النص السماعي ( في قلب الريف) مكتوب
النصوص السماعية الخاصة بالوحدة السادسة: مجال السياحة
مجال السياحة
الأسبوع الأول
في قلب الريف
كانت السيارة تواصل الصعود بنا في الطريق الجبلية، و هي تتلوى كالثعابين و نحن نخترق جبال الريف حتى دخلنا إقليم الحسيمة، و انطلقنا صاعدين و منحدرين بين الجبال و الهضاب و السهول و الوديان...مشاهد الطبيعة من حولنا مثيرة خلابة، و نهر " الملوية" الذي يخترق جبال الريف برفقتنا، و يشق طريقه صانعا بحيرات في بعض السهول، و نجد أنفسنا و قد أطلت علينا غابات السنديان و الفلين و الصنوبر و الأرز من فوق القمم، بينما تنتشر أمامنا، على السفوح و في المنخفضات أشجار اللوز و البرتقال، و حقول الحبوب و الخضر و القطاني...
شاهدنا طوابير المزارعين يعملون في المزارع، و لفت نظرنا في لقائنا بالسكان الجبليين، أنهم أصحاب رقة...، هكذا لقيناهم في مختلف المدن التي مررنا بها...بين " أكنول" و "تركست" و " تاوريرت" و " أنوال" و " أجدير و غيرها، حتى وصلنا إلى عاصمة الإقليم " الحسيمة" القطب السياحي الذي يجلب السياح الوافدين عليها من كل أصقاع العالم، قاصدين الراحة و الاستجمام على أجمل شواطئها الواسعة، كما أن سياحة الجبل لا تقل في أهميتها على الشواطئ، و منها هذه المناطق، و خاصة عندما تكسوها الثلوج.
تقف على شرفة فندق محمد الخامس المطل على خليج الحسيمة، إنه مشهد سياحي رائع، و قبالته عدد من المنازل على شكل تجمعات سياحية، تزيد المكان جمالا و بهاء، و في الليل تبدو هذه البيوت كأنها نجوم تسطع بنور بهيج. قصدنا منتجع الحسيمة، و التقينا ببعض المسؤولين الذين رحبوا بنا و شرحوا لنا معنى الحسيمة التي تعني " الخزامة" .
اختلت الحسيمة في الستينيات و أواخر السبعينيات من القرن الماضي مكانة ممتازة و مركزا مهما في الميدان السياحي باعتبارها قطبا سياحيا قائما بذاته، و تم اختيارها من ضمن خمس مناطق، كان لها أولوية الإعداد لمؤهلاتها التي تشكل مساحة سياحية متكاملة من مناظر طبيعية خلابة إلى غابات كثيفة، هي مقصد السياح الذين يفدون عليها من كل أصقاع العالم قاصدين الراحة على أجمل الشواطئ المغربية الطبيعية الفسيحة.
سليمان مظهر، العربي، عدد 345، أغسطس 1978، ص. 70- بتصرف