نص حكاية جدتي و الدراجة مكتوبة pdf
مجال الرحلات و الأسفار
الحكاية الثانية
جدتي و الدراجة
جاءت عطلة الربيع، و قررت أسرتي قضاء الإجازة في منزل جدتي عائشة بقرية بجبال الأطلس المتوسط. جمعنا كل ما يلزمنا، و لم أنس دراجتي الزرقاء التي نحبها أنا و جدتي عائشة.
كانت السماء زرقاء صافية، و العصافير تزقزق فوق الأغصان. و صلت بنا السيارة إلى القرية. كانت جدتي عائشة تقف أمام باب المنزل في استقبالنا. نزلت والدتي تحمل أختي الصغيرة، و نزل والدي. أما أنا، فقد انطلقت نحو الحظيرة حيث الطيور و الدجاج و القطط و الأرانب و الخراف الصغيرة.
صباح اليوم الثاني، قررنا أنا وجدتي أن نذهب في نزهة على الدراجة باتجاه منبع نهر " أم الربيع" القريب من المنزل. أعدت جدتي بعض الفواكه. و لما خرجت قطبت حاجبيها، و سألت: " ما هذه الخوذة التي تضعها فوق رأسك يا أحمد؟" أجبت: " هذه الخوذة لحماية الرأس يا جدتي. " قالت: " إنها فكرة رائعة! " ثم دخلت إلى المنزل و عادت مبتسمة. نظرت إليها متسائلا: " ما هذه التي تضعينها فوق رأسك يا جدتي؟! ردت قائلة: " لقد أعجبتني خوذتك. أظن أن هذه القبعة قد تحمي رأسي أيضا."
عندما وصلنا إلى منعطف، حاولت الالتفاف فانحرفت دراجتي عن الطريق، و ارتطمت بصخرة كبيرة. طرت في الهواء، و لمحت جدتي تطير في الهواء أيضا.
وقفت و سألتني: " هل أنت بخير يا أحمد؟" قلت :" نعم يا جدتي، و أنت؟" أجابت: " أنا بخير و الحمد لله."
عانقت جدتي و قلت لها:
" عندما تأتين لزيارتنا في المدينة يا جدتي، سنذهب إلى السوق لشراء خوذة لك!"
أجابت جدتي:
" و لكني أريدك أن تترك لي دراجتك الزرقاء هنا، لأن الخوذة وحدها لا تكفي." ضحكنا أنا وجدتي، و تابعنا النزهة باتجاه منبع نهر " أم الربيع".
هيفاء زهراء – جدتي و الدراجة (بتصرف) دار المنهل