المردودية المدرسية والعوامل المؤثرة فيها

-A A +A

المردودية المدرسية والعوامل المؤثرة فيها


المردودية المدرسية والعوامل المؤثرة فيها



تترجم المردودية المدرسية القدرة الفعلية للتلميذ على القراءة والكتابة والحساب والإنتاج والتعبير، وتأهيله للقيام بفعل ما عمليا ومهاريا، ومزاولته لمهنة بكفاءة واحترافية، وإدماج أكبر عدد ممكن من حاملي الشواهد المستحقين وذوي كفاءات فعلية وحاملي مشاريع اجتماعية واقتصادية حقيقية، قابلة للإنجاز والتقييم ومساهمة في النمو وتطوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتنمية البشرية.

ما هي معيقات المردودية المدرسية؟

  • عدم اتسام المقررات والبرامج الدراسية بالواقعية، حيث تبقى بعيدة عن الواقع الاجتماعي والثقافي للمتعلمين، ولا تستجيب لحاجياتهم الملحة، ولا تساير التطور التكنولوجي والصناعي؛
  • تعدد الكتب الدراسية بنفس المستوى الدراسي، يحدث ارتباكا في صفوف التلاميذ، ويؤثر سلبا على الاختبارات والامتحانات الموحدة، حيث كل كتاب ينتهج نمطا ديداكتيكيا، ويعتمد منهجية، ويتداول مفردات ومصطلحات؛
  • طول المقررات الدراسية وكثرة المواد المقررة، يثقل كاهل المدرس والتلميذ على حد سواء، ما يجعل المدرس يلتجئ إلى الاختزال والمرور سطحيا على فقرات، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض التحصيل الدراسي عند التلاميذ لعدم بناء وتماسك المعرفة؛
  • من حيث الفكر الاجتماعي والثقافي، فالمدرسة فقدت أدوارها ووظائفها التربوية والاجتماعية والاقتصادية، وعادت تنتج الانحراف والفشل والبطالة؛
  • ومن حيث الموقع الجغرافي بالنسبة للقرى والدواوير و المداشر، فالمدرسة بعيدة عن سكنى أغلب التلاميذ، في ظل وعورة الطرق والمسالك، وعدم توفر وسائل النقل، وعجز النقل المدرسي عن تأدية أدواره، وعدم توفير أقسام داخلية كافية ومآوي للتلاميذ ودور الطلبة، ما يضعف المردودية المدرسية ويؤدي إلى الانقطاع عن الدراسة ومغادرة الأسلاك الدراسية؛
  • عدم ربط أغلب مؤسسات الوسط القروي، بشبكة الماء والكهرباء، ما يؤدي إلى غياب المرافق الصحية، وغياب شبكة الهاتف المحمول والأنترنيت؛
  • ومن حيث البناية والحجرات والمرافق الإدارية والصحية والترفيهية، فإن المدرسة تبدو منفرة لمرتاديها حيث لا يستقرون نفسيا، في ظل غياب أسوار واقية، وعدم توفر أمن يحمي الساكنة المدرسية، وانتهاك حرمة المدرسة من طرف غرباء الذي يحتلون أبواب المدرسة ومحيطها؛
  • ومن حيث الأطقم الإدارية، فإن المدرسة تفتقد للعدد الكافي من الأطر الإدارية، ما يؤدي إلى ضعف الأداء الإداري، وعدم التحكم في مختلف الظواهر التي أضحت تغزو المؤسسات التعليمية، وتؤثر على السير العادي لمختلف العمليات التربوية والإدارية، وتسهم في تخريب البنى التحتية للمدرسة، ما يجعل التلاميذ ينفرون من المناخ التعليمي والفضاء المدرسي؛
  • عدم توفير مرافق الراحة من قاعة الأساتذة ومشربة وفضاء الترفيه والرياضة؛
  • وفي ما يخص نوع التعليم والبرامج، تسجل فوارق شاسعة بين التعليم العمومي والتعليم الخصوصي والبعثات الثقافية، من حيث البنى التحتية، والمقررات، والنتائج المدرسية؛
  • انتشار ظواهر الاكتظاظ والأقسام المشتركة ووقع الهواتف النقالة واللوحات الإلكترونية على التلاميذ والعنف المادي والمعنوي، أثر بشكل سلبي على مناخ الفصل الدراسي، وعادت العملية التربوية عسيرة، حيث يمضي المدرس جزءا من حصة الدرس في محاربة الشغب والفوضى ومحاولته التحكم في تحركات التلاميذ وأفعالهم وألفاظهم؛
  • غياب الأشغال التطبيقية والخرجات الدراسية والمختبرات والمحارف وساحات الرياضة والتربية البدنية، يؤثر بشكل واضح على التحصيل الدراسي وبالتالي تقهقر المردودية المدرسية؛
  • عدم توفر أغلب العناصر والمواصفات المطلوبة في الأسئلة الاختبارية، يؤدي إلى قياس مبتور للتحصيل الدراسي عند التلاميذ، وبالتالي عدم الوقوف على المردودية المدرسية الحقيقية للعملية التربوية عموما؛
  • انتشار ظواهر الغش والإخلال بالواجب والساعات الخصوصية المؤداة، أثر سلبا على عملية التقييم التربوي والامتحانات، وألحق بها أضرارا جسيمة، إذ لم تعد تؤدي الأدوار الموكولة إليها، وبالتالي لم يعد القائمون على العملية التربوية قادرين على وضع الأصبع على النتائج الحقيقية للتلاميذ، ولا تحديد المردودية المدرسية الحقيقية؛

تكلم وغيرها كثير، عوامل تعيق السير العادي للعملية التربوية بالمؤسسات التعليمية وتؤثر طبعا، سلبا على التحصيل الدراسي والمردودية المدرسية.

بقلم: نهاري امبارك.

شارك المقال لتنفع به غيرك

7774673206035171072
https://www.moualimi.com/