النص السماعي مِذْياعُ جَدِّي pdf
مرحبا بك في مدونة معلمي؛
نقدم لك النص السماعي التقويمي مكتوب مِذْياعُ جَدِّي pdf
- مرجع : المنير في اللغة العربية المستوى الخامس من التعليم الابتدائي
- الوحدة الثالثة : وسائل الاتصال و التواصل
- الأسبوع: الخامس
الأسبوع الخامس من الوحدة الثالثة وسائل الاتصال والتواصل
مذياع جَدَي
ما أَنْ تَبْتَدِى الْعَطلَةُ، حَتَّى أكون رفقة أسرتي في البادِيَةِ عِنْدَ جَدي، فَهُوَ رَجُلٌ طَيِّبٌ وَكَرِيمٌ، يُحِبُّ عَمَلَهُ في مَزْرَعَتِهِ ويهتم كثيراً بأشجار الزيتون الزيت خصوصاً في موسم جنيها، إعْتَادَ أَنْ يَأْخُذَنِي معة مَعَهُ. صباح صباح كل يَوْمٍ وَيَعْلَمَنِي كَيْفَ يُشَدِّبُ الْأَغصان وَيَسْقِي المروج وَيُوَسِعُ الأحواض كُنتُ أَرى فِي عَيْنَيْهِ نَشْوَةَ الْفَرَحِ وَهُوَ يَسْتَغِلُ فِي صَمْتِ وَمِمَّا دعاني إلى الاستغراب هو أن المذياع لمْ يَكُنْ يُفَارِقُهُ أَثْنَاءَ عَمَلِهِ، يُعلقه على غصن إحدى الشجرات بعدما يُشغله، ويقول لي مازحاً: " إياك يا سامي أن تقترب مِنْهُ". وَفِي يَوْمٍ مِنْ أَوْقَاتِ الظهيرة، انتهى مِنْ عَمَلِهِ وَجَلَسَ بِجَنْبي مُبتسماً، باغثتُهُ بِسُؤال: " لماذا تُحِبُّ الْمِدْياعَ يَا جَدي؟ أَلا تَرِى مَعِي أن وسائط التواصلِ كَثُرَتْ وَتَطَوَّرَتْ صُورَةً وَصَوْتًا وَأَنْتَ مَا تَزَالُ تحتفظ بهذا الصندوق القديم، أنظر إلى هاتفي المحمول : أخبار ومعلومات والْعَابٌ وَخَرَائِطُ وَصُوَرٌ، كُلُّ شَيْءٍ فِي هَذَا الْهَاتِفِ سَأَعْطِيهِ لَكَ هَدِيَّةً يَا جَدي".
اقْتَرَبَ الْجَدُّ مِنْ حفيده، قائلاً : " إنك لا تعرف كثيراً من الأشياء يا سامي، فَالْمَدِينَةُ لَا تُشْبِهُ الْبَادِيَةَ كَمَا تعتقد، فأنا مثلا أحب المذياع لأنه يُؤنسني في عملي، يفيدني بالاستماع إلى ما يقع في العالمِ مِنْ
أخبار، ومعرفة أحوال الطقس وَالْإِرْشَادِ الفلاحي". رد سامي: " وَهَلِ التَّلْفازُ تَنْقُصُهُ هَذِهِ الْمَعْلُومات؟"
قَالَ الْجَدُ: " وَهَلِ الْعُمَالُ يتواجدون في الْحَقْلِ أمْ فِي الْبَيْتِ؟ تصور معي لَوْ شَغْلْنَا تِلْفَازاً في هذا المكان، هَلْ تَعْتقد أن الفلاحين سَيَعْمَلُونَ؟، طبعاً لا، وبذلك سَيُصْبِحُ التلفاز مَصْدَراً لإضاعَةِ الْوَقْتِ وَالاسْتِرْحَاءِ، نَحْنُ هُنا في الحَقْلِ يا سامي مِنْ أَجْلِ الْعَمَلِ وَالاجْتِهَادِ".
اقتنع سامي وقال: " كَلَامُكَ عَلى صَوابِ يَا جَدِي".
ابْتَسَمَ الْجَدُّ وَأَضاف: " الْمِدْياعُ يا ولدي يتكلم بلهجتنا، لذلك نَفْهَمُهُ، وَيَطْرَحُ مَشَاكِلَنَا الْمَحَلَّيَةَ، وَمِنْ أَجْلِ هَذَا نُحِبُّهُ، وَيَتَحَدَّثُ عَنِ اهتماماتنا واحتياجاتنا، فنستانس به، ثُمَّ إِنَّهُ هُوَ الوسيلة الْأَوْفَرُ وَالْأَكْثَرُ شَعْبِيَّةً بالنسبة للكثير مِنْ أَبْنَاءِ الْقَرْيَةِ".
صفق سامي وقال: " لَقَدْ أَقْنَعْتَني بِأجُوبَتِك، بَلْ وَأَفَدَتْني الآنَ عَلِمْتُ لماذا تُحِبُّ الْمِدْيَاعَ أَكْثَرَ مِنْ أَيَّةِ وَسِيلَةٍ تَواصَلِيَّةٍ أُخْرى".
فريق التأليف
إرسال تعليق