النص السماعي (الدولاب من أسس الصناعة) مكتوب
تحميل النص بجودة عالية
مجال الفلاحة و الصناعة و التجارة
الأسبوع الثالث
الدولاب من أسس الصناعة
تخيل أنك تعيش في مكان موحش منعزل حيث لا قطارات و لا سيارات و لا دراجات، و أنه عليك السير على الأقدام إلى أي مكان تقصده! هكذا كانت حال الإنسان الأول في العصور الغابرة، و منذ الاف السنين بدأ الإنسان يستقر في الأكواخ، و اشتغل بالزراعة، و استخدم الحيوانات في تنقلاته و حمل حوائجه. و باختراع الدولاب ( العجلة) خطت الحضارات خطوة جبارة؛ و لكي تتضح إليك أهمية استخدام العجلات ضع كتابا ثقيلا على المنضدة و ادفعه فوق سطحها، ثم ضع تحتها ثلاثة أقلام رصاص مدورة، كما في الشكل و لاحظ السهولة التي يندفع بها الكتاب حينما تدرج الأقلام تحته. فالاحتكاك في حالة الدروج أقل منه في حالة الانزلاق.
و قبل اختراع الدولاب كان الإنسان يحمل نفسه أشياء، ثم بدأ في تدجين الحيوانات، مثل الثور و الحصان...، و أخذ يستخدمها في حمل الأشياء. و بشكل تدريجي بدأ الإنسان ينقل الأحمال بجر ألواح خشبية بمساعدة الحيوانات. و لعل المصريين القدماء نقلوا حجارة الأهرام بتدريجها على جذوع النخل المستديرة. و استخدموا عجلات ذات برامق تمتد من قب العجلة إلى إطارها الذي يلامس الأرض، و كانت هذه العجلات أخف و المركبات المجهزة بها أسرع. و بشكل تدريجي ثم اختراع الدولاب ذي الأشعة.
و لتسهيل انزلاق القب حول المحور يُشحم، أو يزيت، و كان الإنسان القديم يستخدم دهن الحيوانات لهذا الغرض، و مع مرور الزمن، طرأت تحسينات كثيرة على تصميم الدواليب، حيث نجد اليوم الإطار و الأصابع مصنوعة من الحديد، و حولها الاطارات المطاطية، و نتيجة لهذه التحسينات أصبح الدولاب أخف و أكفأ و أطول عمرا. لذا يمكن القول إن اختراع الدولاب إحدى أكبر نعم الله على الإنسان في تطوير حياته، و ليس من المبالغة إذا قلنا أن العالم يتقدم الىن بسرعة بمساعدة الدولاب.
أسهم في وضع النص العربية: نقولا شاهين، د يوسف دياب، أحمد الخطيب.
الموسوعة العلمية الميسرة ص 204/205،
طبع في لبنان، ساحة رياض الصلح، بيروت 2001م (بتصرف)