نص حكاية عودة النهر مكتوبة pdf
المفيد في اللغة العربية المستوى الثالث ابتدائي
الوحدة: 5 الأسبوعان: 1 و 2
الحكاية الأولى: مجال الماء و الحياة
عودة النهر
اعتاد عادل في كل عطلة أن يزور القرية التي يقطنها جده، فيقضي بها أسعد أوقاته، يتنزه على ضفاف النهر إلي يمر وسطها، و يصيد أسماكه بصنارته.
في الصيف الفارط زار عادل القرية، ففوجئ باختفاء النهر، و لم ير سوى مجراه الجاف و أرضه المتشققة. لا ماء و لا أسماك. الأزبال تغطي النهر، و روائحها تزكم الأنوف، و غير بعيد تجمع الأهالي يحفرون بئرا. سأل عادل جده: " ماذا جرى للنهر؟" فأجابه بحسرة: " أهمل الأهالي صيانة النهر و نظافته، و تناسوا أنه مصدر خيرهم، فتوقف عن الجريان. حفروا الآبار لكن دون جدوى. و لم نعد نجد المياه الكافية لسقي ماشيتنا و ري بساتيننا."
توجه عادل نحو الأهالي و خاطبهم:
الحل لدي إذا أردتم النهر.
و ما هذا الحل أيها الذكي الصغير؟
اعتذروا إلى النهر عن إهمالكم له، فالنهر غاضب منكم.
و كيف نعتذر إلى نهر ؟ هل تمزح معنا؟
الاعتذار يكون بتنظيف مجرى النهر من النفايات.
أخذ الرجال برأي عادل، و راحوا ينظفون مرجى النهر أملا في عودة المياه. انقضى فصل الصيف و الخريف، لكن النهر لم يعد. بدأ الشك يعتري الأهالي، و ما إن حل عادل بالقرية مرة أخرى حتى بادروه بالسؤال: " أين صديقك النهر يا فتى !؟ لقد عملنا بنصيحتك، لكن النهر لم يعد." تبسم عادل، و هو ينظر إلى السماء الملبدة بالغيوم، ثم قال: "عليكم بالانتظار قليلا، فما أضاعته أيديكم في سنين، لا يعود في شهور."
هبت الرياح معلنة قدوم الشتاء، فهطلت الأمطار، و سالت الجداول، ثم أشرقت شمس الربيع الدافئة. ذابت الثلوج المتراكمة على الجبال. و تدفقت المياه و انهمرت العيون، فعاد النهر يجري من جديد. ابتهج الأهالي بعودة المياه. و عاهدوا عادلا على صيانة النهر و المحافظة على نظافته.
دنيا زاد السعدي: سلسلة واحة و حكايات – بتصرف-