ديداكتيك الكتابة الإنشائية و تنمية مهارة التعبير الكتابي Pdf
مرحبا بك في مدونة معلمي،
إذا كان الإنشاء ذلك القالب الذي يصب فيه الإنسان أفكاره، فهو إذن، غاية تعلم اللغة؛
كل فروع اللغة و غيرها روافد لتنمية قدرة المتعلم على الإفصاح عن أفكاره بلغة سليمة؛
للتعبير ركنان أساسيان متلازمان و مترابطان : ركن معنوي (المعنى)، و ركن لفظي (المبنى)، فالركن المعنوي هو الأفكار التي يعبر عنها، و الركن اللفظي هو الألفاظ و العبارات التي يمكن التعبير بواسطتها عن الأفكار؛
كل هذا يتطلب من مدرس اللغة، الاهتمام بالتعبير، لتنمية مهارات المتعلم الكتابية، بواسطة تمرينه على حسن التفكير، و جودة التحرير الكتابي.
تعريف التعبير :
التعبير هو الإفصاح عما في النفس من أفكار و مشارع بالطرق اللغوية و خاصة بالتحدث و الكتابة؛أهمية التعبير :
- التعبير بنوعيه الشفهي و الكتابي يعد ضرورة للفرد و المجتمع، و الإنسان لا يمكن أن يستغني عنه؛
- التعبير غاية تعلم اللغة ووسيلته؛
- التعبير يعطينا صورة صادقة عن شخصية الإنسان الذي يكتب أو يتحدث؛
- التعبير وسيلة الإفهام، ووسيلة الاتصال بين الأفراد و تقوية الروابط بينهم؛
- التعبير يغطي فنين اثنين من فنون اللغة، هما : التحدث و الكتابة؛
- التعبير يؤثر في النجاح، و كسب الثقة في النفس، و تطور النمو الاجتماعي و الكفري؛
- التعبير من أهم أسس التفوق المدرسي و الاجتماعي.
أهداف تدريس التعبير
أهداف لغوية : استثمار المتعلمين لما اكتسبوه من معجم و تراكيب، و توظيفها تحدثا و كتابة.
أهداف قيمية : إكساب المتعلم القيم النبيلة و مساعدته على بناء مواقف سليمة.
أهداف منهجية : تعويد المتعلمين على ترتيب الأفكار و التسلسل في طرحها، و الربط بينها بما يفي عليها جمالية و قوة تأثير على السامع و المتلقي.
أهداف وجدانية : تمكين المتعلمين من التعبير عن حاجاتهم النفسية و مشاعرهم و مشاهداتهم و خبراتهم بلغة سليمة.
أهداف استراتيجية : تهيئة المتعلمين لمواجهة المواقف الحياتية المختلفة، التي تتطلب فصاحة الخطاب و القدرة على الإنتاج و الإبداع.
أسس و مرتكزات مكون التعبير الكتابي
أولا : الأسس الفلسفية
تنظيم و استثمار ميول المتعلمين إلى التعبير عن خبراتهم و مشاهداتهم، و خلق الحافز و الدافع للتعبير لديهم.
فسح المجال لهم للحديث عن الأشياء المحسوسة من خلال مشاهدة حسية، واقعية أو ممثلة بصورة أو غيرها.
توفير مناخ الطمأنينة و تقبل الأفكار، و تشجيع المشاركة؛
تمثلهم لشخصية المدرس، من حيث المظهر و السلوك و اللغة....
مساعدتهم على القيام بعمليات ذهنية أثناء التعبير لتنمية قدرات، مثل :
- استرجاع المتعلم للمفردات بالعودة إلى رأسماله اللغوي، لاختار الألفاظ التي يقدم بها أفكاره (التحليل)؛
- إعادة ترتيب هذه المفردات و الأفكار ليخرجها على شكل نتاج ملفوظ أو مكتوب ( الإنشاء/ التركيب/ التحرير....)؛
ثانيا : الأسس التربوية
إشعار المتعلم بالحرية في التعبير، باختيار الموضوعات و الأفكار
تدريب المتعلمين على التعبير السليم في مواقف مختلفة، دون الاقتصار على حصص درس التعبير، فالتعبير ليس له زمن مدد، أو حصة مخصصة، بل هو نشاط لغوي مستمر و دائم.
اختيار موضوعات التعبير من مجال خبرة المتعلمين، و قدراتهم التصويرية فالمكتسب من الخبرة و التجربة عند الحديث، ضروري و ذو أهمية.
ثالثا : الأسس اللغوية
إعطاء التعبير الشفهي مساحة أوسع في التعلم، لأنه أسبق في الاستعمال.
توفير فرص إثراء معجم المتعلمين اللغوي، و إنمائه عن طريق القراءة و الاستماع لإغناء حصيلتهم اللغوية، فالتعبير يحتاج إلى مفردات و أساليب و تراكيب لغوية، للوفاء بالأفكار.
تنمية اللغة العربية الفصيحة لدى المتعلمين عن طريق، الأناشيد الفصيحة، و قراءة و سماع القصص المختلفة، و توظيف اللغة تدريسا و تواصلا داخل الفصل الدراسي، للتغلب على الازدواجية اللغوية لديهم.
أشكال التعبير من حيث الأداء
1 التعبير الشفهي :
يسمى الإنشاء الشفهي أو المحادثة أو التحدث، و هو أسبق من التعبير الكتابي، و أكثر استعمالا في حياة الفرد، فهو أداة الاتصال السريع و التفاعل بين الأفراد من جهة، و البيئة المحيطة بهم من جهة أخرى.
2 التعبير الكتابي :
هو وسيلة للاتصال بين الإنسان و الإنسان، و بين الإنسان ومن تفصله عنه المسافات الزمانية أو المكانية.
أشكال التعبير في المدرسة :
1. التعبير الشفهي :
التعبير عن الصور و المشاهد، التي يقدمها المدرس أو المتعلم أو الكتاب المدرسي؛
التعبير الشفهي في دروس القراءة بالتحليل و التفسير و التلخيص؛
عرض أحداث قصة و تلخيصها و سردها، على شكل صور تمثلها، أو إتمام قصة أو التوسع فيها...
الحديث عن أنشطة المتعلمين : زيارات، رحلات، أعمال، أسفار، وضعيات معيشة...
الحديث عن حيوانات و نباتات و باقي مكونات البيئة الطبيعية...
الحديث عن مشاغل الناس و الحرف و الوقائع و غيرها؛
الحديث عن الموضوعات الدينية أو الوطنية أو العملية أو غيرها...
2- التعبير الكتابي:
- تحرير موضوعات علمية أو اجتماعية أو دينية...
- التعبير الكتابي بالتعليق عن صور جمعها المتعلمون؛
- إجابات الأسئلة أو التعليميات التحريرية؛
- تلخيص موضوع، أو قصة بعد قراءتها أو الاستماع إليها؛
- تأليف قصة في مجال معين؛
- تحويل قصيدة شعرية إلى نص نثري؛
- كتابة التقارير عن زيارة مصنع أو مؤسسة؛
- كتابة الرسائل في مواضيع مختلفة؛
- الكتابة في موضوع يتناول قيما أخلاقية أو اجتماعية..؛
- إعداد خطابات أو كلمات لإلقائها في مناسبات مختلفة...
أشكال التعبير حسب أغراضه
- التعبير الوظيفي: هو تعبير شفهي أو كتابي، يؤدي وظيفة خاصة في حياة الفرد و الجماعة، مثل المحادثة و كتابة الرسائل، و كتابة الملاحظات و التقارير و الإعلانات و التوجيهات...
- التعبير التفسيري : و يهتم بتحليل الوقائع و الأفكار و الآراء، و إجراء المقارنات، و شرح الأسباب و العلاقات السببية، و تقديم و جهات النظر و دعمها بالأدلة.
- التعبير الإبداعي الإنشائي: الغرض منه التعبير عن الأفكار و المشاعر النفسية و نقلها إلى القارئ أو السامع بأسلوب أدبي راقٍ، بهدف التأثير.
- فإذا كان التعبير الوظيفي و التفسيري يفيان بمتطلبات الحياة و شؤونها المادية و الاجتماعية، و تحليل و تفسير وقائعها، فإن التعبير الإبداعي يساعد المتعلم على التعبير عن ذاته و مشاعره تعبيرا يعكس معتقداته و يبرز شخصيته.
تنويه هام
- لباقة المدرس و حسن تصرفه، و ابتعاده عن التثبيط، من أهم العوامل التي تؤثر إيجابا في تعبير متعلميه، إضافة إلى التزامه بتوظيف اللسان العربي الفصيح، تدريسا و تواصلا، و اختيار العبارات الدقيقة الواضحة.
- من أهم العمليات البيداغوجية الفعالة المساعدة على التمركز حول المتعلم، تنشيط الأسئلة بين المتعلمين، و تحدثهم عن الموضوع، و مناقشة قيمه و ملامسة أبعاده.
ديداكتيك الكتابة الإنشائية:
الإنشاء هو أحد المكونات الأساسية لمنهاج اللغة العربية، فباقي المكونات اللغوية الأخرى تعتبر روافده، ففي مكون الإنشاء تظهر درجة استضمار المتعلم لتلك الروافد، و مدى تلاؤمه معها.
في مكون الإنشاء يكون المتعلم مدعوا إلى التوظيف الأمثل للنسق اللغوي المعتمد من قبل الجماعة اللغوية في صورته الصوتية، و الدلالية، و الإعرابية، و الصرفية، و المعجمية، بكيفية دقيقة و مضبوطة.
القدرات المستهدفة في مكون الإنشاء:
- ترجمة الأفكار و التعبير عنها عن طريق الكتابة الحرة و الإبداع الشخصي؛
- استحضار التعلمات و المكتسبات اللغوية و استغلالها بصورة أنسب في كتابات المتعلم الخاصة؛
- معالجة الموضوعات بتطبيق التقنيات و توظيف الرصيد اللغوي، بشكل سليم لترجمة الأفكار و تصوير المواقف؛
- توظيف التقنية المطلوبة و الأسلوب المناسب من أساليب الكتابة وصفا أو سردا أو حوارا أو حجاجا أو تقريرا أو....
- وضع تصميم لموضوع إنشائي بتحديد المقدمة و العرض و الخاتمة...
- تنظيم المحرر الإنشائي و استعمال علامات الترقيم في الكتابة الإنشائية.
تجليات التعبير الكتابي حسب المستويات الدراسية
يحتلف التعبير الكتابي في المدرسة الابتدائية، باختلاف الوضعيات الكتابية المحفزة على التعبير، مثل :
- حوار، نص سردي، وصف، حكي، حجاج، رسالة، بحث، قصة متخيلة؛
- إنتاج نص قصير انطلاقا من مشهد أو صورة؛
- كتابة إعلان إشهاري؛
- كتابة تقرير، ترتيب مكونات منتوج كتابي أو إتمامه.