%20(1).png "سيطرة العنصر النسوي على مباريات التعليم")
سيطرة العنصر النسوي على مباريات التعليم
%20(1).png "سيطرة العنصر النسوي على مباريات التعليم")
مرحبا بك في مدونة معلمي،
سيطرة العنصر النسوي على مباريات ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين
يشهد قطاع التعليم إلى الأن ومنذ عدة سنوات ظاهرة سيطرة العنصر النسوي على مباريات الولوج إلى المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، حيث تقارب نسبة تفوق الإناث في مباريات ولوج أسلاك التعليم إلى 80% أو أكثر وبالتالي حصولهن على نصيب الأسد من العدد الإجمالي للمناصب المفتوحة أمام المترشحين. حيث نجد في بعض المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين التي يتم فيها تكوين الأساتذة المتدربين لمدة سنة كاملة نظريا وعمليا نجد في بعض الأحيان أستاذا واحدا من بين عشرات الأستاذات المتدربات.هذه الظاهرة الغريبة والتي قلبت كافة الموازين التي كانت لصالح الذكور، أصبحت تثير الكثير من المداد والنقاش حول أسبابها وتأثيراتها الثقافية والمجتمعية داخل المجتمع المغربي. وقد وصلت تداعيات هذا (التفوق) النسوي إلى إطلاق حملات من مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل رفض الزواج من الموظفات بشكل عام.
أسباب التفوق الدراسي للإناث
تتعدد وتختلف الآراء حول الأسباب الحقيقية لتفوق العنصر النسوي في مباريات ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، حيث يرى البعض بعودة هذا النجاح إلى الواقع المعاش الذي تتميز فيه الإناث بالمواظبة والاجتهاد مقارنة بالذكور ويبررون الأمر بما يحدث داخل الأقسام الدراسية بمختلف مناطق المغرب، حيث تتفوق الإناث دائما على الذكور في احتلال المراتب الأولى.تعيش غالبية الإناث واقعا لا يعيشه الذكور، فالأنثى تمنع من الخروج طوال الوقت وتتم مراقبتها بشكل كبير من طرف العائلة سواء من حيث علاقاتها واتصالاتها أو من خلال وضعها بالمؤسسة التربوية التي تدرس بها (نتحدث عن فئة كبيرة وبطبيعة الحال هناك دائما استثناءات). هذه الوضعية تدفع الأنثى إلى تكرس وقتها للمراجعة والدراسة واستظهار ما درسته في القسم.
بالنسبة للذكور غالبا ما يعيشون حياة من الحرية تغيب فيها المواظبة وتكثر فيها الاهتمامات الجانبية مثل كرة القدم أو ملاحقة الفتيات قرب المدارس بالدراجات النارية دون مراقبة من العائلة في غالبية الحالات.
من جهة أخرى، يتفق أخرون مع الرأي أعلاه، مع إضافة فكرة أن الذكور أذكى دائما من الأنثى (حسب قولهم) وهذا يظهر جليا في المجالات التي تتطلب التفكير التحليلي والإبداعي والنقدي مثل الرياضيات والفيزياء أو خلال مباريات الولوج لسلك التبريز.
تفسيرات اجتماعية واقتصادية
هناك فئة كبيرة من الشباب الذكور يؤمنون بأن هناك مؤامرة تحاك ضدهم من طرف السياسات الاقتصادية بالبلاد والتي يقودها البنك الدولي حسب رأيهم، و التي تؤثر في سياسات التوظيف بالبلاد.يرتبط هذا الرأي بتوصيات البنك الدولي الداعية إلى المساواة بين الجنسين في سوق الشغل، حيث يعتقد الشباب بأن هذه التوصيات تدفع الدولة إلى اختيار وانتقاء العنصر النسوي في المباريات بغض النظر عن نتائجهم.
تفسير أخر تطرحه مجموعات أخرى من المعطلين والموظفين على حد سواء، وهو المتعلق بكون توظيف هذه النسبة الكبيرة من النساء على حساب الرجال راجع إلى أزمة تعيشها صناديق التقاعد المغربية. يفسرون الأمر بكون أجرة الزوجة تتوقف بعد وفاتها ولا يستفيد الزوج أو الأولاد من المعاش بعد وفاتها، عكس ما يحدث عندما يموت الموظف فإنه يترك معاشه لزوجته ولأطفاله. هذا الأمر يخدم صناديق التقاعد حسب رأيهم.
حملة " ضد الزواج بالموظفات"
نجاح العنصر النسوي المتزايد في قطاع التعليم بالخصوص أدى إلى خروج نقاشات مجتمعية حادة إلى السطح، هذه النقاشات متعلقة بالأدوار الأساسية للمرأة العاملة داخل الأسرة.أطلق اليوتيوبر إلياس الخريسي والملقب ب "الشيخ سار" حملة بعنوان " لا تتزوج بموظفة" داعيا الشباب إلى عدم الارتباط بامرأة عاملة بحجة أن الموظفة تساهم في تفاقم أزمة البطالة بين الذكور.
انتشرت الحملة بشكل كبير بين صفوف الشباب المعطل والذي يعتقد بأن حقه في الوظيفة قد انتزع منه من طرف الإناث، وترتكز هذه الحملة على تفسيرات تقول بأن عمل الرجل القار يؤدي إلى إنشاء أسرة وتربية أطفال، بينما يؤدي عمل المرأة القار إلى عدم إنشاء أسرة بالضرورة، بل يكون عملها سببا في منع إنشاء أسرة من طرف شاب عاطل.
يقول مؤيدو هذه الحملة بأن الموظفة غالبا ما ترفض الزواج من الشباب العاطل أو من الشباب الذين يكون أقل منها دخلا، وذلك بسبب امتناعها عن الانفاق بدعوى أن القوامة مسؤولية الرجل. ففي الوقت الذي يصرف فيه الزوج والموظفة وينفق على أطفاله وأسرته تختار الموظفة أن تستثمر في العقار وحدها مثلا.
رد فعل النساء الموظفات على هذه الحملة:
هذه الآراء أثارت ردود فعل غاضبة من النساء اللواتي اعتبرن بأن هذه الأفكار تكرس المفاهيم التقليدية للزواج، وترد النساء بإحصائيات حول عدد النساء اللواتي ينفقن على أسرهن في غياب للرجل.تؤكد النساء الموظفات على أنهن ينفقن على أسرهن من شراء للملابس للأطفال والأدوية وغيرها، غير أنهن يرفضن اقتسام النفقة بشكل يفرض عليهن التخلي عن جزء من أجورهن شهريا بشكل اجباري.
وبالنسبة لحملة الزواج بالموظفات في علاقتها بسيطرة الأستاذات على مناصب الوزارة في أسلاك التدريس، كان جوابهن بأن فشل الشباب في منافسة الشابات هو الذي أدى إلى خلق هذه الحملة الناتجة عن ضعف وبأن غاية الحملة هو إضعاف وكبح تقدم المرأة في شتى الميادين وهو الأمر الذي لن يكون حسب قولهن.
القوامة بين الزوجين: من ينفق على الأسرة؟
خرجت عدة تساؤلات إلى الوجود حول مفهوم القوامة خصوصا بعد ولوج المرأة إلى سوق الشغل ومنافستها الرجل في جميع الميادين التي كانت حكرا عليه. هذا المجتمع الذي كان ينظر للرجل على أنه المنفق الوحيد والمعيل الأوحد للأسرة، هذا المجتمع أصبح أمام إشكالية كبرى متعلقة بالدين وبالحداثة، فالدين الإسلامي ينظر للرجل على أنه المنفق على أسرته ولو كانت زوجته غنية، مقابل طاعتها لزوجها وقد وضع كثير من الفقهاء شروطا لعمل المرأة وهو حاجتها لهذا العمل في ظل غياب من ينفق عليها.فالموظفة هنا تنظر من نافذة الدين لتدافع عن عدم انفاقها وتقول بأن الانفاق على الأسرة من الأدوار الرئيسية للرجل وفي نفس الوقت تنظر من نافذة العلمانية لتقول بأن للمرأة الحق في تحقيق ذاتها والنجاح في عملها وبالتالي خروجها لسوق الشغل بالرغم مما قد يشكله ذلك من خروج عن الشروط التي وضعها بعض الفقهاء من اختلاط الى غير ذلك من الموانع الشرعية.
ماذا تربح الدولة من تفوق الإناث؟
تفوق الإناث في مباريات ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين ينفع الدولة في عدة مستويات نذكر من بينها حسب الآراء المجتمعية و النقاشات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي:
تعتقد فئة لا بأس بها من الناس بأن جدية المرأة في العمل بشكل عام وداخل قطاع التربية الوطنية أفضل من جدية الرجل حسب ملاحظتهم و ترتكز هذه الآراء على النسبة المنخفضة لفساد و استعمال الرشوة من طرف العنصر النسوي مقابل ارتفاع الجدية و الانضباب خصوصا أثناء الدخول و الخروج من مقرات عملهن (حسب الآراء المنتشرة) الشيء الذي يؤدي إلى الرفع من جودة التعليم و تنزيل إصلاحات وزارة التربية الوطنية.
%20(1).png&description=سيطرة العنصر النسوي على مباريات التعليم){kind=link}
إرسال تعليق
Test
ردحذف