سلوكيات الأطفال السيئة أسبابها وعلاجها

الكاتب: مدونة معلمي وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
نبذة عن المقال: سلوكيات الأطفال السيئة أسبابها وعلاجها

سلوكيات الأطفال السيئة أسبابها وعلاجها

سلوكيات الأطفال السيئة أسبابها وعلاجها

مرحبا بك في مدونة معلمي،

طفل اليوم هو رجل الغد، وانطلاقا من هذه القولة يتبين لنا أهمية مرحلة الطفولة بالنسبة لبناء شخصية رجل الغد الذي سيؤسس عائلة وسيساهم في بناء مجتمعه. فخلال مرحلة الطفولة تبدأ شخصية الطفل في التطور مع تطور سلوكياته وأفكاره، هذه السلوكيات والأفكار تكون في الغالب نتيجة البيئة التي يعيش فيها الطفل سواء داخل الأسرة أو في المدرسة أو في الحي الذي يسكن به.

في كثير من الحالات يُظهر الأطفال علامات قبلية قد تتيح للأسرة معرفة إن كان سلوك الطفل الحسن على وشك التغير إلى الأسوء، من خلال هذه العلامات يمكن للأسرة أن تتدخل قبل فوات الأوان من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه خصوصا وأن تصحيح السلوكيات الجانحة أصعب من غرس القيم الإيجابية.

ومن هذا المنطلق نخصص هذا الموضوع في مدونة معلمي من أجل إبراز أهم هذه العلامات لتكون الصورة واضحة لأولياء أمور الأطفال من أجل التدخل في الوقت المناسب، وستشمل هذه العلامات كذلك ما يوازيها من طرائق للتعامل وإصلاح السلوكيات الجانحة في بداياتها.

أبرز السلوكيات السيئة لدى الأطفال :


استعمال الصراخ المزعج من أجل لفت الانتباه:

يبدأ الطفل في مقاطعة الآخرين أثناء كلامهم حيث يرغب دائما أن تسلط عليه الأنظار ولو استدعى ذلك منه الصراح المستمر والتحدث بصوت مرتفع، في هذه الحالة يعتقد الطفل بأنه يتم تجاهله وبأن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يعيد الانتباه ليركز عليه هي عبر الصراخ وهذا يزعج الآخرين.

عدم التعاطف وابداء المشاعر اتجاه الآخرين:

يكون بعض الأطفال فاقدين لأن حس تعاطف مع الآخرين، حيث تغيب على الطفل أي مظاهر للفرح أو للحزن وقد يكون هذا بسبب ارتفاع منسوب أنانيتهم واعتقادهم بأن عواطف الآخرين وأراءهم ومشاكلهم لا تهم، وبأنه فلك يجب أن يدور حوله جميع الأشخاص. وقد يكون غياب التعاطف هذا نتيجة للتربية الأسرية التي تلقاها الطفل ويتلقاها في حياته اليومية.

استعمال العنف اللفظي للسيطرة:

يلجأ الطفل الضعيف في بعض الأحيان للرغبة في إظهار قوته وبسط سيطرته على الآخرين وذلك باستعمال الشتائم والسب والتحقير اتجاه الآخرين. هذا الأسلوب الخاطئ الذي يتبعه بعض الأطفال يؤدي للتسبب للأذى للآخرين ويتحمل والديه المسؤولية في نظر الآخرين.

الغضب طوال الوقت

يفقد بعض الأطفال قدرتهم على ضبط مشاعرهم وأعصابهم فيصبحون أكثر انفعالا وغضبا لأتفه الأسباب وربما يقومون بتصرفات عدوانية ضد الاخرين إذا لم يتعلموا كيفية التحكم في مشاعرهم بطريقة مسالمة.

الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة

يلجأ بعض الأطفال للاعتداء وتخريب الممتلكات الخاصة بالمنزل، أو بالجيران، أو بالمدرسة، أو بالمحيط بشكل عام، هذا الاعتداء يكون نتيجة الغضب غير المتحكم فيه أو الشعور بالإحباط من أمر ما وهو بصفعة عامة نتيجة لعدم قدرة الطفل على التعامل مع أحاسيسه وانفعالاته بشكل جيد.

الاندفاع المبالغ فيه

يغيب عن بعض الأطفال في كثير من الأحيان التفكير المنطقي وتقدير العواقب، فتجد بعضهم أكثر اندفاعا بشكل كبير في اتخاذ القرارات السيئة.

بداية التمرد على النظام الأسري

يبدأ الطفل الجانح في التمرد على القواعد الأسرية داخل المنزل وخارجه، ويظهر رغبته في اظهار استقلاله وبأنه أصبح مسؤولا عن نفسه، وقد يكون هذا التمرد ناتجا عن سوء الروابط العلائقية داخل الأسرة.

تعريض الحيوانات للعنف:

اطفال يهتمون بلطف بالقطة

تنتقل بعض مظاهر السلوك الجانح لدى الأطفال إلى الاعتداء على الحيوانات، والأمر الذي يعكس تحولا جذريا في علاقة الطفل مع الطبيعية وكائناتها، يكون هذا الأمر ناتجا كذلك عن عدم التحكم في المشاعر وعدم مراعاة مشاعر الآخرين كانوا بشرا أم حيوانات.

عدم احترام القانون الداخلي للمؤسسة التعليمية

تمتد السلوكات الجانحة لبعض الأطفال لتصل للاعتداء على ممتلكات المدرسة أو الاعتداء على الزملاء أو التغيب غير المبرر ومخالفة تعليمات رجال ونساء التعليم وهو الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على تحصيلهم الدراسي.

اللجوء لسرقة الآخرين

يلجأ الطفل المشاغب للسرقة كلما وجد فرصة ذلك، خصوصا في داخل الأقسام والمدارس حيث يشتكي الكثير من أولياء أمور التلاميذ بشكل يومي من اختفاء أدوات أطفالهم بشكل غريب. هذا السلوك غير السليم من طرف بعض الأطفال يكون نتيجة إحساسهم بعدم الاكتفاء أو بالرغبة في إثبات التفوق ولو كان ذلك بأشكال سيئة.

التنمر والسخرية من الآخرين


التنمر والسخرية من الآخرين


يقوم الكثير من الأطفال بالمؤسسات التعليمية خصوصا بالتنمر والسخرية من الآخرين، وفي بعض الأحيان تتم مقاطعة تلميذ ما من طرف المتنمر ويفرض على التلاميذ الآخرين مقاطعته وإلا فإنهم سيخرجون من دائرة الصداقة وهكذا، هذا السلوك يكون انعكاسا لعدم ثقة المتنمر بنفسه أو قد يكون بسبب محاولة الهيمنة والبقاء تحت الأضواء على حساب زملائه.

غياب الاحترام لكبار السن

من أهم الأفعال اللاأخلاقية التي يقوم بها بعض الأطفال هي تقليل الاحترام اللازم لكبار السن كيفما كانوا سواء كانوا أصحاب سلطة مثل الوالدين أو الأساتذة أو بدون سلطة كالناس العاديين في الشارع. يكون هذا التصرف السيء ناتجا عن مشكلة في التربية أو طريقتها التي تلقاها الطفل في المنزل.

ما هي أسباب السلوك المنحرف لدى الطفل؟

بيئة أسرية غير طبيعية:

غالبية الأسر التي تكون فيها النزاعات والفوضى شعارا لها تؤثر على التربية السليمة للطفل بشكل سلبي، فغالبية الحالات التي نقابلها كأساتذة من الأطفال أصحاب السلوكات المنحرفة، تكون هذه الحالات قادمة من بيئة أسرية مضطربة مثل الطلاق بين الوالدين أو العنف الأسري الموجه من الأب اتجاه الأم.

غياب القدوة الحسنة في محيط الطفل:

غالبية التصرفات السيئة التي يقوم بها الأطفال والتلاميذ عموما سواء داخل المؤسسات التعليمية أو في الشوارع، تكون ناتجة عن تقليد الآخرين بمحيط الطفل، فالأب المدخن مثلا يمكن أن ينقل تلك العادة السيئة لطفله عندما يصبح مراهقا أو حتى قبل ذلك. فالأطفال يتعلمون بالنظر الى من حولهم أكثر مما يتعلمون من النصائح التي تقدم لهم هكذا.

التنمر والعدوانية

يتعرض بعض الأطفال للتنمر بشكل دائما خصوصا في المدرسة، حيث يضحك منه بعض الأطفال الآخرين بسبب لباسه أو شكل تسريحة شعره أو غيره من الأمور العادية، وهناك بعض الأطفال الذين يعودون للمنزل لإخبار أمهاتهم بالأمر، وعوض أن تقوم الأم بالاتصال بالمؤسسة التعليمية لحل المشكل، تطلب من ابنها استعمال العنف لحل المشكلة، وبالفعل يستعمل الطفل العنف وعندما يكتشف أن هذا العنف قد حل جزءا من المشكلة فإنه يستمر في العنف سواء ضد من تنمر عليه أو ضد الأطفال الآخرين.

ضعف الدعم النفسي والعاطفي:

الطفل الذي لا يحسب بالحب والتعاطف من والديه لا يمكن أن ينتج إلا عدم التعاطف والعنف، فغالبية الآباء والأمهات في مجتمعاتنا العربية يا للأسف لا يملكون الوقت – بسبب مشاغل الحياة والعمل- لأطفالهم، فالطفل يحتاج لمن يجالسه وإلا فإنه سيقوم بمحاولة الحصول على انتباه الآخرين بطرق أخرى وربما تكون هذه الطرق مخالفة أو تمردية أو سيئة.

استخدام التكنولوجيا دون رقابة أبوية

غالبية التلاميذ الذين أدرسهم يملكون لوحات إلكترونية أو هواتف ذكية خاصة بهم وعندما أسألهم هل تتم مراقبة ما تشاهدون من طرف أسركم تجيب القلة القليل فقط بنعم، والاخرون يقولون بأنهم يحصلون على نصائح فقط، فالطفل المقبل على استعمال الانترنيت بكثرة يمكن أن يكون عرضة لمواد تشجع على العنف أو تقوم بالتطبيع مع سلوكيات سيئة وبالتالي يتعلمها الأطفال على أنها عادية.

نصائح للتعامل مع السلوكات الجانحة للأطفال

نشر ثقافة الحوار داخل الأسرة

الحوار والهدوء أهم الحلول دائما لجميع المشاكل، استعمل لطفلك ناقشه حاوره بشكل هادئ دون اتهام ودون تعصب. حاول إقناعه بالتي هي أحسن، فالأطفال يحتاجون كثيرا لمن ينصت إليهم. انشر ثقافة الحوار في منزلك مع زوجتك مع جيرانك فالأطفال يتعلمون أكثر بالقدوة الحسنة.

علم ابنك بأن التعاطف يجعله إنسانا

التعاطف سمة إنسانية لذلك يجب على ابنك أن يعلم بأن الآخرين يقدرون التعاطف والإحساس بمشاعر الآخرين والاهتمام بالحيوانات أو على الأقل عدم إيذائها. اجعل ابنك مثلا يلعب دور القطة أو الكلب واطلب منه تخيل خروجه للشارع وما هي الأمور التي سيخاف منها، كالعنف من البشر مثلا، حتى يحس بما يمكن أن تحس به الحيوانات الأخر

الصرامة المرنة واحترام الحدود

بينت دراسات مثل الدراسة التي قامت بها العالمة اريكا راسون راميريز بأن أطفال الأمهات الصارمات هم الأكثر نجاحا وعندما نتحدث عن الصرامة هنا فإننا لا نقصد العنف الجسدي والعنف النفسي وإنما نقصد وضع حدود وقوانين ومبادئ يجب احترامها.

ملء وقت الطفل بالأنشطة النافعة

يجب على أولياء أمور التلاميذ ملء أوقات فراغهم بما يغنيهم عن البقاء في الشوارع أو قضاء أوقات طويلة على الانترنيت دون مراقبة، وهو الأمر الذي سيعرضهم لمخاطر كثيرة. هناك أنشطة رياضية وثقافية وجمعيات تعليم الرسم والعزف وتحفيظ القرآن الكريم وتجويده وبالمجان. آنذاك سيتعلم الطفل أمورا جميلة وإيجابية تساعده في حياته المستقبلية ويتجنب مرافقة أصدقاء السوء أو التسكع في الشوارع.

تقنيات السيطرة على الغضب

ساعد طفلك على تعلم طرائق للسيطرة على غضبه، وأخبره بأن الغضب يجعل الانسان غبيا لا يفكر بمنطق وبأنه يصبح كالحيوان يكون ضحية لانفعالاته فقط. علمه التنفس العميق مثلا مع العد من 10 إلى 0. علمه بأن الأقوياء وحدهم من يستطيعون السيطرة على غضبهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"

راقب طفلك وهو يبحث على الأنترنيت

غالبية الأباء يرفضون السماح لأطفالهم بالخروج للشارع أو الابتعاد عن المنزل لمسافات قصيرة بدعوى أنه يمكن أن يتعرض للاختطاف، أو للقتل، أو للتحرش، أو غيرها من المخاطر. ومع ذلك يسمح له بالإبحار في الانترنيت بكل حرية دون مراقبة بدعوى أنه في مكانه بغرفته. الانترنيت في كثير من الأحيان يمكن أن تكون أخطر من الشارع، وهي الوسيلة التي يستعملها المتحرش والمغتصب والمختطف من اجل استدراج ضحاياه، لذلك يجب مراقبة الطفل دائما ومقارنة تصرفاته داخل فضاء الأنترنيت، دون نسيان الألعاب التي يستعملها يجب أن تكون مناسبة لفئته العمرية وألا يلعب ألعابا عنيفة أو بها توصيات بالانتحار أو غيرها ...

طلب المساعدة من المختصين:

إذا فشل الأمر بعد تطبيق عدة مقاربات لإصلاح السلوكيات السيئة لدى طفلك يمكنك طلب مساعدة من مختصين او استشاريين نفسانيين أو مساعدا تربويا، فهؤلاء يملكون من الخبرة ما يمكنهم من إعطاءك الحلول المناسبة لحالة طفلك بعد تشخيصيه.



ليس من السهل إصلاح السلوكات السيئة أو التمردية لدى طفلك، بسبب تداخل العوامل النفسية والوراثية والدراسية في انتشار هذه السلوكيات. لكن، رغم كل هذا يمكن الوصول إلى نتيجة مرضية إذا تعاونت الأسرة مع المدرسة وتم رصد وتشخيصي هذه السلوكيات العنيفة في بداياتها وإعادة الطفل إلى المسار السليم الصحيح.

المراجع العلمية

  1. برونفنبرينر، ي. (1994). نماذج بيئية لتنمية الإنسان. الموسوعة الدولية للتربية.
  2. باندورا، أ. (1977). نظرية التعلم الاجتماعي. برينتيس-هول.
  3. إسبيلاغ، د. ل.، وهولت، م. ك. (2001). التنمر والضحية خلال مرحلة المراهقة المبكرة: تأثيرات الأقران والعوامل النفسية الاجتماعية. مجلة الإساءة العاطفية، 2(2-3)، 123–142.
  4. ترمبلاي، ر. إ.، وآخرون. (2004). العدوان الجسدي خلال مرحلة الطفولة المبكرة: المسارات والمحددات. طب الأطفال، 114(1)، e43–e50.
  5. غروس، ج. ج. (2002). تنظيم العاطفة: العواقب العاطفية، المعرفية والاجتماعية. علم النفس الفسيولوجي، 39(3)، 281–291.
  6. هارت، ر.، وريسلي، ت. ر. (1995). الفروق ذات المعنى في التجربة اليومية للأطفال الأمريكيين.
  7. بومريند، د. (1991). تأثير أسلوب التربية على كفاءة المراهقين وتعاطيهم للمخدرات. مجلة المراهقة المبكرة، 11(1)، 56–95.
  8. سترسبرغر، ف. ج.، وآخرون. (2010). آثار وسائل الإعلام على الأطفال والمراهقين. طب الأطفال، 125(4)، 756–767.
  9. ماهوني، ج. ل.، وآخرون. (2005). المشاركة في الأنشطة المنظمة، وتنمية الشباب الإيجابية، وفكرة الإفراط في الجدولة. تقرير السياسة الاجتماعية، 19(4).
التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

7774673206035171072

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث