نص حكاية النهر يغضب مكتوبة pdf
النهر يغضب
كانت نجمة تجلس كل صباح على ضفة النهر تتأمل مياهه الصافية، و أسماكه الوفيرة و هي تسبح و تتسابق.
ذات يوم، دنت سمكة من نجمة و قالت لها:
مرحبا بك يا نجمة.
دهشت الفتاة لما سمعت، فسألتها:
أتعرفين اسمي؟
قالت السمكة:
أكيد، أنا أراك كل يوم، و أسمعك و أنت تنشدين فأتمايل و أحرك زعانفي فرحا بقدومك.
ابتسمت نجمة و قالت:
كم وددت أن أكون سمكة مثلك، لأغوص في أعماق الأنهار و استكشف ما بداخلها.
ردت السمكة:
أنت فتاة ظريفة و مهذبة، لذا أعدك أن أحكي لك كل ما تريدين معرفته.
و منذ ذلك اليوم، و نجمة تقابل صديقتها السمكة و تتبادل معها أحاديث مشوقة عن أعماق الأنهار.
و بعد أيام، اختفت السمكة فقلقت الصبية و أخذت تسأل عنها. و لم تتوقف حتى اقتربت منها سمكة و قالت لها و هي تبكي:
أنا حزينة، صديقاتي السمكات مريضة و تموت منها أعداد كبيرة كل يوم، بسبب تلويث السكان لماء النهر. النهر غاضب و سينتقم.
ذعرت نجمة و تساءلت:
يا إلهي، ماذا سيفعل؟
و في اليوم الموالي، استيقظت نجمة من النوم، و ذهبت كعادتها إلى الحمام لكنها ما وجدت ماء.
أسرعت إلى النافذة و نظرت إلى النهر، فلم تر به ماء، فصاحت:
يا لها من كارثة ! لقد غضب النهر و نفذ تهديده و رحل عنا...ماذا سيحدث لنا؟!
فكرت نجمة ثم اجتمعت مع أطفال القرية و اتفقوا على القيام بحملة للتوعية، فطرقوا كل الأبواب و نشروا منشورات توضيحية، و أرسلوا رسائل صوتية لكل السكان يدعونهم إلى الكف عن تلويث و تبذير مياه النهر.
استجاب الجميع، و بعد أيام قلائل، عادت المياه إلى النهر صافية رقراقة و رقصت السمكات فرحا و اخضرت الأرض.
علية حامد أحمد، حكاية سلمى و النهر -بتصرف