النص السماعي : مَصادِرُ الْطَاقَةَ وَتَطوَّرُها 

مصادر الطاقة وتطورها 

في مَطْلَعِ الْقَرْنِ التاسع عشر ازداد عدد سكان العالم، وَازْدَادَ الطَّلَبُ عَلَى الْغِدَاء، والسفر الشريع، والملابس والسكن. وتطورت الْمَعْرِفَة، واخْتَرَعَ الإنسان الآلة البخارية واسْتَعْمَلَها في البواخر والقطاراتِ وَانْتَشَرَتِ الْمَصَانِعُ والسكك الحديدية، وَازْدَادَتْ مَعَ ذلك الحاجة إلى الوقود، فَقَلَّ الْخَشَبُ بِبَعْضِ الْمَناطِقِ، وَأَخَذُ الْفَحْمُ الْحَجَرِيُّ مكان الخشب لإنتاج الطاقة الحرارية. واكتشف الإنسان البترول وأَخَذَ يَسْتَعْمِلُ مُسْتَقَاتِهِ شَيْئاً فَشَيْئاً فِي الْإنارة وطهي الطَّعَامِ. ثُمَّ اخْتُرِعَتِ السَّيَّارَة فيما بَعْدُ فَرَادَتْ مِنْ يَوْمِهَا الْحَاجَةُ لِمُشْتَقَاتِ البترول. 

مع بداية الْقَرْنِ الْعِشْرِينَ، بَدَأَتْ تَتَّضِحُ صَلاحِيَّة وكفاءة استعمال الكهرباء في مجالاتٍ وَاسِعَةِ، فَلَقَدِ استعمِلَتْ في الإنارة وفي إدارة المحركات الكهربائية، مما ساعد على تسهيل سُبل العَيْشِ فَسُخَّرَ الْفَحْمُ الْحَجَرِيُّ، والبترول، والغاز الطبيعي، والطاقة المائية، لإنتاج الكهرباء. واكتشفت فيما بعد الطاقة النَّوَوِيَّةُ وَاسْتُعْمِلَتْ بدورها لإنتاج الطاقة الكهربائية. 

لذا يبدو جَلِياً أَنَّهُ كُلما توسع نشاط الإنسان، ازداد طلبه على مصادر الطاقة وخاصة مُشْتَقَاتِ البترول لسهولة نقلها وتخزينها والتعدد استخداماتها، فظهرت أزمات أسعار الوقود، وتنبه الإنسانُ لِمَحْدُودِيَّةِ الْمَصادِر غير المتجددة... فبدأ الإنسانُ يُفكر في التعامل بعقلانية مع ما تبقى من المصادر الأحفورية وترشيد استخدامها. وتشجيع الرجوع لاستعمال الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية، ونَشْهَدُ حاليا تطوراً سريعاً للتقنيات التي تُسْتَخْدَمُ لتحويل مصادر الطاقة المتجددة إلى طاقة كهربائية كتوربينات الرياح، والخلايا الشَّمْسِيَّةِ، وَالْمُجَمَّعات، والأفران الشَّمْسِيَّة، وما إلى ذلك من التقنيات. 

محمد مصطفي محمد الحياط الطاقة، مصادرها، أنواعها، استخداماتها، القاهرة 2006، ص 5