النص السماعي لماذا هذه الحصون و القلاع؟ الرابع pdf
مرحبا بك في مدونة معلمي؛
نقدم لك النص السماعي لماذا هذه الحصون و القلاع ؟ المستوى الرابع من التعليم الابتدائي وفق آخر مستجدات المنهاج الدراسي المنقح الجديد.
- مرجع : الجديد في اللغة العربية المستوى الرابع
- الوحدة الثانية : الحياة الثقافية و الفنية
- النص السماعي الثاني
الوحدة الثانية : الحياة الثقافية والفنية
النص السماعي الثاني
لماذا هَذِهِ الْحُصُونُ وَالْقِلاعُ؟
بَرَعَ أَجْدَادُنَا الْمَغَارِبَةُ فِي الْمِعْمار وَتَفَنَّنوا فيه، وما زالَ الْكَثِيرُ مِنَ الْآثَارِ يَشْهَدُ عَلَى مَا بَلَغَوهُ مِنْ تَقَدُّم فِي هَذَا الْمَجَالِ .
بني يوسُفُ بْنُ تَاشَفِينَ الْمُرابطي مَدينَةَ مُرَاكُشَ وَشَيْدَ أَسْوارًا كَبِيرَةً تُحَصِّنُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ وَتَحْمِيها مِنْ هَجَماتِ الْأَعْداءِ، وَبَنى القلاع والحصونَ لِيَقْطُنَهَا الْجُنُودُ حُمَاةُ الْوَطَن .
وَفِي عَهْدِ أَبِي الْحَسَنِ الْمَرِينِي، تَمَّ تَشْدِيدُ حُصون أُخرى بالمدنِ السَّاحِلِيَّةِ. كَمَا بَنِي شَبَكَةً مِنَ القلاع الدفاعِيَّةِ عَلى طول الشواطئ الْمَغْرِبِيَّةِ بِكُلِّ مِنْ آسَفِي وَالْجَدِيدَةِ وَالرِّباطِ وَغَيْرِها .
كَانَ الْجُنُودُ يَعْتَلُونَ هَذِهِ الْقِلاعَ لِيُراقبوا الْحُدُودَ الْبَحْرِيَّةَ ، وَلأَنَّ الْأَعْدَاءَ غالباً ما يَهْجُمُونَ لَيْلاً، فَإِنَّ جُنْدِي الْحِرَاسَةِ إِذَا رَأَى سَفِينَةً لِلْعَدُوِّ مُقْبِلَةً، أَشْعَلَ النَّارَ فَوْقَ يُرْجِ الْحِصْنِ أَوِ الْقَلْعَةِ ليراها جُنْدِي آخَرَ مِنْ يُرْجِ آخَرَ ، فَيُبَادِرُ إِلى إِشْعَالِ النَّارِ بِدَوْرِهِ لِيَرَاهَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ ، وَهَكَذَا تَنْتَقِلُ الْإِشَارَةُ مِنْ يُرْجِ إِلى يُرْجِ حَتَّى تَصِلَ إِلَى السُّلْطَانِ الَّذِي قَدْ يَكُونُ بَعِيداً عَنِ السَّواحِلِ بمئات الكيلومترات، فَيَأْمُرُ الجنودَ بِإِعْدَادِ الْعُدَّةِ لِطَرْدِ الْعَدُوِّ .
وَكَانَ نَقْلُ خَبَرٍ قُدُومِ الْأَعْداءِ يَسْتَغْرِقُ لَيْلَةً أَوْ بَعْضَهَا لِيَنْتَشِرَ فِي رُبوعِ وَاسِعَةٍ مِنَ الْمَغْرِبِ .
وَنَظَراً لِلدَّوْرِ الرَّئيسِي لِلْحُصون والقلاع في حماية البلادِ ، فَقَدِ انْتَشَرَ هَذَا النَّوْعُ مِنَ الْمِعْمارِ في ربوع الْمَغْرِبِ، إِذْ لَا تَخْلُو مِنْهُ مَدِينَةٌ مِنَ الْمُدْنِ الْعَتِيقَةِ، فَأَسْوارُ مُدُنِ مَكْنَاسَ وَالرِّباطِ وفاس شاهِدَةٌ عَلى ذَلِكَ ، كَما تَشْهَدُ أَطْلالُ حضن تاسئولت بضواحي مدينة تَزْنِيتَ وَبَقَايَا قَلْعَة تاسغيموت جنوب شَرْقَيْ مُرَّاكُشَ عَلى اعتماد هذه التقنية في حماية الوطن .
لَكِنْ ، أَلا تَرَوْنَ أَنَّ الْمُدَّةَ الَّتِي يَسْتَغْرِقُهَا انْتِشَارُ الْخَبَرِ كَانَتْ طَوِيلَةً؟
مقتبس من نص للأستاذ محمد المنوني المطالعة والنصوص، ص 120 - مطبعة المعارف الجديدة
162
إرسال تعليق