النص السماعي (في الطريق إلى أغمات) مكتوب
مجال السياحة
الأسبوع الثالث
في الطريق إلى أغمات
جمعني مهرجان مراكش للشعر ببعض الأدباء العربي المشاركين في المهرجان، فألحوا على أن أقوم بزيارة سياحية لقبر المعتمد ب " أغمات" رحبت بالفكرة، و قلت لهم: " إذن ترغبون في زيارة سياحية أثرية ل " أغمات" التي كانت عاصمة لجنوب المغرب قبل مراكش قالوا : "نعم، و لك الشكر" ركبنا سيارة في صباح الغد، قاصدين " أغمات" في اتجاه منتجع أوريكة و الأطلس الكبير و في الطريق بدأت أحدث رفقائي الأدباء عن تاريخ " أغمات" و مآثرها، ذكرت لهم ما وصفها به ابن الخطيب.
وصلنا " أغمات" فألح رفقائي على البدء بزيارة قبر " المعتمد" أولا، فأجبت طلبهم، و قلت " أخبركم أن يوسف بن تاشفين جمع بعض أمراء الأندلس، و منهم المعتمد في مسكنه ب " أغمات"، بعدما ضم الأندلس إلى المغرب و ها أنتم ترون أن ضريح المعتمد مزين بقبة جميلة، لها شبيهة طبق الأصل بمراكش، و ها أنتم ترون كذلك جثمان المعتمد يرقد إلى جانب قصيدة نظمها المعتمد، و أوصى أن تُكتب على قبره.
خرجنا من الضريح، و قصدنا جهات أثرية أخرى ب "أغمات" منها بقايا السور القديم، و حمام البلدة في عهدها القديم الذي يتكون من ثلاث غرف فسيحة إضافة إلى هذا الحمام، انظروا معي هذه الساقية الكبرى التي تقسم موقع " أغمات" إلى شطرين، و هذا الصهريج و " الخطارات" التي تؤكد الازدهار العمراني لأغمات.
حان موعد الغذاء فقفلنا راجعين إلى مراكش، و في الطريق خضنا في أحاديث كثيرة متنوعة، حول تاريخ المعتمد و "أغمات" و كيف أ، علماء الآثار قد جعلوا من " أغمات" قبلة للتنقيب عن الآثار، ثم سكت قليلا، و أضفت، إذا كان نعيم الشعر الذي جاءت به قريحة المعتمد قد زاد في شهرة أغمات، مما دفع العديدين إلى زيارة قبره كلما حلوا بمراكش، فإن هناك مزايا أخرى، و هي زيارة المآثر القديمة التي تشهد على تاريخها و التمتع بالمناظر الجميلة على سفوح الأطلس الكبير التي مازالت تحظى بها " أغمات" و تزيدها بهاء.
ياسين عدنان دبي الثقافية عدد : 64 سبتمبر 2010 ص. 14-16 - بتصرف