النص السماعي الفن pdf
مرحبا بك في مدونة معلمي؛
نقدم لك النص السماعي الأول : الفن pdf
- المجال : إبداعات وفنون
- المستوى : السادس من التعليم الابتدائي في المغرب
- مكون: التواصل الشفهي
- الوحدة: السادسة
- الأسبوع: 28 و 29
- المرجع: منار في اللغة العربية
الْفَن نافع في حياة الإنسان
النص السماعي : الفنون
الفنون
وَالْفَتَانِونَ هُمُ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ عَقْلِيَّهُ الْأُمَمِ، وَيُكونون شَخْصِيَّتها ويُعطونها مظهراً تتجلى بِهِ بَيْنَ الْأُمَمِ. فَإِذَا ذَكَرْتَ عَصْرَي الْمُوحَدِينَ وَالْمَرِينِتِينَ بِالْمَغْرِبِ فَكَرْتَ أَوَّلَ مَا تُفَكَّرُ في صَوْمَعَةِ حَسَّانَ وَالْكُتُبِيَّةِ وَمَدْرَسَةِ الْعَطَارِينَ وَمَدْرَسَةِ أَبي عنان وما إلى ذلك من الآثار لأنَّ هَذِهِ الإبداعات الفنية هي التي تَخْتَصِرُ لنا عَقلِيَّة تِلْكَ الْأَجْبَالِ الْمَاضِيَةِ الْفَتَانِونَ إِذَنْ وَآثَارُهُمْ تَعْمَلُ عَمَلَ الْكَاتِبِ وَالْمُؤَرِّحَ بَلْ رُبَّما فاقته، إِذْ تَزيدُ عَلى مَنْفَعَةِ الأخبار، لَذَّةَ الْجَمَالِ، وَمُتْعَةَ السرور.
إِنَّ مَنْ يَولِي الْفُنونَ شَيْئًا مِنْ دِقَةِ النَّظَرِ، يَجِدُها تُقَدِّمُ لَنا دروساً دائمةً فِي التَّرْبِيَةِ وَالْأَخْلاقِ، وَتُبَيِّنُ لَنَا حَقِيقَةَ الْحَيَاةِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ نَعْمَلَ لَهَا، فَالْكُتَابُ يُهذِّبون عقولنا وأذواقنا بما يزيدون في تَرْوَةِ اللُّغَةِ وَالْأَدَبِ مِنْ حَيْثُ الْأَحْيِلَةُ الرَّائِعَةُ، وَالْأَفْكَارُ الصَّائِبَةُ والتَّصَورَاتُ الْعَجِيبَةُ الَّتِي تُوجّهنا أَحْسَنَ تَوْجِيهِ في حياتنا، وتَفْتَحُ لنا المجال لحياة روحية سامية تنسى فيها أَتعابنا وأحزاننا وَنَسْتَمْتِعُ بِالْجَمَالِ، وَنَشْعُرُ بِاللَّدَّةِ الْفَنِّيَّةِ، وَالرَّسَامُ يُهَدِّبُ بَصَرَنا بما يُظْهرُ لَنا مِنَ الصُّورِ الْبَدِيعَةِ الْأَخَاذَةِ، والموسيقي يُرقي سَمْعَنَا بِمَا يُقَدِّمُ مِنَ الْأَنْعَامِ الْعَذْبَةِ السَّاحِرَةِ، وَالنَّحاتُ وَالْمُهَنْدِسُ كِلاهُما يُعطينا بياناً شافياً عَنْ فِكْرَةِ التَّوازُنِ وَالانسجام. وَمِن مزايا الْفَتَائِينَ الَّتِي تُظهِرُ عَظَمَتَهُمْ، وَتَزيدُ سُمُوهُمْ أَنَّهُمْ يَنْشُرُونَ بَيْنَنَا مَزِيَّةٌ مِنْ أَسْمَى الْمَرَايا، ألا وهي النَّرَاهَةُ وَالنَّظَرُ إلى الدُّنْيَا بِعَيْنِ تَرنو إلى الْمُثْلِ الْعُلْيا وعَظَمَةُ أَيَّةَ أُمَّةٍ لا تُقاس إلا بمقدار ما أَنْجَبَتْ مِنَ الْفَنَانِينَ، وَأَنتَجَتِ الْآثَارَ الْفَنِّيَّةَ. إن تاريخ الأُمَمِ هُوَ تاريخ فنانيها من كتاب، وشُعراء وموسيقيّينَ وَغَيْرِهِمْ، وَأَعْظَمُ الدُّول هي التي طال فيها شَباب الفنون، وامْتَدَّ فَأَنجَب كتابها وشُعراؤها ونحاتها ومهندسوها ومصوّروها أعمالاً جليلة خليفة بهذا الشباب الريان وأَعْظَمُ جَريمَةٍ يَرْتَكِبُها شَعْبٌ مِنَ الشُّعوب هي عدولهُ عَنْ تُراثِ أَعْدادِهِ الْفَنِّي ، وَاسْتِخْفَافُهُ بِهَذَا الْتُرَاثِ كَيْفَما كَانَ شَأْتُهُ. ثُمَّ الْعَمَلُ بِكُلِّ وُسْعِهِ لِأَنْ يَحْيا حياة عَصْرِيَّة تَرْتَكِزُ في جميع نواحيها على المادة والآلات.
عبد السلام العلوي النصوص العامة للثقافة وتكوين الأطر دار الثقافة على الأولى 1981 من 467 وما بعدها ( مصرف )
إرسال تعليق