النص السماعي الطَّائِرَةُ النَّفاثَةُ والْعاصِفَةٌ pdf
مرحبا بك في مدونة معلمي؛
نقدم لك النص السماعي الأول : الطَّائِرَةُ النَّفاثَةُ والْعاصِفَةٌ pdf
- المجال : الحضارات الكونية
- المستوى : السادس من التعليم الابتدائي في المغرب
- مكون: التواصل الشفهي
- الوحدة: الأولى و الثانية و الثالثة 1و2و3
- الأسبوع: 17
- المرجع: منار في اللغة العربية
- تقويم حصيلة الأسدوس
النص السماعي : الطَّائِرَةُ النَّفاثة والعاصفة
الطَّائِرَةُ النَّفَّاثَةُ والعاصفة
وَقَفَ الدكتور «هالين» يتفرج مِنْ خَلْفِ الزجاج على العاصفة المتوحشة وهي تَفْتَرِشُ المَطَارَ الدَّوْلِي، وَإِلَى جانيه كان يقف زميله الياباني وَرَفِيقُهُ في السَّفَرِ، الدكتور «ناتاكا».. لَمَعَ الْبَرْقُ عَلى وَجْهِ «ناتاكا» التحاسِي، فَلاحَظ «هالین» ارتعاش عَصَبِ رَقِيق تَحْتَ شَفَتِهِ السُّفْلِي، وَآخَرَ تَحْتَ عَيْنِهِ الْيُسْرَى.
وَبَعْدَ الصَّمْتِ الَّذِي أَعْقَبَ الفِجَارَاتِ الرَّعْدِ الْمُتَدارِكَةَ سُمِعَ صَوْتُ الْمَطَرِ المتهاطل على أَرْضِيَّةِ الْمَطارِ.
وَأَفَاقَ الدكتور «هالين» مِنْ غَيْبُوبَتِهِ عَلَى صَوْتِ الْأَبْواقِ وَهِيَ تُعْلِنُ رَقَمَ رِحْلَتِهِ الْوَشِيكَةِ الْقِيامِ، وَتَطْلُبُ مِنَ المسافرين الاتجاه إلى بوابة الإقلاع، والحنى الرجلان على حقيبتيهما، وانضمًا إلى الصف في صَمْتِ، وَوَقَفَتِ الطَّائِرَةُ النَّفَّالَةُ العملاقة وحيدة، على غَيْرِ العادة، على رأس مدرج المطار الدائم الإزدحام، تنتَظِرُ الْإِذْنَ لَهَا بِالْإِفْلَاعِ، وَبَعْدَ انْتِظارِ طويل أَفَلَعَتْ بِشِحْنَتِهَا الْبَشَرِيَّةِ، تاركة الْأَرْضَ نَحْوَ سَماء كالحَةٍ مُكفهرة وسادَ صَمْتُ عَصِيبٌ دَاخِلَ الطَّائِرَةِ وَهِيَ تصارع الطبيعةَ الْغَاضِبَةَ، فَتَهْتَزُّ وَتَهوي، وتنطفئ الأنوار بداخلها ثُمَّ تَعُودُ إلى الاشتعال.
وَأَمْسَكَ الدكتور «هالين» بذراعي كُرْسِيِّهِ بِيَدٍ مُبْتَلَّةٍ، وَهُوَ يَنْظُرُ مِنَ النَّافِذَةِ، مُحاولاً أَنْ يَرَى شَيْئاً يَسْتَأْنِسُ بِهِ. كان الظلام كثيفاً، لا تَحْتَرِفُهُ إِلَّا وَمَضاتُ الْبَرْقِ الْوَهَاج التي كانت تَكْشِفُ عَن خُيوطِ الْمَطِرِ الْوَائِلِ الَّذِي كَانَ يُسْمَعُ وَقُعُهُ شَدِيداً على الطائرة.
وَقَصَفَ الرَّعْدُ فَهَر كيان المركبةِ الصَّحْمَةِ، والطفَاتُ أَنْوارُها ثُمَّ عادت.. وَمَرَّتْ سِتّونَ دَقِيقَةً بثوانيها في ذَلِكَ الطَّقْسِ الْمُتَوَحْشِ، وَرُكَابُ الطَّائِرَةِ مُسَمَّرُونَ إلى مَقاعِدِهِمْ ... وأخيراً وَجَدَتِ الطَّائِرَةُ مَخْرَجًا مِنْ خِلالٍ فَجْوَةٍ وَاسِعَةٍ في الغيوم، فَانْطَلَقَتْ نَحْوَ سَمَاء زرقاء تتلالاً بالنجوم بعيداً عَنْ غَضَبِ الْعاصِفَةِ.
وَلِأَوَّلِ مَرَّةٍ سُمِعَ صَوْتُ الرُّبَانِ في بوق الطَّائِرَة، يُرَحْبُ بِالْمُسَافِرِينَ بِصَوْتٍ نَاعِمٍ مُسْتَرْحَ:
سيداتي وسادتي، مَرْحَباً بِكُمْ عَلى مَتْنِ طائرتنا. لابدَّ أَنَّكُمْ لاحَظتُمْ أَنَّنا كُنَّا نُصارعُ عَاصِفَةً هَوْجَاءَ طوال السنين دقيقةً الْفَارِطَةِ، وَبِفَضْلِ أجهزتنا الحديثة اسْتَطَعْنا تفادي نُقط الخطر فيها. وَقَدْ أَصْبَحَتِ الْعَاصِفَةُ وَرَاءَنَا، وَهُنَاكَ
إرسال تعليق