نص حكاية جمعية رعاية اليتيم مكتوبة pdf
الوحدة : 2 – الأسبوعان : 3 و 4
مجال الحياة التعاونية
الحكاية الثانية
جمعية رعاية اليتيم
سمعت الحمامة صوتا قرب عشها، فهبت مذعورة و إذا بالهواء يقول لها: "
لا تخافي أيتها الحمامة! أنا النسيم رسول
الخير، جئت إليك بخبر محزن."
همس في أذنها ببعض الكلمات، فانطلقت مع رفيقاتها متوجهات نحو المكان الذي
دلهما الهواء عليه. إنه بيت عتيق هدمته المياه الجارفة، جلست بجانبه طفلة لا
تتجاوز العاشرة من عمرها، ترتجف من البرد و الجوع و الخوف. كانت نحيلة الجسم،
جميلة الوجه، سوداء العينين، ذات شعر أسود طويل يسترسل على كتفيها...تبكي بألم، و
دموعها تنحدر من الخدين.
سألتها الحمامة:
ما اسمك يا صغيرتي؟
اسمي سمر.
لا تخافي يا سمر! لن أتركك أبدا، ما
أكثر القلوب الرحيمة المؤمنة بعمل الخير!
أشعلت الحمامة النار في الموقد، ووضعت فيها الأغصان اليابسة، و أخذت
الحمامات ترفرف فوقها بأجنحتهم كالمراوح لتزيدها اشتعالا. فدب الدفء في جسم
الطفلة، و عاد النشاط إليها بعد أن أكلت و شبعت، و أحاطت الحمائم بالصغيرة يحكين
لها حكايات ممتعة.
قصدت الحمامة خروفا كان يرعى في المرج، فقالت له:
أيها الخروف الوديع، أتعطيني بعض الصوف لأصنع منه لباسا لسمر؟
بكل سرور و محبة، خذي ما تشائين.
قصت الحمامة الصوف و ذهبت به إلى النساج، فرحب بها وحاك لها ثوبا ناعما من
الصوف، ثم حملته إلى الخياطة و طلبت منها أن تخيط كسوة للطفلة المسكينة. قالت
الخياطة:
هذا عمل عظيم! أعدك أنني سأخيط لها فستانا لم تلبس بنت مثله قط!
أقامت الحمامة حفلة تكريمية للذين أسهموا في هذا العمل النبيل، و دعت إليها
جميع العصافير. اشتركت البلابل و الحساسين في تغريد جميل و زقزقة رائعة، و سمع
الناس هذه الموسيقى فجاؤوا إلى مكان الحفل، و لما عرفوا قصة سمر، دبت الحماسة في
نفوسهم فأسسوا: " جمعية رعاية اليتيم."
و في نهاية الحفل وقفت سمر فوق المنصة و قالت:
أشكركم جميعا، لأنكم تعاونتم و ساعدتموني، فأنقذتهم حياتي، و أعدتهم
السعادة إلى قلبي.
عن لغتي " بتصرف" دار الشمال. لبنان. 1998