رسالة أستاذ إلى أولياء أمور التلاميذ

-A A +A

رسالة أستاذ إلى أولياء أمور التلاميذ 


رسالة أستاذ إلى أولياء أمور التلاميذ



مرحبا بك في مدونة معلمي، 

يسعدني أن أوجه هذه الرسالة إلى أولياء أمور التلاميذ الذين أدرسهم و إلى كافة أولياء أمور التلاميذ في العالم العربية لأن دورهم واحد و هدفهم واحد و هو نجاح أبنائهم في مسيرتهم الدراسية و أن يكونوا من المتفوقين الأوائل.

نجاح أبنائنا في مسيرتهم الدراسية رهين بتعاون مؤسسة المدرسة و مؤسسة الأسرة، فتراجع واحدة من هذه المؤسسات لا قدر الله في القيام بأدوارها يعني بأن الخطر يهدد مستقبل أطفالنا و مستقبل بلداننا، لأنا أطفالنا هم حكام الغد و مسيرو الدولة و شعبها و من سيخطط للنهضة على المدى البعيد.

كيف تقوم الأسرة بمساعدة المدرسة في أداء أدوارها؟

التربية و التعليم ليست مسؤولية حصرية للمؤسسة التربوية وحدها و لا يمكنها النجاح فيها وحدها لأن التعليم يحتاج إلى تربية و التربية تحتاج إلى تعليم لذلك تكون المسؤولية مشتركة بين مؤسسة الأسرة و مؤسسة المدرسة فكلما ازداد التنسيق و العمل معا بين الأسرة و المدرسة لصالح التلميذ تحسنت نتائج هذا الأخير و استقرت حالته النفسية و الاجتماعية تطور مستواه الدراسي و أصبح من المتفوقين.

كيف يمكن للأسرة أن تدعم آبنها؟

غرس حب التعلم في نفوسهم

يجب على أولياء أمور التلاميذ و أولياء الأطفال عموما أن يخلقوا بيئة منفتحة داخل المنزل و بين أفراد الأسرة يكون قوامها حرية طرح الأسئلة و ابداء الاستفسارات فيما استشكل عليهم من أمور الحياة و الابتعاد عن أسلوب القمع و العنف المادي و الرمزي عند التعامل مع أسئلة أطفالهم.

كما يجب على الأسرة توفير القصص التعليمية والكتب المناسبة لإعمار أطفالها حسب المقدرة لأنه صحيح أنها هناك فروقات في المستوى المعيشي للعائلات في أوطاننا العربي لكن هذا لا يمنع إمكانية الحصول مثلا على قصص أو كتب قديمة من الأقران أو الجيران أو بالتسجيل المجاني في بعض الجمعيات التي تدعم الأطفال من أجل المطالعة الحرة. وأما بالنسبة للعائلات متوسطة المستوى المعيشي فيمكن لأولياء الأمور أن يشكلوا قدوة لأطفالهم بالقراءة أمامهم بل و في تخصيص ركن من أركان المنزل للقراءة أو كخزانة للكتب و القصص مثلا حتى يكبر الطفل في جو يمكنه من التعود على المطالعة الحرة و هي عادة صحية و نبيلة و في مصلحة الجميع.



تخصيص مكان هادئ للمطالعة و انجاز الواجبات المدرسية في المنز

يجب على الأسرة أن تخصص مكانا هادئا لأطفالها من أجل مراجعة دروسهم وانجاز الواجبات المدرسية المنزلية و كذلك لممارسة هواية المطالعة الحرة. و عند الحديث عن مكان هادئ فلا نقصد مثلا غرفة أو مكانا مغلقا لأنه كما سبق و أن ذكرنا لا تملك جميع الأسر نفس الإمكانيات المادية، بل يمكن تخصيص جزء صغير مثلا من غرفة النوم أو في سطح المنزل أو في مكان أخر مخصص لذلك حتى يبتعد الأطفال عن الملهيات مثل التلفاز أو إزعاج الإخوة الآخرين مثلا و هذا يساعدهم على التركيز أكثر و بالتالي مردودية أكبر.

يجب على الأسرة متابعة المستوى الدراسي لأطفالهم يوما بيوم.

الغالبية من الأسر للأسف لا تهتم بالمستوى الدراسي لأبنائها، يهمها فقط توجه الطفل للمدرسة و خروجه منها و لا تهمه حياته في المدرسة سواء كان متعثرا أو متفوقا، لذلك نقول لهم يجب عليكم متابعة دراسة ابنائكم باستمرار.

من المعلوم أن الأسر خصوصا الفقيرة منها أو المتوسطة لا تملك الوقت للمذاكرة و مراجعة الدروس و القيام بالتمارين المنزلية مع أطفالها، لكن يجب إيجاد و تخصيص بعض الوقت لذلك ولو كان ذلك على حساب بعض الأنشطة غير المفيدة كالجلوس في المقاهي مثلا أو التجول، لأن أطفالنا هم مستقبلنا و هم استثمارنا.

عندما يعود الطفل من المدرسة يجب سؤاله عن يومه في المدرسة كيف مر و عن التمارين و الواجبات المنزلية التي جلبها الى المنزل و عن تعامله مع الأستاذ و المعلم و مع زملائه الآخرين في القسم و الفصل الدراسي لتتكون لدينا صورة واضحة لحياته الأخرى في المؤسسة لأن الطفل يمضي تقريبا نصف يومه بعيدا عن أهله، يمضيه في المدرسة بدون حضور الوالدين.

نقطة مهمة جدا ينساها أولياء أمور التلاميذ هي التواصل مع المعلمين و الأساتذة من أجل تعرف وضعية أطفالهم الحقيقية، لأن الطفل قد يكذب أو قد يختلق قصصا لذلك من المهم التواصل مع الأستاذ و المربي للاطلاع على فروض و امتحانات و معدلات ابني من أجل تقييم نقاط قوته و نقاط ضعفه من أجل تدارك النقائص.

تعزيز الثقة بالنفس

هناك فئة من أولياء أمور التلاميذ لا تهتم اطلاقا بمشاعر و رغبات أطفالها، ما يهمها فقط هو النقطة التي حصلها أو المعدل الذي حصل عليه في الامتحان مثلا، لذلك يتعرض للتوبيخ كثيرا.

علينا أن نعلم أن المعدل لا يعكس اطلاقا المستوى الحقيقي للتلميذ في غالبية الحالات، لأن هناك أمورا أخرى يمكن أن تؤثر على هذه النقطة، كالحالة الاجتماعية للتلميذ مثلا أو وضعيته الأسرية أو حياته خارج المدرسة.

يجب أن يتعلم التلميذ أن الفشل والخطأ جزء لا يتجزأ من سيرورة التعلم، لأن الخطأ و الفشل يعني بأن التلميذ و الطفل يتعلم أمورا جديدة.

تعلم احترام الوقت و الانضباط في العمل

يجب مساعدة الطفل في تنظيم يومه، لأن الطفل يبقى مجرد طفل بدون مراقبة أو دعوة للانضباط من طرف أسرته سرعان ما سيفقد البوصلة و يغوص في عالم اللاعب و اللهو، لذلك يجب مساعدة طفلك على وضع جدول زمني مثلا يوازن بين الدراسة و اللعب و الراحة و النوم. و غالبا فالطفل يتعلم مثل هذه الأمور بالمقارنة مع والديه فإذا كان الطفل شاهدا على انضباط والديه و احترامهم للوقت و للمواعيد فسيقتي بهم كذلك.

توجيههم في استخدام الوسائل التكنولوجيا الحديثة

من بين الأخطاء التي تقوم بها الأسر هي تقديم الهواتف واللوحات الإلكترونية والحواسيب لأطفالها دون مراقبة لما يقوم به هؤلاء الأطفال باستعمال هذه الوسائل. لذلك يجب على الأسر أن تحصل على بعض المعرفة حول وسائل التواصل الاجتماعي وتعرف المفيد منها والمضر لتكون قادرة على توجيه أطفالها لما فيه خير لهم، مع تجنيبه كل ما يمكن أن يؤثر على نفسيتهم أو أجسامهم أو دراستهم و يجب عليهم كذلك تحديد ساعات و أوقات استعمال هذه الوسائل الحديثة حتى لا يبحر الطفل في الانترنيت بدون أي مراقبة أو توجيه و بالتالي يهمل دراسته و أنشطته اليومية الأخرى.

شارك المقال لتنفع به غيرك

7774673206035171072
https://www.moualimi.com/