النص السماعي (الممثل الصامت)
النصوص السماعية للوحدة الثانية
النص السماعي 1
الممثل الصامت
في حي شعبي قديم، تسكنه عائلة فقيرة، كان شارلي يلتقي بأصدقائه، و يلعب معهم، و يقلد أمه و أباه الممثلين. و هكذا ظهرت ميوله إلى فن التمثيل بين أقرانه في الحي؛ لكن موهبته لم تظهر لا عندما فقدمت أمه صوتها و هي تمثل على الخشبة في قاعة العرض. في هذه اللحظة قفز شارلي إلى الخشبة، و ناب عنها بأغنية من أغاني الطفولة الجميلة.
فما لبث الجمهور أن مال طربا مع الأغنية. و انطلق يمطر الخشبة بالنقود، فتوقف شارلي عن الغناء قائلا: " سأجمع النقود أولا ثم أغني."
و هنا انفجر الجمهور ضاحكا، فكانت هذه أول ضحكة في سلسلة من الضحكات المتوالية التي لم تنقطع إلى الآن. يقول شارلي عن بداية حياته السينمائية: " كنت في الأستوديو مع مخرج كبير فطلب من أن أقوم بدور مضحك. لبست سروالا فضفاضا و انتعلت حذاء كبيرا، ووضعت على رأسي قبعة صغيرة، و أخذت عكازا، ثم تقدمت و إذا بي أتعثر و أدوس رجل سيدة، فالتفت إليها، و خلقت القبعة متعذرا. واصلت طريقي، فدست صندوقا خشبيا، فالتفت إلى الصندوق، وخلعت القبعة، كما فعلت مع السيدة سابقا. فما كان من المصورين إلا أن أطلقوا ضحكات عالية. و منذ ذلك اليوم، بدأت أشق طريقي، حتى وصلت إلى ما وصلته من نجاح وفخر."
استعمل هذا الممثل العالمي لغة عالمية مشتركة بين الشعوب في كل أعماله، إنها حركات الجسد الأكثر فصاحة من اللسان. و لهذا بقي شارلي صامتا في الكثير من أشرطته.
العربي الصغير، عدد 129، يونيو 2003، (بتصرف).