معالجة صعوبات التعبير الكتابي لدى التلاميذ
مرحبا بك في مدونة معلمي،
القيام بتقويم تشخيصي في التعبير الكتابي أو الإنشاء
قبل البدء في معالجة تعثرات المتعلمين في التعبير الكتابي يجب أولا إنجاز حصص مكثفة من التقويم التشخيصي و هو تقويم يروم معرفة مكامن الضعف و القوة عند التلاميذ قبل البدء في العلاج. و يكون ذلك بمطالبتهم مثلا بكتابة موضوع معين مع اعطائهم نص الموضوع و الوقت اللازم، ثم تصحيح انجازاتهم في المنزل أو جماعيا في القسم. مع الحرص على تقييم مجموعة من النقط التي ستبين لك مكامن الضعف لدى التلميذ و منها :
هل احترم التلميذ نص الموضوع؟ أم خرج عن الموضوع بالكتابة عن موضوع أو أمر آخر لم يطلب منه؟
- هل يحتوي التعبير الكتابي الذي كتبه التلميذ على عناصر الموضوع الأساسية و هي المقدمة و العرض و الخاتمة؟ أم انه كتبا نصا متداخلا متشابكا لا تعرف بدايته من نهايته؟
- هل تعبير التلميذ عن أفكاره كان واضحا؟ بمعنى هل استطاع التلميذ إيصال أفكاره الى القارئ بشكل واضح دون غموض مثلا؟
- هل ارتكب التلميذ الكثير من الأخطاء الإملائية و الأغلاط اللغوية التي تجعل قراءة موضوع مستحيلا أو على الأقل صعبا؟
البدء في معالجة تعثرات المتعلمين في التعبير الكتابي.
كتابة المقدمة:
يجب الانطلاق أولا في تعليم التلاميذ العناصر الأساسية لموضوع و هي المقدمة و العرض و الخاتمة، و البدء بالمقدمة التي تكمن أهميتها في جذب انتباه القارئ ليواصل القراءة أو تدفعه لعدم قراءة متابعة قراءة موضوعك بسبب ضعف المقدمة.يجب تعليم المتعلمين أننا لا ندخل مباشرة في صلب الموضوع أو الإشكالية في المقدمة و إنما نقدم فقط تعريفا و شرحا للكلمات المفتاحية في نص الموضوع المقدم لنا، و ذلك بطرح أسئلة نجيب عنها، فمثلا عندما نكتب عن "مخاطر الألعاب الالكترونية" نطرح أسئلة من قبيل :
ما معنى المخاطر؟ ما معنى الألعاب الإلكترونية؟ من يستعمل هذه الألعاب الإلكترونية؟ و تكون أجوبة هذه الأسئلة هي المستعملة في كتابة مقدمة بعد استعمال الروابط المناسبة بطبيعة الحال.
بعد توضيح كل هذا يجب التدرب على كتابة المقدمة وحدها، و عندما يتقنها غالبية التلاميذ المتعثرين يجب الانتقال إلى العناصر الأخرى للموضوع و هي العرض و الخاتمة تواليا.
كتابة العرض:
يعتبر العرض من أهم عناصر الموضوع و أكبرها من حيث عدد الكلمات و فيه تقدم الأمثلة و تشرح و تفصل الأمور لذلك يجب مساعدة المتعلمين على تقسيم كتابة العرض إلى 3 فقرات مثلا.ساعد التلاميذ على تقسيم الأفكار الأساسية إلى فقرات، مع تخصيص كل فقرة للحديث و مناقشة فكرة معينة، فمثلا يمكن تخصيص الفقرة الأولى للحديث مثلا و شرح ما معنى الألعاب الالكترونية ثم الفقرة الثانية للحديث عمن يستعمل هذه الألعاب ثم الفقرة الثالثة للحديث عن بعض اضرار الألعاب الالكترونية على الأطفال مثلا و الفقرة الرابعة عن كيفية تجنب مخاطر الألعاب الالكترونية و يمكن الاعتماد على مخططات ذهنية مثلا من أجل تنظيم الأفكار، لأن الكتابة مباشرة دون تنظيم و دون عصف ذهني لن يؤدي لنتائج جيدة في غالب الأحيان.
كتابة الخاتمة :
يجب أن يعلم التلميذ بأننا نكون قد أنهينا جميع النقاشات و الأمثلة في العرض، لذلك يجب علينا أن نلخص الأفكار و أن نعبر عن رأينا أو مشاعرنا اتجاه ما ناقشناه فمثلا يمكن القول:" الألعاب الالكترونية مهمة من للتسلية و الترفيه عن الطفل و تساعد على تعلم أمور كثيرة لكن أعتقد بأننا لا يجب أن نكثر في استعمالها لكي لا نتعرض لمخاطر كثيرة"
تحسين الفهم القرائي لدى المتعلمين :
التعبير الكتابي ليس جزيرة منعزلة عن باقي مكونات اللغة العربية مثلا القراءة و الفهم و الإملاء، لذلك نقول دائما أنه من أجل أن تكتب سطرا واحدا يجب عليك قراءة و فهم مئات الأسطر.من أجل هذا يجب تدريب المتعلمين على القراءة و الإجابة عن أسئلة الفهم في شتى المجالات من أجل أن يكتسب التلميذ في عقله خزانة من المفردات و المصطلحات و المفاهيم و الأفكار التي ستساعده على أن يكونا كاتبا جيدا خلال حصص التعبير الكتابي أو الإنشاء. و لن يأتي هذا إلا بتقديم نصوص تساير المستوى المعرفي و الدراسي للتلميذ، تكون هذه النصوص مرفقة بأسئلة الفهم و التلخيص و البحث عن الأفكار الرئيسية و الثانوية و استخراج العبرة أو الغاية من هذا النص.
الاعتماد على مقاربة التدرج مع التوجيه في الكتابة:
من الأخطاء التي يقوم بها بعض الأساتذة هي مطالبة المتعلمين بكتابة موضوع دفعة واحدة و هو ما لا يستطيع الطفل بالتعليم الابتدائي القيام به خصوصا وأنه لا يملك الميكانيزمات و الأدوات للقيام بذلك دفعة واحدة.لدلك يجب الاعتماد على الكتابة الجزئية حيث يتم تكليف المتعلمين بكتابة المقدمة فقط و هو ما أشرنا له في بداية موضوعنا هذا، عندما يتعلم التلميذ أو غالبية المتعلمين بالقسم كتابة المقدمة بشكل جيد أنداك يمكن الانتقال إلى كتابة العرض ثم الخاتمة .
و لا يجب على الأستاذ و المعلم الاكتفاء بتقديم نص الموضوع أو الفقرة المراد كتابتها للمتعلم ثم الجلوس في مكتبه، بل يجب على الأستاذ أن يقوم بتوجيه التلاميذ أثناء الكتابة و ذلك بالتجول بين الصفوف مثلا لمساعدة و توجيه المتعثرين.