النص السماعي (عودة الملك محمد الخامس) مكتوب
كتاب التلميذ: الواحة في اللغة العربية المستوى الرابع المنهاج الجديد
عودة الملك محمد الخامس
انتشر خبر نفي ملك المغرب الشرعي محمد الخامس ظهر يوم 20 غشت 1953، و شعر المغاربة بعمق الإهانة بإبعاد ملكهم عن عرشه في يوم من أقدس أيام الإسلام. و هو يوم عرفة. ليلة عيد الأضحى المبارك.
غضب الناس و هاجوا، و قامت عدة مظاهرات في شتى أنحاء المملكة، و امتنع المغاربة عن ذبح أضحياتهم يوم العيد، و التجأ الرجال إلى المساجد يرددون كلمة اللطيف بخشوع عظيم، و يلتمسون من الله القوة و الشجاعة و الصبر للقيام بواجبهم، و التضحية في سبيل إرجاع ملكهم الحبيب، و أفراد أسرته الصغيرة الكريمة إلى أحضان الأسرة المغربية الكبيرة.
و بدأت المقاومة في المدن الكبرى، و القمع الفرنسي على أشده، و ملك البلاد في منفاه السحيق! و اشتعلت نار معارك جيش التحرير و الفدائيين، فشكلت انتصارات كانت سندا لعودة محمد الخامس من المنفى بمدغشقر، و الانطلاقة لتفاوض جلالته على الاستقلال من الاستعمار الفرنسي، تلك المفاوضات التي انتهت باستقلال المغرب و عودة الملك الشرعي مرفوع الرأس إلى عرش أجداده الشرفاء المنعمين.
كان أول ما فعل الملك بعد الاستقلال هو القيام بزيارة إلى ميدان معركة الاستقلال يوم 14 يوليوز سنة 1956 و الوقوف بنفسه على قبور الشهداء الأحرار، و الترحم على أرواحهم الطاهرة.
و انضافت هذه الملحمة إلى ملاحم الجهاد العظيمة التي خاضها المغرب ضد غزاته و الطامعين في خيراته.
و لم ينتظر سجل الملاحم الذهبية طويلا لتضاف إليه، ملحمة المسيرة الخضراء المظفرة لتحرير الصحراء بقيادة المغفور له الملك الحسن الثاني و ما تلاها من مسيرات البناء و النماء في عهد الملك محمد السادس باني الحضارة الحديثة.
أحمد عبد السلام البقالي "مثلث الموت"، قصة انطلاقة جيش التحرير المغربي، نشر المندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير الطبعة الثانية 2009 دار أبي رقراق للطباعة و النشر (بتصرف)