النص السماعي (تلاميذي) مكتوب
مجال الحياة الثقافية و الفنية
الأسبوع الرابع
تلاميذي
أبنائي: أعزكم الله و بارك فيكم، اعلموا أن الأستاذ لا ينظر إلى تلميذه بعين الغضب، أو يضطر لمعاقبته، إلا أذا رأى منه اعوجاجا أو تهاونا، فلا تظنوا أسلوك الأستاذ مبعثه البغض أو الكره، و إنما هي صورة للحب الصادق و المسؤولية الكبرى، و الأستاذ بمنزلة الطبيب الرفيق بمريضه، يحاول شفاءه بكل الأدوية المرة و الحلوة، و أستاذكم أول من سيفتخر بكم إذا أحسنتم السير، و قدمتم أعمالا صالحة يرقى بها الوطن.
تلاميذي: تعودوا على تعلم العلم، فإن اللذة العلمية وحدها تفوق كل لذة في هذه الحياة، لانها تخفف على صاحبها كثيرا من مشاق الحياة، و كلما زاد الإنسان علما، ازداد شوقا إلى الاستزادة من المعرفة، فابذلوا النفس و النفيس في نشر التعليم، و غرس التربية و التهذيب بين طبقات الأمة؛ عندما تكونون في منزلة المسؤولية، علموا أطفالكم و الأميين ما استطعتم، فالجهل ظلمة و أي ظلمة، و إن تبعة الذنوب التي تجري هذه الظلمة عائدة عليهم؛ علموهم، فإن سعادة الأمة بعدد المهذبين من أبنائها.
تَلاميذِي: أَنْصَحُكُمْ بِالتَّعَوُّد عَلى المُطَالَعَةِ، فهي غذاء النفوس، و مرشدة إلى طريق الحق، و داعية إلى منهج الصدق، بل هي صديقة، و لتكن مطالعتكم في المطبوعات العلمية و الأدبية.
اغنموا و قتكم، و لا تضيعوا منه لحظة، فإن ضياع الوقت في الصغر يعقبه الندم في الكبر و ضياع الوقت خسارة كبرى يتبها ندم مرير، لأنه إذا ضاع منا شيء نفيس يمكن أن نرده مع الأيام، و لكن ضياع الوقت يعني ضياع العمر، و هذا لا يمكن رده، و لو بذلنا في سبيله ملأ الأرض ذهبا، لأ، الوقت أثمن من الذهب، و أعز منه؛ و لتعلموا أن اللذة الكبرى هي أن يكون الإنسان قوة عاملة ذات أثر خالد في العالم، و الله سبحانه و تعالى يهديكم إلى الصراط المستقيم.
المؤلفون