نص حكاية ما أثمن الماء مكتوبة ! pdf
الوحدة الخامسة: الماء و الحياة
الحكاية الأولى
ما أثمن الماء!
كان سالم تاجرا ذكيا يبحث عن تجارة مربحة تجعله غنيا.
كان يسافر عابرا الصحاري بالليل و النهار.
في أحد الأيام، سمع سالم ببلاد الكنوز فقرر السفر إليها ليتاجر و بالأموال يفوز
أعد راحلته ثم شق الصحارى إلى أن وصل بلاد الكنوز.
لحست حظه، بأغلى الأثمنة باع كل بضائعه.
قرر العودة إلى دياره فأعد الراحلة.
امتطى ناقته و انطلق حتى وصل إلى الصحراء فبدأ يأكل ما معه من طعام، و بعد قليل، شعر بالعطش فبحث عن قربته فوجدها خاوية.
عاين القربة فاكتشف أن بها ثقبا كان سبب نفاذ الماء.
جلس ينظر يمنة و يسرة و يقول:
يا حسرتي على هذه الحال، لن أتمتع بهذه الأموال!
مر الوقت و سالم يلتزم الصمت، يفكر في أولاده و من يعيلهم بعد هلاكه.
فجأة، بدت له راحلة من بعيد، فأخذ يلوح لراكبها.
انتبه له صاحب الناقة و أقبل نحوه، وما إن وصل إلى سالم حتى سأله قائلا:
لماذا تلوح يا رجل و ما حاجتك؟
أجابه متلعثما: أنا أموت عطشا، هل معك ماء؟
نظر إليه البدوي و رأى أنه تبدو عليه علامات الثراء، فقال له:
من أنت؟
قال سالم: أنا تاجر، فقدت كل ما كان معي من ماء.
قال البدوي:
أنا لا أملك سوى هذه القربة، و لن أعطيها إلا لمن يقدر ثمنها.
فهم سالم أنه يطمع في أمواله فقال له:
بكم تبيعها؟
أجابه: بنصف ما تملك من المال.
قبل سالم و أخذ القربة ثم شرب حتى ارتوى، بعد ذلك شكر البدوي و أعطاه جبنا لذيذا فتناوله بشهية.
و من شدة ملوحة الجبن، شعر البدوي بعطش شديد فطلب منه ماء.
أجابه سالم ساخر:
أنا لا أملك سوى شربة الماء هذه، و لن أعطيها إلا لمن يقدر ثمنها.
وافق البدوي قائلا: هزم ذكاؤك طمعي.
أجابه سالم:
لن أخذ منك إلا ما أخذت مني.
المغامرات و الذكاء/ مناهج فوق الرمال (بتصرف)