أسباب تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات

-A A +A

أسباب تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات

أسباب تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات


مرحبا بك في مدونة معلمي،

الأسباب التي ساعدت على انتشار هذه الظاهرة كثيرة ومتعددة، بعضها مباشر وبعضها غير مباشر ، نحاول جردها والإحاطة بها، قدر الإمكان، ضمن الفقرات التالية:

▪︎كثرة المترشحين الرسميين والأحرار، الذين يجتازون الامتحانات الإشهادية نهاية كل موسم دراسي، حيث أصبحوا يعتدون بمئات الآلاف، مع قلة الوسائل المادية والموارد البشرية؛

ضعف التربية:

  • عدم استفادة التلاميذ من تربية قويمة خاصة من قبل الوالدين أو من المدرسين؛
  • عدم استفادة التلاميذ من التربية الخلقية والتربية الإسلامية وغياب مفعول التربية على القيم والمواطنة؛
  • تدني مستوى التلاميذ المعرفي نتيجة انخفاض التحصيل الدراسي لديهم بشكل عام وعزوف الكثير منهم عن الدراسة، إما بسبب تراكم ضعف التحصيل الدراسي على امتداد السنوات الدراسية، أو بعدهم عن المؤسسة التعليمية، أو لمعاناتهم من مشاكل أسرية وغيرها، أو لهذه العوامل مجتمعة؛
  • مراقبة المدرسين لنفس تلامذتهم أحيانا، حيث يستغل التلاميذ الذين يقررون الغش الألفة بينهم وبين مدرسيهم فلا يحترمونهم ويقبلون على الغش دون تردد؛
  • تهاون بعض المراقبين وتلاعبهم بالمسئوليات الملقاة على عاتقهم، واستهانتهم بالضمير المهني والواجب الوطني؛
  • حرص تلاميذ التعليم العمومي على الحصول على نتائج عالية نظرا لارتفاع نتائج تلاميذ التعليم الخصوصي، خصوصا في المراقبة المستمرة، الذين سوف يستحوذون على جميع المقاعد المعروضة بالمؤسسات العليا ومؤسسات تكوين الأطر؛
  • تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية إلى حد كبير قد يدفع ببعض العاجزين على ذلك ماديا والمعوزين إلى ممارسة الغش لتقليص فوارق النتائج العامة؛
  • الفوارق الشاسعة في نقط المراقبة المستمرة بين تلاميذ المؤسسات الخصوصية وتلاميذ المؤسسات العمومية، حيث يسعى بعض تلاميذ المؤسسات العمومية إلى تقليص هذه الفوارق عن طريق الغش؛
  • المؤسسات الجامعية ومؤسسات تكوين الأطر، المعتمدة في عملية الانتقاء والولوج على النتائج العامة التي تؤثر فيها نقطة المراقبة المستمرة التي يعتبرها المهتمون بمجال التقويم التربوي غير موضوعية وتفتقد للمصداقية المطلوبة، وحيث وجب اعتماد معيار موحد يتجلى في نتائج الامتحانات الإشهادية؛
  • التكاسل وعدم الاستعداد وغياب الرغبة في المراجعة والتثبيت وإنجاز الواجبات والحفظ والتمرن، حيث نرى كثيرا من التلاميذ يستهزئون بزملائهم الذين يجدون ويجتهدون و يهيئون أنفسهم للامتحان الأخير ، وينشغلون باللعب و المرح وارتياد المقاهي ودور الملاهي. فعندما يحل موعد الامتحانات النهائية يلتجئون إلى طلب المساعدة والطرق غير المشروعة

الغش.


  • إن الغش هو حيلة المتهاونين والكسالى، و هو طريق الفاشلين، وهو دليل على ضعف الشخصية؛
  • الإحباط ومعاناة التلاميذ من وطأة اليأس من أدوار المدرسة ووظائفها الاقتصادية والاجتماعية، حيث فقد التلاميذ الثقة في المدرسة التي أضحت تخرج جيوشا من العاطلين وغير المؤهلين معرفيا ومهنيا لمواجهة متطلبات الحياة العملية؛
  • حصول التلميذ الغاش على المعلومة بطريقة أسهل للتباهي أمام زملائه بنتيجة سجلها دون معاناة ولا تعب، نتيجة تغاضي الطرف وتطور الوسائل التكنولوجية؛
  • عدم استيعاب المقررات إما تهاونا وإما لضعف القدرات الفكرية والتحصيلية، وإما لطول البرامج وتكدس الفقرات الممتحن فيها وغياب الأشغال التطبيقية والتجارب المخبرية بخصوص المقررات العلمية والتقنية؛
  • عدم اتسام البرامج بالحافزية، حيث إن مضامين المقررات بعيدة عن واقع التلميذ الاجتماعي والثقافي والاقتصادي
  • طرح أسئلة معرفية قابلة للنقل سواء باستعمال وثائق أو وسائل الاتصال والهواتف النقالة؛
  • الخوف من تكرار المستوى أو الفصل عن الدراسة، حيث إن نظام التمدرس يتسم بالتشدد وغياب مرونة تكرار الفصل إلى حين تمكن التلميذ من استيعاب المقرر واجتياز الامتحانات بنجاح. فالخوف من الفشل أو من الرسوب يسبب قلقا مستمرا لكثير من التلاميذ مما يجعلهم يلتجئون إلى الغش كسبيل للخلاص؛
  • الخوف من الآباء والأولياء، حيث يخشى التلاميذ من أن يوجه إليهم أولياء أمورهم اللوم، أو يعاقبوهم ماديا ومعنويا، فيحرمونهم من الحنان الأبوي أو من لباس أو سفر؛

ضعف الشخصية وضعف الثقة في النفس:

يتوهم التلاميذ، خصوصا ضعاف الشخصية منهم، أن الأسئلة سوف تكون صعبة، ولا يمكن إنجازها والتوصل إلى الحلول والأجوبة المطلوبة إلا بالغش ونقل الأجوبة الجاهزة، فيصرفون أوقاتا طويلة في التفكير في أساليب الغش، و اختراع الحيل والطرق المتطورة نتيجة التقدم التكنولوجي والإلكتروني؛
  • الحصول على نقطة مؤهلة لولوج مؤسسات تكوين الأطر ومؤسسات عليا؛ إذ أن جميع المعاهد والمدارس العليا أو أغلبها يشترط معدلات عامة مرتفعة، الشيء الذي يدفع التلاميذ إلى اللجوء إلى مختلف الوسائل حتى الغش للحصول على نقط مؤهلة للالتحاق بهذه المؤسسات العليا؛
  • الخوف من نزول نقطة الامتحانات الموحدة عن نقط المراقبة المستمرة، حيث إن معامل معدل الامتحان الوطني يعتد ضعف معدل المراقبة المستمرة، فإذا انخفضت نقط الامتحان الموحد الوطني تنخفض النقطة العامة بشكل كبير، الشيء الذي يمكن أن يؤدي إلى التكرار أو الفصل عن الدراسة؛
  • استدراك الخصاص بالنسبة للامتحان الموحد الجهوي، حيث إن نسبة لا يستهان بها من تلاميذ السنة الأولى من سلك البكالوريا يحصلون على معدلات متدنية في الامتحان الموحد الجهوي لعدة أسباب لا مجال للخوض فيها في هذا الموضوع؛
  • الخوف من تفوق الزملاء وأبناء الجيران، حيث إنه لا يزال، في مناطق وأحياء، خصوصا الشعبية منها، وذوي مستوى العيش المرتفع نسبيا، التباهي بالنتائج والزغاريد والحفلات، فيخشى بعض التلاميذ أن يحصلوا على نتائج متدنية فيرسبوا، ومن ثم يلجأون إلى الغش لتفادي ما يؤثر عليهم اجتماعيا أمام زملائهم وأبناء الحي؛
  • غياب الرابط بين ما يتلقنه التلميذ ومجالات التكوين والشغل، حيث إن أغلب المضامين المقررة نظرية ولا تخضع للتجربة والتداول عمليا، ولا ترتبط بالمحيط الاجتماعي والثقافي للتلميذ فيصعب عليه استيعابها والتعامل معها؛
  • تطور وسائل الاتصال من هواتف نقالة وأجهزة إلكترونية؛
  • تحدي لجن المراقبة، حيث لا تخلو قاعة من تلميذ على الأقل سيء السلوك والأخلاق، يتظاهر أنه لن يخسر شيئا فيتهور ويشرع في استعراض عضلاته أمام زملائه متحديا المراقبين فيغش أو يحاول الغش علنا وبالقوة ودون اعتبار العواقب التي قد تلحقه، فيحدث الفوضى بصراخ مرتفع وكأنه نزل بع ظلم شديد؛
  • التساهل وعدم تطبيق العقوبات المنصوص عليها ضمن التشريعات تطبيقاً صارماً على من ثبت غشه، وعدم اتخاذ القرارات الزجرية المناسبة لكل حالة غش، مثل منع الغاش، في حينه، من متابعة إنجاز الاختبارات المقررة، ومنعه لاحقا من الترشيح لدورات معينة؛
  • التسامح مع الغاشين على إثر تدخل أولياء أمورهم مستعطفين ومستجدين أو تدخل أشخاص آخرين ذوي نفوذ اجتماعي؛
  • عدم تدخل السلطات المعنية، حالا، لإخراج الغاش من قاعة الامتحانات، وتوقيفه ومنعه من إنجاز الاختبارات اللاحقة، وإحالته على لجنة خاصة، مرفوقا بحجج وقرائن الغش المضبوطة في حوزته، لتتخذ في حقه، في الحين، القرارات المناسبة...

بقلم: نهاري امبارك.

شارك المقال لتنفع به غيرك

7774673206035171072
https://www.moualimi.com/