ما هي الوسائل التعليمية؟ دليلك لإنتاج الوسائل التعليمية pdf

الكاتب: مدونة معلمي وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
نبذة عن المقال: ما هي الوسائل التعليمية؟ دليلك لإنتاج الوسائل التعليمية pdf

ما هي الوسائل التعليمية؟ دليلك لإنتاج الوسائل التعليمية pdf

ما هي الوسائل التعليمية



1. مفهوم الوسائل التعليمية :

تتعد المصطلحات و المفاهيم التي أطلقت على الوسائل التعليمية، و تختلف باختلاف طبيعتها و الهدف من استخدامها، حيث سميت "الوسائل البصرية، و الوسائل السمعية البصرية، و الوسائل الإدراكية، ووسائل الإيضاح، و المعينات السمعية البصرية، ووسائل الاتصال، و الوسائل التعليمية، و الوسائل التعليمية التعلمية المتعددة، و تكنولوجيا التعليم..."

و قد عرف في معجم : مصطلحات التربية و التعليم، "بأنها الوسيلة التي يلجأ إليها المعلم لرفع مستوى التعليم، كالوسائل السمعية البصرية و النماذج...، كما عرفها دليل الوسائل التعليمية و الوسائط التربوية الصادر عن مديرية المناهج في غشت 2009 بأنها مجموعة من الأدوات و المعينات التي يوظفها الأستاذ بمعية المتعلمين و المتعلمات، داخل القسم أو خارجه لبناء المعارف و المهارات بغية تحقيق أو تنمية كفاية أو تقويمها.

و رغم تعدد المصطلحات و التعاريف المستعملة للإحالة على مفهوم الوسائل التعليمية و تنوعها، فإن المقصود بها بشكل عام هو كل ما يوظفه الأستاذ من وثائق أو أدوات أو معدات أو أجهزة أو منتجات لتجويد العملية التعليمية التعلمية و تيسيرها، و تسهيل نماء الكفايات و تنمية المهارات و القدرات لدى المتعلم.

2. أنواع الوسائل التعليمية:

إن البحث في تصنيف الوسائل التعليمية يكشف عن وجود أنواع متعددة من التصنيفات تختلف باختلاف المعيار المعتمد، فهناك:
  •  التصنيف المعتمد على حواس المتعلم؛
  •  التصنيف المعتمد على معيار طبيعة الوسيلة؛
  •  التصنيف بحسب الوظيفة؛
  •  التصنيف اعتبارا لمعايير مرتبطة بالموارد التعليمية؛
  •  التصنيف ارتباطا بالفئة المستهدفة؛
  •  التصنيف حسب حسية الوسيلة أو تجريدها

كما يمكن تصنيفها إلى :

 وسائل تعليمية أساسية: و هي الوسائل التي يوظفها الأستاذ بشكل يومي و متكرر لبناء الدروس، مثل السبورة، و الكتاب المدرسي، و كراسات المتعلمين و المتعلمات؛

 وسائل تعليمية تكنولوجية: و تشمل المعدات و الأجهزة الإلكترونية كالحاسوب و جهاز عرض البيانات، و الشاشات، و مكبرات الصوت، و الأقراص المدمجة...؛

 وسائل تعليمية فنية إبداعية: و هذا النوع من الوسائل يتأسس على الإبداع الذاتي للأستاذ، و يقوم على حسه الفني، و تذوقه للفنون و العلوم و التقنيات، و يوفه لتدبير الدروس التعليمية و تنشيطها انطلاقا من مواد توجد في بيئته المحلية. و تجدر الإشارة إلى أنه يصعب حصر هذا النوع من الوسائل لكثرتها و اختلافها باختلاف الأستاذات و الأساتذة وقدراتهم على الإبداع و الابتكار.

3. أهمية الوسائل التعليمية ووظائفها:


للوسائل التعليمية التعلمية أهمية بالغة ووظيفة أساسية في تنشيط الدروس و تحفيز المتعلم، لأنها تجعله في صلب العملية التعليمية، و تقدم له خبرات متنوعة و محسوسة في بنا تعلماته، كما تعد استراتيجية ناجحة لتنويع طرق التدريس و مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين و المتعلمات. و مما لا شك فيه أن الوسائل التعليمية إذا أحسن توظفيها و التخطيط لها تؤدي إلى "زيادة مشاركة المتعلم الإيجابية في اكتساب الخبرة، و تنمية قدرته على التأمل و دقة الملاحظة، و اتباع التفكير العلمي، و يؤدي هذا الأسلوب إلى تحسين نوعية التعلم و رفع مستوى الأداء عنده.

كما أكدت الدراسات و الأبحاث أهمية الوسائل التعليمية في إغناء خبرات المتعلمين و المتعلمات و تيسير بناء المفاهيم التعليمية و التربوية لديهم، نظرا لمساهمتها في إضفاء أبعاد جديدة على عملية التعليم، فهي تشغل مختلف حواس المتعلم، الشيء الذي يسهم في ترسيخ مكتسباته وزيادة دافعيته للتعلم. كما تشجع الأستاذ على الإبداع و البحث عن الطرق و الوسائل المجددة التي تزيد من كفاءته و من خبرة المتعلم بجعلها أكثر واقعية.

ويمكن تلخيص وظائف الوسائل التعليمية في الخطاطة الآتية:


انظر الخطاطة في pdf أسفله


ترتبط هذه الوظائف بالوسائل التعليمية بشكل عام، أما وظائف الوسائل التعليمية المتعلقة بتدريس اللغة العربية لمتعلم السلك الابتدائي فتتمثل في :

  •  إغناء الرصيد المعجمي للمتعلم انطلاقا من السنة الأولى؛
  •  تيسير تنزيل مبادئ و مكونات التعليم المبكر للقراءة؛
  •  تمكين المتعلم من التواصل السليم باللغة العربية الفصحى؛ و توظيف القواعد اللغوية في إنتاجه الشفهي و الكتابي؛
  •  تصحيح الصورة السلبية التي تنفر المتعلم من تعلم اللغة العربية؛
  •  جعل حصة اللغة العربية فضاء للإبداع و تجريب البيداغوجيات المختلفة واستثمار نظرية الذكاءات المتعددة؛

4. معايير اختيار الوسائل التعليمية:


إن عملية اختيار الوسائل التعليمية ليست عملية سهلة أو اعتباطية، بل هي عملية دقيقة تستلزم التقيد بمجموعة من الشروط و المعايير، التي تتنوع بتنوع الوسائل و الأهداف من توظيفها، و كذا ملاءمتها للمنهاج الدراسي و للدروس، و للفئات المستهدفة من المتعلمين و المتعلمات، و لقدرات الأستاذ و مهاراته في تدبير هذه الوسائل و تكييفها لتحقيق الأهداف المنشودة.

و لكي تؤدي الوسائل وظيفتها التعليمية التعلمية، بشكل فاعل وفعال، اقترح الحيلة معايير محددة لاختيارها من أهمها ما يأتي:

  • تعبيرها عن الرسالة المراد نقلها، وصلة محتواها بالموضوع.
  • ارتباطها بالهدف، أو بالأهداف المحددة المطلوب تحقيقها من خلال استخدامها.
  • ملاءمتها لأعمار المتعلمين و المتعلمات، و لخصائصهم من حيث قدراتهم العقلية، و خبراتهم، و مهاراتهم السابقة، و ظروفهم البيئية.
  • توافقها مع طريقة التعليم و مع النشاطات المزمع تكليف المتعلمين و المتعلمات بها.
  • أن تكون المعلومات التي تحملها الوسيلة التعليمية التعلمية صحيحة و دقيقة و حديثة.
  • أن تكون بسيطة وواضحة و غير معقدة و خالية من المؤثرات التشويشية و الدعائية.
  • أن تكون الوسيلة التعليمية التعلمية في حالة جيدة.
  • أن تعمل على جذب انتباه المتعلمين و المتعلمات و تثير اهتمامهم.
  • أن تناسب قيمة الوسيلة التعليمية الجهد و المال الذي يصرف للحصول عليها.
  • إذا كانت الوسيلة جهازا ما، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار توافر المكان الذي سيستخدم فيه، و إمكانية صيانته و إصلاحه.
  • أن تضيف الوسيلة التعليمية شيئا جديدا إلى ما ورد في الكتاب المدرسي.
  • فنية الوسيلة التعليمية و جمالها.
  • أن توفر عنصر الأمن فيها (السلامة و الأمان)

5. مراحل توظيف الوسائل التعليمية في التدريس:


يمر توظيف الوسائل التعليمية بثلاث مراحل أساسية هي، مرحلة التخطيط، و مرحلة التوظيف، وصولا إلى مرحلة التقويم:

أ‌. مرحلة التخطيط:

في هذه المرحلة يتم تحديد الحاجة للوسيلة انطلاقا من احتياجات المتعلمين و المتعلمات أو من الصعوبات التي يواجهونها في فهم دروس معينة في المقرر الدراسي؛ حيث يختار الأستاذ(ة) الوسيلة التعليمية، أثناء تخطيطه للفعل التعليمي، انطلاقا من "تحديد الوسيلة المناسبة للمحيط السوسيو – اقتصادي للمتعلم (ة)؛ ورصد ملاءمتها لتمثلاته و مكتسباته السابقة؛ فضلا عما توفر الوسيلة و إمكانية إنتاجها أو الحصول عليها. و أخيرا ملاءمتها لأهداف المنهاج الدراسي و للحيز الزمني المدرسي.

تبدأ هذه المرحلة بتخطيط قبلي للمواد و الموارد التي تستلزمها الوسيلة، ووضع خطة لإنتاجها بتجهيز متطلبات تشغيلها و مكان عرضها، ووضع سيناريوهات لكيفية توظيفها، في ارتباط بالأهداف المحددة للدرس و بإحتياجات المتعلمين و المتعلمات و مناسبتها للمضامين و القيم التربوية في المنهاج الدراسي.

ب‌. مرحلة التوظيف:

تبدأ هذه المرحلة بعرض الوسيلة حسب الخطة المرسومة انطلاقا من التمهيد، لتوظيف الوسيلة بتجريبها قبل عرضها، وضبط مدة عرضها، و تفادي أي تشويش أو ارتجالية، و بعد ذلك تعرض على جميع المتعلمين و المتعلمات مدعمة بالشرح الكافي، مع التأكد من رؤية الجميع لها و تفاعلهم خلال عرضها، ثم تدريبهم على كيفية صنعها أو التعامل معها من خلال إشراكهم في مختلف مراحلة توظيفها.

تكون هذه المرحلة تفاعلية يتشارك فيها المتعلمون و المتعلمات مع الأستاذ الوسيلة التعليمية في بناء الدروس و شرحها.

و لتوظيف الوسيلة التعليمية بشكل فعال و ملائم يجب التقيد بعدد من الوضابط، منها :
- واقعية الوسيلة و موادها.
- تجريب الوسيلة و معرفة كيفية استخدامها.
- وضوح الوسيلة.


ت‌. مرحلة التقويم :

تعد مرحلة التقويم مرحلة أساسية تعين الأستاذ على تحديد قيمة الوسيلة التعليمية و أثرها في بناء التعلمات، و مدى تجاوب المتعلمين و المتعلمات معها؛ فبعد الانتهاء من توظيف الوسيلة "تقوم لتعرف مدى فعاليتها في تحقيق أهداف الدرس، و مدى تفاعل المتعلمات و المتعلمين معها، و مدى الحاجة لاستخدامها من عدمه مرة أخرى. ثم بعد ذلك تتم صيانة الوسيلة و إصلاح ما قد يحدث لها من أعطال، و يعاد ترتيبها و تعديلها لاستخدامها، و من ثم تحفظ في مكان مناسب لحين الحاجة إليها مرة أخرى.

و يرتبط إنتاج الوسائل التعليمية و توظيفها بشكل عام بقدرة الأستاذ على التجديد و الإبداع و استثمار كل المواد المتوفرة في محيطه مهما بدت بسيطة لإنتاج معينات ووسائل تسهل العمل و تحفز المتعلمين و المتعلمات إلى التفاعل في بناء الدروس. و تبعا لذلك يكون إنتاجها رهينا بمدى تمكن الأستاذ من استراتيجيات و أبجديات الوسائل التعليمية، و مرتبطا أيا بطبيعة المواد المستعملة، فهي التي تلهمه و تحي له بإنتاج وسيلة بعينها.

أما في اللغة العربية بالخصوص، فإن إنتاج وسائل تعليمية مناسبة يتطلب بطا دقيقا للدروس و للمفاهيم، و دقة في اختيار الوسائل المناسبة لها و لاحتياجات المتعلمين و المتعلمات لا إسقاط الوسائل على الدروس اعتباطا بدون تخطيط. و هذا يستدعي بالضرورة التفكير في طرق و استراتيجيات تجعل الدروس قريبة إلى ذهن المتعلم و حواسه، فيستطيع تمثلها و بناءها.

و من المعلوم أن تعليم اللغة العربية في السلك الابتدائي لا يكون دالا و فعالا ما لم يكن المتعلم في اتصال مباشر مع محيطه الطبيعي، و ما لم تتح له فرصة التجريب و التفكيك و التركيب و التخيل و التعبير...و هذا ما يسهم في تنمية مهاراته و قدراته، و يحول عملية تعلم اللغة العربية من الاكتفاء بالتذكر و الحفظ و الاستظهار، إلى الإنتاج و التعبير داخل فضاء يتسم بالتجديد و التعزيز الإيجابي، و تسوده روح الإبداع و تنوع أساليب التنشيط، و يشجع على التفكير النقدي و الإبداعي.

و اعتبارا لكل ذلك يسعى هذا الدليل إلى تقديم كيفية إنتاج و إعداد الوسائل التعليمية التي يمكن توظيفها في تنشيط دروس اللغة العربية، انطلاقا من مواد بسيطة و متوفرة، تشجع على التفكير الإبداعي و على توظيف الفن التشكيلي و التعلم البصري في بنا الدروس و تدبيرها.

و يقدم الدليل تجميعية لأكثر من أربعين و سيلة تعليمية تم إعدادها و جمعها و تصنيفها في ثلاثة معامل أساسية هي : معمل القراءة و الكتابية، و معمل الحكاية، و معمل الظواهر اللغوية، إضافة إلى بطاقات تقنية شارحة لكل وسيلة، قصد تمثل مكوناتها ووظيفتها، و كذا استخداماتها البيداغوجية في تدبير الدروس و الأنشطة الصفية، مع التركيز على مبدأ استعمال الوسيلة نفسها في دروس مختلفة، و مواد متعددة، و مستويات متباينة.

و في الأخير نرجو أن يجد قارئ هذا الدليل ما يرضيه و يشعل فيه جذوة الإبداع في التعليم، أو يزيده حبا لما يقوم به، و يفتح له نافذة للبحث و التفكير و التجريب في استراتيجيات التعليم و التعلم بصفة عامة، و في الوسائل التعليمية في علاقتها بتدريس اللغة العربية بصفة خاصة.

و إننا نتطلع لتطويره ليخدم أستاذ اللغة العربية و المتعلم و يزودهما بوسائل تعليمية إبداعية، تسهل مهمتهما و تجعلها ممتعة و تفاعلية.

دليل الأستاذ لانتاج الوسائل التعليمية و تدبير الأنشطة الصفية pdf

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

7774673206035171072

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث