النص السماعي القِطَارُ بَيْنَ الأَمْسِ وَ الْيَوْمِ pdf
مرحبا بك في مدونة معلمي؛
نقدم لك النص السماعي الأول : القِطَارُ بَيْنَ الأَمْسِ وَ الْيَوْمِ pdf
- المجال : الحضارات الكونية
- المستوى : السادس من التعليم الابتدائي في المغرب
- مكون: التواصل الشفهي
- الوحدة: الرابعة 4
- الأسبوع: 20 و 21
- المرجع: منار في اللغة العربية
النص السماعي : القِطَارُ بَيْنَ الْأَمْسِ وَ اليَوم
القِطَارُ بَيْنَ الْأَمْسِ وَالْيَوْمِ
كانَتْ مُهمَّة سالم تزويدَ القِطَارَاتِ بِالْمِيَاهِ مِنَ الْخَزَانِ»
الماسورة واسعة تَرْتَفِعُ عَمودِيَّةً لِثَلاثَةِ أَمْتَارٍ فَوْقَ خَزَانٍ تَحْتَ الْأَرْضِ، تنحني عِنْدَ النهايةِ لِمَسَافَةِ مِثْرِ لِتَتَّصِلَ بِخُرْطُوم يَتَدَلَّى طويلاً إلى أَسْفَلَ. يَأْتِي الْقِطَارُ، وَيَقِفُ بجوار الْخَزَانِ» فَيُدْخِلُ الْعَامِلُ طَرَفَ الْخُرْطُومٍ فِي خَزَانِ مِيَاهِهِ، بَيْنَمَا يَفْتَحُ سَالِمُ الصِّمَامَ الْمُرَكَّبَ فَوْقَ الماسورَةِ لِتَنْدَفِعَ الْمِياهُ مِنَ الْحَزَانِ الْأَرْضِيِّ. أَدْرَكَ سالِمُ أَنَّ الْأَيَّامَ سَتَمْضِي بِلا مَعْنَى في هَذَا الْمَكَانِ الْموحِشِ الْعَاجِلِ فَغَرَسَ شَجَرَةً، وَكَبِرَتِ الشَّجَرَةُ فَرَأَى مَعنى السِّنِينَ الْخَزَانُ يَرْكَبُهُ الصَّدَأَ وَلَا يَتَزَعْزَعُ وَسَالِمٌ يَعْرِفُ أَنَّ عَمَلَهُ هام، فالقطارات بلا ماء تَحْتَرِقُ، وكان ما يُدْهِشَ سالماً هُوَ أَنَّ الشَّجَرَةَ الَّتِي صَارَتْ وَارِفَةً لَمْ تَجْلُبِ الْعصافير، وَتَسَاءَلَ: مَا مَعْنَى شَجَرَةٍ بِلا عَصَافِيرَ أَوْ أَعْشَاشِ؟
وفي صباح خريفي فوجيء بالشَّجَرَةِ مَقطوعة. وأتى حَسَانٌ فِي الْمَسَاءِ بَاسِمَاً فَسَأَلَهُ سَالِمٌ:
- لماذا قَطَعْتَ الشَّجَرَةَ؟
فَرَدَّ حَسَانٌ: أَنا لا أُحِبُّ الْعَصَافِيرَ.
- لَكِنَّ الْعَصَافِيرَ لَمْ تَأْتِ بَعْدُ؟ قَالَ لَهُ سَالِمٌ مُسْتَغْرِباً.
انْصَرَفَ سالم في ضَيْقٍ، وَهُوَ يَتَسَاءَلُ كَيْفَ مَضَتْ سَنَوَاتٌ خَمْسٌ بِهَذِهِ السُّرْعَةِ
اسْتَيْقَظَ سالم ذات صباح عَلى صَجَّةٍ هائلة، رأى البلدوزرات تَهْدِمُ الْبُيُوتَ وَسُكَانَ الْمِنْطَقَةِ يَحْمِلُونَ أَمْتِعَتَهُمْ وَيَرْحَلُونَ إِلَى الْمَدِينَةِ، كَمَا عَرَفَ أَنَّ الْمَكَانَ سَيَتَحَوَّلُ إِلَى مَصْنَعِ لِلْغَزْلِ.
وحين رأى قطارات خَضْراء تَمُرُّ دونَ أَنْ تَقِفَ لِتَزَوَّدَ بِالْمِيَاهِ، وَلا تَنْفُتُ دُخاناً مِثْلَ القِطاراتِ السَّوْدَاءِ قَالَ فِي نَفْسِهِ إِنَّهُمْ لابدَّ سَيَتَخَلَّوْنَ عَنْهُ، لَكِنَّهُ لَمَحَ الْمُلاحِظَ قَادِماً مِنْ بَعِيدٍ. كَانَ وَجْهُ الْمُلاحِظِ مُتَغَضّنَا وَشَعَرُ رَأْسِهِ الْأَبْيَضِ لَا تُخْفِيهِ قبْعَتُهُ السَّوْدَاءُ، قَالَ الْمُلَاحِظُ لِسالِم:
- لَقَدْ صَارَ الْعَمَلُ قَليلاً، القطارات الخضراء لا تَعْمَلُ بِالْفَحْم وَلا تَحْتاج إلى ماء كَثِيرٍ، لَكِنْ لَا تَقْلَقْ وَلَا تَبْرَحَ الْمَكَانَ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكَ
وَمَرَّتْ أَعْوامُ، وَهَرِمَ حَسَانٌ وَهُوَ يَرى سالِماً يَتَقَدَّمُ نَحْوَهُ بِبُطْءٍ شَدِيدٍ.
بَدا الْخَزَانُ مُهْتَرِنَا فِي الْمَساءِ، وَفِي اللَّيْلِ سَمِعَ سَالِمٌ وَحَسَانٌ صَوْتَ سُقوطِ الْخَزَانِ.
ابراهيم عبد المجيد : الشجرة والعصافير مجموعة قصصية مختارات فصول العدد 24، 1986 الهيئة المصرية العامة
إرسال تعليق