مسرحية الصرار و النملة مكتوبة للأطفال Word
مرحبا بك في مدونة معلمي،
الشخصيات : الراوي، النملة، الصرار، النملة الحكيمة العجوز
(يُفتح الستار عن مشهد حقل أو غابة في النهار و مجموعة من النمل تجمع الحَب و تعمل بجد بينما الصرار يرقص و يغني ممسكا آلة موسيقية...تتقدم النملة قائلة:
النملة :
أنا نملة، أنا نملة أحب القمح و الحقل
و أحيي مع صديقاتي و أهوى الصبح و الليل
أحب السعي في جد لجمع الحب و العد
لآكل منه ان جاء، شتاء الخير، بالبرد
الصرار :
أنا الصرار معروف و بالألحان موصوف
أقضي اليوم في "رقص" و أحيي الليل بالنغم
أنا في الكون فنان و بالتطريق و لهان
أغني و الغِناء شُغلي "يا ليلي يا عيني يا ليلي"
الراوي :
(حل فصل الصيف فخرجت النملة الكادحة تبحث عن حبة قمح أو شعيرٍ تسد بها رمقها. و بينما هي تبحث هنا و هناك إذ عثرت على حبة قمح كبيرة الحجم، فانحنت النملة المسكينة و حملتها على ظهرها ثم وصلت إلى منزلها تتصبب عرقا، اشتد الحر فاختار الصرار صخرة تتوسط الطبيعة السندسية، و قبع عليها يعزف ألحانا جميلة تسمعها الأدن فتطرب أيما طربٍ. انقادت الطيور إلى الصرار لتستمتع بصوته الساحر، فيما ظلت النملة تجد و تكد و تشقى بكل حماس و تفان.
سخر منها الصرار...ألا تملين من العمل؟...أيتها الحشرة الضعيفة...تعالي شاركيني لذة العبث و اللهو و المرح.
أردفت النملة : الوقت يا عزيزي أغلى من الذهب و سينقضي الصيف و يأتي الشتاء ببرده و ثلوجه و أمطاره الغزيرة.
رد الصرار : " مازال الشتاء بعيدا"
أجابت النملة : " هيا إلى العمل يا صرار ففي العمل شرف و كرامة"
قال الصرار: "دعيني أستمتع بسحر الطبيعة الخلابة و بأشعة الشمس الذهبية و برفقة العصافير المسلية"
الراوي : تركته النملة وواصلت عملها بكل نشاط و حزم...، حل فصل الشتاء ببرده القارس و ثلوجه المتساقطة و أمطاره الغزيرة و رياحه القوية فقرص الجوع أحشاء الصرار و طال الليل و اشتدت آلامه ففكر في صديقته النملة و انطلق إلى منزلها يئن و يتأوه و بينما كانت النملة تنعم بالدفء و جلال الطمأنينة إد سمعت طرقات على بابها...
الصرار : صديقتي الكريمة و جارتي الرحيمة جودي علي بقوت أسد به رمقي فالجوع يمزق أحشائي.
أجابت النملة بسخرية : اذهب إلى قيثارك و اعزف و حتما ستحس بتحسن، أنا لن أعطيك شيئا لقد نصحتك فهزئت مني و ضربت بنصيحتي عرض الحائط.
النملة الحكيمة : أيا صرصور يا جوعان لماذا كنت يا كسلان
طوال الصيف في لهو مع الألعاب و الألحان؟
الراوي : فتحت النملة الباب فوجدت الصرار يرتعش من شدة البرد كالقصبة في مهب الريح شاحب الوجه، ذابل العينين حزينا. صاحت في وجهه قائلة:
ما خطبك؟ ماذا حل بك؟
رد الصرار بصوت متلعثم: أرجوك يا صديقتي ساعديني إني جائع و مريض لم ترأف النملة لحاله و إنما أوصدت الباب في وجهه قائلة: أغرب عن وجهي أيها الصرار العنيد كثيرا ما نصحتك ولم تبالي و ضربت بنصيحتي عرض الحائط . اجن الآن نتيجة تهاونك و تقاعسك.
ولى الصرار مدبرا وهو يجر أذيال الخيبة حزينا كئيبا وقد استبد به الندم و الحسرة و هو يقول : ماذا سأفعل؟ إلى أين سأذهب؟
أحست النملة الرحيمة بالألم و الحزن فنهضت بسرعة و لبست ملابسها الصوفية و خرجت تصيح و تنادي حتى سمعها الصرار فقال: ما بك؟ ماذا تريدين مني؟
ردت النملة: سامحني يا صديقي تعال نتسامر و نستمتع بالدفء و الغناء.
الصرار باكيا:
ما كنت أرنو للحياة بنظرة الواعي الحذر
ظني بان الرزق يأتيني ولو تحت الحجر
النملة الحكيمة: تتقدم
ان الحياة كفاح مستمر و العيش فيها كد و حذر...فلتغد درسا للورى وعبرة للمعتبر
النهاية
من جد وجد و من زرع حصد