نص حكاية العصفور المتهور مكتوبة pdf
الوحدة : 3 – الأسبوعان : 3 و 4
مجال الوقاية من الأخطار
الحكاية الثانية
العصفور المتهور
كانت الطيور قد آوت إلى الشجرة الكبيرة، و توزعت على أعشاشها بعد ليلة ممطرة، فأفاق كبير العصافير فجرا، و أيقظ كل الطيور و قال : " ها يوم قارس و ممطر، على كل عصفور أن يلزم عشه، حذار! فالعاصفة قوية قد تقتل بعضكم، فاجتمعوا و لا تتفرقوا!" استمعت الطيور إلى تحذير كبير العصافير، و جهمت في أعشاشها، فلم تخرج إلى جولتها السماوية.
قال فرخ صغير لأمه:
هل عمنا الطائر الكبير صادق بنصائحه؟
نعم يا بني! إنه يعرف أن كثيرا من الطيور ماتت من البرد و المطر.
أظن أنه عجوز خواف! لن آخذ بنصيحته، إني قادر على الطيران، و سأقوم بتمارين رياضية يوميا.
حذار يا بني! لا تغامر ! فالطقس غير صالح لتعلم الطيران.
حرك الفرخ جناحيه و طار في الفضاء، فصارت الرياح القوية تدفعه حيثما تشاء. داخ العصفور الصغير، و فقد توازنه فسقط مغشيا عليه.
كفت الأمطار عن الهطول. أشرقت الشمس على الحقول. تحركت الحيوانات. تفقد الفلاح غرسه و مواشيه، أما العصفور الصغير فكان ملقى على الأرض يتنفس بصعوبة و هو يقول:
أين أنت يا ماما؟ إني نادم ! لم أسمع نصيحتك و لم أبال بالخطر! لقد كنت عنيدا سامحيني! ليتني عملت بنصائح كبير العصافير!
حين صارت الشمس في كبد السماء، سرح الثعلب نظره في الأفق البعيد، و تشمم رائحة منبعثة من الأرض، فمشى خطوة، خطوتين، ثلاثا ثم وقف لأنه رأى شيئا يتحرك. اقترب منه و تشممه، ثم رجع يائسا من أي صيد. لكن العصفور الصغير تحرك، فرجع الثعلب.حينئذ رأى العصفور الصغير.
قال الثعلب بلهجته الماكرة، " ما أشهى هذا الفطور!" مد يده و حمل الفرخ و فتح فمه ليلتهمه. لكنه سمع نباح كلب يقترب منه، فرمى الفرخ و هرب. استجمع العصفور الصغير كل قوته وطار. و لما أصبح في الفضاء بين العصافير قال : " أيها الصغار، قوا أنفسكم المخاطر، و اعملوا بنصائح الكبار!.."
منصف المزغبي- كتاب العربي- عدد 235 : أبريل 2012