مستجدات تدريس العربية بالابتدائي 2019 2020
مادة اللغة العربية في سلك التعليم الابتدائي
1. مبادئ و اعتبارات عامة
تعد ملاءمة البرامج و التوجيهات الخاصة بمادة اللغة
العربية، للسنوات الست من التعليم الابتدائي ، مع المستجدات التربوية المختلفة،
عملية ضرورية تستهدف تطوير آليات تعليم اللغة و تحسين تعلمها، وفق متطلبات المقاربة
بالكفايات و مقتضياتها. لهذا الغرض تم استحضار مجموعة من الاعتبارات، و اعتماد عدد
من المبادئ العامة التي تفرضها خصوصيات المتعلم و المتعلمة في المدرسة الابتدائي،
و طبيعة المادة، و منهجية تدريس مكوناتها، و الرغبة في تمكين المتعلم و المتعلمة
من الكفايات اللغوية المناسبة لهذا السلم. و فيما يأتي مجمل تلك المبادئ و
الاعتبارات:
مبدأ " اعتماد المداخل الثلاثة للمنهاج" :
مدخل القيم: (قيم الدين الإسلامية السمح؛ قيم الهوية
الحضارية و مبادئها الأخلاقية و الثقافية؛ قيم المواطنة؛ قيم حقوق الإنسان و
مبادئها الكونية).
مدخل الكفايات: حيث يتم التركيز على تمكين
المتعلم"ة" من استثمار تعلماته في وضعيات لها دلالة وظيفية في حياته و
مجتمعه، بحيث يتم إضفاء الفعالية على الممارسة التعليمية التعلمية، و الاهتمام
بحاجات المتعلم" ة" ؛
مدخل التربية على الاختيار، و المتمثل في تأهيل
المتعلم"ة" لاكتساب القدرة على التمييز و اتخاذ القرار المتسم بالوعي، و
التصرف السليم في مواقف مختلفة بناء على تفكيره الشخصي و تحليله الخاص.
مبدأ "التمركز حول المتعلم(ة)":
تعتبر المقاربة بالكفايات المتعلم(ة) محورا للتفكير و
الاهتمام و العمل، و فاعلا أساس في النسق التعليمي التعلمي، من خلال إسهامهما
الوازن في التعلم لتنمية معارفه(ها) و قدراتها(ها) و مهارته(ها) و اتجاهاته(ها)
لبناء كفاياته(ها).
و من تم فإن الممارسة البيداغوجية في المدرسة و المضامين
و المحتويات المسطرة في برامج اللغة العربية يجب أن تنطلق من الطفل و تعود إليه، و
تعتبره شريكا أساس و فاعلا حيويا في الوضعيات و الأنشطة التعلمية المختلفة.
مبدأ " الانغماس اللغوي":
يقتضي هذا المبدأ استعمال اللغة العربية الفصيحة، في
التواصل المدرسي اليومي، و في جميع الأنشطة التعليمية التعلمية للمواد الدراسية
التي تقدم اللغة العربية، بما في ذلك باقي أنشطة الحياة المدرسية، حتى تتاح
للمتعلم (ة) فرص كافية للتمرن على استعمال النسق الفصيح للغة العربية، و اكتساب
ملكة التعبير و الكلام بسلاسة و يسر، و التواصل الوظيفي بلغة عربية سليمة و دالة و
من تم فاللغة العربية، حسب هذا المبدأ، يتم تعلمها و توظيفها باعتبارها هدفا في حد
ذاته، و /أو مادة أداتي بالنسبة لمواد دراسية أخرى باعتبارها لغة التدريس الأولى و
الأساس، و أداة للتواصل في الحياة.
مبدأ " الوحدات":
يتضمن برنامج كل سنة دراسية ست وحدات تتناول ستة مجالات
دراسية، يستغرق تنفيذ الوحدات منها خمسة أسابيع، حيث تخصص الأسابيع الأربعة الأولى
لتقديم التعلمات و بنائها و تتبع أداء المتعلمين و المتعلمات فيها بشكل يومي، عبر أنشطة
تعليمية تعلمية تنطلق من وضعيات ملائمة متنوعة أو مهام مركبة مناسبة؛ ثم يخصص
الأسبوع الخامس لأنشطة التقويم و الدعم المتعلقة بحصيلة الوحدة لتشخيص صعوبات
التعلم و العمل على معالجتها و تحسين المردودية التعلمية بشأنها.
مبدأ "التكامل" :
يتجلى هذا التكامل عبر مستويين أساسيين هما: مستوى
المجال الذي تتمحور حوله مختلف دروس الوحدة ؛ و مستوى البناء الهيكلي لحصص مختلفة مكونات
المادة عبر الأسابيع الخمسة للوحدة ، بحيث تتكامل مكونات مادة اللغة العربية من
خلال الربط الوثيق بين مهارات الاستماع و التحدث و القراءة و الكتابة بطريقة تتآلف
فيها المهارات اللغوية، و تدعم اكتساب المتعلم (ة) لكل مهارة منها. و ذلك بالإضافة
إلى مراعاة أهمية تكامل اللغة العربية مع المواد الدراسية الأخرى.
مبدأ " الإضمار و التصريح":
يقتضي هذا المبدأ تمرير الظواهر الأسلوبية و التركيبية و
الصرفية و الإملائية بشكل ضمني في السنوات الأولى و الثانية و الثالثة ابتدائي، و
يتم التصريح بها في المستويات الرابعة و الخامس و السادس ابتدائي، على أن يتدرج
هذا التصريح نفسه من التحسيس و التلمس إلى الاكتساب ثم إلى الترسيخ و التعميق.
مبدأ " التدرج و الاستمرارية":
يتجلى ذلك في تنامي هندسة الأنشطة اعتمادا على :
ü
التدرج في بناء الكفايات: حسب نوع القدرات من
البسيطة إلى المركبة ، و حسب المضامين و طبيعة المنهجية و المستويات الدراسية
للتعليم الابتدائي.
ü
التدرج باعتباره اختيارا ديداكتيكيا من خلال
الارتقاء السلس و المتبصر بالممارسة الديداكتيكية مراعاة لقدرات المتعلمين و
المتعلمات و تطور حاجاتهم التربوية.
ü
التدرج داخل المستوى الواحد و من مستوى لأخر
فيما يخص النصوص و الأنشطة.
مبدأ " التركيز على الكيف":
يتم ذلك بالتركيز على ملمح التخرج، و على الكفايات
المسطرة في البرنامج ، و كذا على الأوليات و تبعا لخصوصيات المتعلمات و المتعلمين
في كل سلك تعليمي، و تجاوز التراكم الكمي للمضامين المعرفية، مع الحرص على توفير
حد أدنى مشترك بين جميع المتعلمات و المتعلمين.
مبدأ " التنوع البيداغوجي و الديداكتيكي":
من خلال:
ü
تنويع البيداغوجيات ( البيداغوجيا الفارقية،
بيداغوجيا الخطأ، بيداغوجيا اللعب، بيداغوجيا المشروع، بيداغوجيا احل
المشكلات....)؛
ü
تنويع الوضعيات التعلمية خلال بناء التعلمات
و اكتسابها أو تقويمها و دعمها؛
ü
توفير أدوات ووسائط بيداغوجية متنوعة بسيطة و
مركبة و ابتكارها، حسب الحاجة إليها مثل الصور، و اللوحات القرائية، و الجداول، و
مجلة القسم، و ركن القراءة، و المعامل التربوية و المكتبات المدرسية، ووسائط
رقمية، و أدوات عينية، و المشاهد، الخ ....)؛
ü
نهج طرائق و تقنيات تنشيط متنوعة تناسب باقي التوجيهات
المتعلقة بالأداء الديداكتيكي ضمن تخطيط قبلي ييسر تدبير التعلمات ( عمل فردي و
جماعي و عمل في مجموعات، وضعيات جلوس متنوعة، تقنيات مختلفة، ....الخ)؛
ü
الاستعانة بمعينات ديداكتيكية متنوعة تسهم في
بناء المفاهيم و اكتساب المهارت و إنماء الكفايات؛
ü
تطبيق مهارات التفكير الاستراتيجي داخل القسم
من استقصاء، و استقراء، و استنتاج، و ربط للنتائج بالأسباب، و بحث عن حلول
ابتكارية.
مبدأ " الملاءمة و إعطاء معنى للتعلمات" :
إن المتعلم (ة) يتفاعل بيسر مع المضامين التي تشكل معنى
بالنسبة إليها، و تكون لها علاقة بمكتسباته؛ فمن المناسب إذن اعتماد وضعيات دالة و
مهمات مركبة، عن طريق اعتماد حوامل لها علاقة بالمتعلم(ة)، من حيث مبناها (صيغتها)
و مضمونها، و ذلك من أجل:
ü
جعل التفاعل مع الوضعيات و المهمات المركبة
تلقائيا حتى لا يكون الحامل عائقا؛
ü
جعل التعلم ذا جدوى بالنسبة للمتعلم (ة)
ليبذل جهدا في التعامل مع الوضعيات المشكلة و المهمات المركبة المقترحة عليه؛
ü
جعل المتعلم (ة) يتمثل القيم الإيجابية
لمحيطة المادي و الاجتماعي و الثقافي و ينخرط فيه؛ و في انفتاحاته الكونية أو
الإنسانية.
ü
تزويد المتعلم بتغذية راجعة و ملاحظات بناءة
و مستمرة ليكون التعلم ذا جدوى.
مبدأ " التقويم و الدعم المنتظمين" :
يعتبر اعتماد آلية التقويم و الدعم سيرورة ملازمة
للعلمية التعليمية التعلمية، لضمان التحسين المستمر للمردودية التربوية، و تكييف
الممارسة البيداغوجية و الديداكتيكية مع حاجات المتعلمات و المتعلمين، و تحقيق قيم
العدل و المساواة و الإنصاف، و تكافؤ الفرص. و يشترط في التقويم أن يكون مرتبطا بتغذية
راجعة فورية و مستمرة لكي يسهم في تحسين التعلم و حفز المتعلم إلى بذل الجهد
للتمكن من المهارات المطلوبة.
مبدأ " نسقية اللغة " :
تعتبر اللغة العربية نسقا تاما منسجما و ليس مكونات
لغوية مجزأة و مستقلة ، لان ذلك التجزئ ما هو إلا فصل منهجي و تقني لأغراض مدرسة
محضة، أما اكتساب اللغة فيتم بشكل نسقي و مندمج و متكامل لا يكون في الفصل بين
مكوناتها. من هذا المنطلق عمد برنامج اللغة العربية في المدرسة الابتدائية إلى
تأجيل التصريح بالقواعد اللغوية حتى السنة الرابعة الابتدائية لتيسر تعامل المتعلم
(ة) مع اللغة بشكل وظيفي و تركيبي يستهدف بناء الكفاية اللغوية بشكل شمولي، لأنه
يمارس اللغة في حياته اليومية باعتبارها أنساقا لغوية.
مبدأ " التوليف من أجل الاستثمار" :
يقتضي إيجاد تمفصلات بين التعلمات المكتسبة تعبئة
المعارف و المهارات و القدرات و القيم الملائمة حل وضعيات و مهمات مركبة، على أن
يتم توليف التعلمات و تعبئتها بشكل مندمج و متضافر لأداء المهمة المطلوبة بنجاح.
مبدأ " التفويض التدريجي للمسؤولية":
يعتمد التفويض التدريجي للمسؤولية على التهيئة، ثم نمذجة
الأستاذ (ة) للاستراتيجية أو المهارة المستهدفة، بحيث يشخص كيفية إنجاز الإستراتيجية
المقصودة أمام المتعلمات و المتعلمين، واصفا بصوت مسموعة ما يجري في ذهنه، و ما
يستعمل من عمليات عقلية و يستعين به من معارف و مؤشرات أثناء إنجازه، لينخرطوا بعد
ذلك في ممارسة موجهة، ثم ممارسة مستقلة للوصول إلى تطبيق يعزز إتقان المهارة و
استخدامها في مواقف جديدة. و ذلك على نحو ما هو موضح لاحقا في سياق الخطوات و
الاستراتجيات المتداولة في تدريس القراءة.