها من الجميع. تأثير التنمر والعزلة يؤثر كذلك سلبا حيث لوحظ فقدان التلميذة المصابة بالقمل لبعض الشغف في المشاركة في الدروس أو القيام للكتابة بالسبورة وغيرها من الأنشطة الجماعية.دور التوعية في مكافحة القمل بالمدارس
تثقيف التلاميذ وأسرهم
من الأمور المهمة التي يجب التركيز عليها، هي توعية الأسر والتلاميذ بطرق انتقال القمل وكيفية الوقاية منها وتجنب التقاطها من الآخرين، مع الحرص خلال هذه التوعية على تبيان كون الإصابة بالقمل شيئا عاديا يمكن أن يحدث للجميع، وبأن الأمر لا علاقة له بالنظافة من غيرها.ورشات عمل وأنشطة تحسيسية بالمدارس
من المهم تنظيم حملات تحسيسية وورشات بالمؤسسات التعليمية من أجل شرح كيفية انتقال القمل وطرائق تجنبه مع الحرص على التأكيد على تجنب التنمر ومقاطعة المصابين بالقمل فلا ذنب لهم إلا أنهم كانوا في المكان الخطأ. يمكن الاعتماد على ورشات رسم أو مسرحيات تربوية من أجل القضاء على القمل وإلى جانبه القضاء على التنمر والسخرية من الآخرين.توزيع المطويات والمنشورات
يمكن للمؤسسات الصحية ولشركاء المؤسسات التعليمية المساهمة بإنتاج وطبع مطويات أو منشورات توعوية وتوزيعها على المتعلمين والمتعلمات أمام أبواب المدارس أو خلال الاستراحة. مع التركيز على استخدام الرسومات الملونة في هذه المطويات فالأطفال يحبون الرسومات التي تجذب انتباههم، وتجعل تقبلهم للرسائل التربوية والصحية سهلا.استراتيجيات الوقاية والعلاج من القمل
الفحص بشكل دوري
يجب على الأسرة فحص أطفالها بين الفينة والأخرى، للكشف عن اصابتهم بالقمل من عدمه. لأن اكتشاف القمل في بدايته ليس هو اكتشافه وقد وصل نسبة كبيرة في التكاثر، سواء داخل الرأس أو بين أفراد نفس الأسرة أو بين تلاميذ الفصل الدراسي.بطبيعة الحال هناك من سيتكاسل أو يتغافل عن إجراء هذا الفحص، ولذلك يجب تكليف الأطقم الصحية والطبية التي تزور المؤسسات التعليمية من أجل اجراء فحص العيون والأسنان تكليفها بإجراء فحوص لمراقبة انتشار القمل.
عدم مشاركة المستلزمات الشخصية مع الآخرين
يجب توعية التلاميذ والأطفال بشكل عام بعدم مشاركة أو تبادل المستلزمات والملابس الشخصية مثل القبعات والأمشاط والمناشف (خلال حصص التربية البدنية) أو الوسائد بين التلاميذ الذين يسكنون بدور الطالب أو الطالبة أو بالداخليات السكنية.اتباع العلاجات المناسبة
في حالة الإصابة بالقمل يجب استخدام مواد تنظيف الشعر (الشامبوهات) الطبية والمستعملة في القضاء على حشرة القمل، دون نسيان اتباع التعليمات الدقيقة بالوصفة الطبية بعد استشارة الطبيب بطبيعة الحال.يمكن كذلك استعمال بعض الأمشاط الخاصة والتي تكون الفتحات بين أسنانها ضيقة جدا، هذه الأمشاط تساعد بشكل كبير في إزالة القمل وبيضه (الصئبان) بطريقة جيدة.
دورة حياة القمل
لا يجب نسيان دورة حياة القمل عند محاولة علاجها، فالبضع للأسف يقوم بقتل جميع القمل البالغ المتواجد بشعره وينسى بيض القمل (الصئبان) الذي يفقس بعد أسبوع تقريبا، حيث يتفاجأ الشخص المصاب بالقمل بعودته من جديد ويستغرب للأمر. لذلك يجب الاستمرار في العلاج حتى يتم القضاء على القمل البالغ والقمل الذي سيخرج من البيض يعني مدة 15 يوما تقريبا، ولا يجب السماح للصئبان بالوصول إلى مرحلة البلوغ مرة أخرى.تجنب استعمال المبيدات الحشرية
بعض الأمهات اللواتي سمعت قصتهن من التلميذات يستعملن المبيدات الحشرية من أجل القضاء على القمل برؤوس أطفالهن، وهذا خطير جدا، لأن هذه المبيدات الحشرية غير مخصص للاستعمال البشري وأي ملامسة للجلد أو للشعر يمكن أن تسبب سرطانات خطيرة أو فقدانا للوعي.تنظيف الأدوات والملابس الشخصية
لا يجب فقط غسل الشعر للقضاء على القمل، بل يجب أن يشمل ذلك أيضا تنظيفا وغسلا دوريا للأفرشة والملابس والأغطية والأدوات الشخصية. من الأفضل استعمال ماء ساخن تتجاوز درجة حرارته 50 درجة للقضاء على القمل وعلى الصئبان كذلك..jpg "تنظيف الأدوات و الملابس و الأغطية من القمل")
أهمية الدعم المجتمعي والمؤسساتي
توفير علاجات مجانية للتلاميذ
من المهم جدا تظافر جهود جميع المعنيين بالصحة المدرسية، ويشمل ذلك مساعدة التلاميذ الفقراء في الحصول على أدوية واستشارات طبية مجانية من أجل العلاج من القمل. طفل واحد مصاب القمل داخل المدرسة يمكن أن ينقل العدوى للجميع.حملات طبية تحسيسية
من الملاحظ غياب الحملات الطبية الخاصة بمحاربة القمل بمدارسنا، صحيح هناك حملات طبية خاصة بالتلقيح ومراقبة البصر وصحة الأسنان، لكن يجب أن تشمل هذه الحملات كذلك مراقبة القمل والتوعية بمخاطره من طرف الأطباء. فالأمر لا يهم فقط رجال ونساء التعليم..webp "محاربة القمل بالمدارس")
رقابة صحية دورية
يجب التنسيق الدائم بين وزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية وتخصيص ملف صحي مدرسي لكل تلميذ يشمل وضعيته الصحية وتطوراتها، فبعض الأحيان يعاني الأساتذة مع حالات طبية صعبة لتلاميذهم دون معرفة سابقة منهم، حيث يكتشفون هذه الأمراض فجأة.انتشار القمل بين التلميذات والتلاميذ ظاهرة خطيرة من الناحية الاجتماعية والنفسية والصحية. تتطلب هذه الظاهرة مساهمة الجميع بحلول عملية من أجل القضاء عليها، وذلك لتفادي المشاكل النفسية والصحية الخطيرة التي يمكن أن تلحق أطفالنا.
المصادر الطبية و العلمية المستعملة لكتابة المقال :
- أسباب انتشار القمل وطرق انتقاله:
يتحدث هذا البحث عن بيولوجيا القمل وطرق انتقاله، مع التركيز على العوامل التي تساهم في انتشاره بين الأطفال في المدارس.
- التأثيرات النفسية والاجتماعية:
يناقش هذا المقال التأثيرات النفسية والاجتماعية لإصابة الأطفال بالقمل، بما في ذلك العزلة الاجتماعية والتنمر.
- طرق الوقاية والعلاج:
يقدم هذا الدليل الطبي توصيات حول الوقاية من القمل وعلاجه، مع التركيز على أهمية الفحص الدوري واستخدام العلاجات المناسبة.
- دور التوعية في مكافحة القمل:
يناقش هذا البحث أهمية التوعية المجتمعية والمدرسية في الحد من انتشار القمل.
- تنظيف الأدوات والملابس الشخصية:
يقدم هذا الفصل معلومات حول كيفية تنظيف الأدوات والملابس الشخصية لمنع انتشار القمل.
- دورة حياة القمل:
يشرح هذا المقال دورة حياة القمل وكيفية التعامل معها بشكل فعال.
- تجنب استخدام المبيدات الحشرية:
يناقش هذا البحث مخاطر استخدام المبيدات الحشرية غير المخصصة للبشر ويقدم بدائل آمنة.
- الدعم المجتمعي والمؤسساتي:
يتناول هذا المقال أهمية الدور المجتمعي والمؤسساتي في مكافحة انتشار القمل في المدارس.
- مراجع إضافية باللغة العربية:
وزارة الصحة السعودية. (2020). دليل مكافحة القمل في المدارس.
يتضمن هذا الدليل إرشادات حول كيفية التعامل مع انتشار القمل في المدارس والتدابير الوقائية.
منظمة الصحة العالمية (WHO). (2019). الإرشادات الصحية للوقاية من القمل.
يوفر هذا الدليل معلومات حول أفضل الممارسات للوقاية من القمل وعلاجه.
%20(1).png&description=ظاهرة انتشار القمل بين التلاميذ داخل المدارس){kind=link}
إرسال تعليق