نص حكاية الفلاح و الثور مكتوبة pdf
الوحدة: 4 الأسبوعان : 1و 2
مجال المهن و الحرف
الحكاية الثانية: الفلاح و الثور
يحكى أن بغلا ضخما و ثورا سمينا كانا يعيشان معا في زريبة. اعتاد صاحبهما الفلاح أن يربطهما معا بالمحراث لحرث الأرض، فأصبحا جارين صديقين في الحقل و الزريبة.
ذات يوم قال الثور للبغل : " لقد تعبنا في الحرث، و لم يشغل الفلاح غيرنا لإراحتنا. ما رأيك أن نلعب دور المريضين ليريحنا؟" أجاب البغل : " كيف نتمارض و موسم الحرث قصير؟ صاحبنا يهتم بنا طول العام." رد الثور باستهزاء: " إنك غبي! اصبر أنت للعمل المضني، أما أنا فسأتمارض."
تظاهر الثور بالمرض، فقدم له الفلاح الأعلاف و تركه يستريح. عاد البغل في المساء مرهقا فسأله الثور: " ما أخبارك؟" أجاب البغل: " بذلت جهدا أكثر لأعوض غيابك." تهلل وجه الثور فرحا و سخر بالبغل لأنه يرفض أن يتمارض ليستريح معه. سأل الثور البغل: " ألم يحدثك الفلاح بشيء عني؟" أجاب البغل: " لم يتحدث معي لأنه كان منشغلا مع الجرار." هنا انهار الثور، و أدرك أن الفلاح سيقدمه للذبح لأنه لم يعد صالحا للعمل.
في صباح الغد حضر الجزار، و قاد الثور إلى إسطبله في انتظار السوق الأسبوعي لذبحه في المسلخ. ظل الثور طول اليوم يفكر في مصيره، فبادرته جارته الجديدة البقرة: " مرحبا بك ! لماذا تبدو مهموما؟" حكى الثور حكايته للبقرة، فأخبرته بأن صاحبنا الجزار لا يذبح إلا البهيمة السليمة صحيا و السمينة لحما، و لا يقودها إلى المسلخ إلا إذا فحصها الطبيب البيطري، و أكد خلوها من الأمراض، و ما أظن إلا أنك ثور سليم و سمين و صالح للذبح. يبدو أنك أنت الغبي و ليس البغل. لم تفكر في العواقب قبل أن تتظاهر بالتمارض.
أحس الثور بسوء تصرفه، و ندم على ما قام به، فانسكبت الدموع من عينيه و هو يردد: " لا ينفع الندم بعد فوات الأوان."
المؤلفون