مسرحية أصدقاء الشمس مكتوبة للأطفال
المشهد الاول
(ملتقى الطرق في الغابة ، أشجار أعشاب وصخور)
العصفور / ما احلى الدنيا !... ما احلى الشمس !... ما
احلى الدنيا !
الغزال / ما أبدع النهار !... ما اجمل الأشجار !
الديك / وانا يعجبني ان اصيح في هذا الصباح ... واظل
اصيح واصيح عيععيعو ... عيععيعو
.
العصفور / ما احلى صوتك !... انه يتردد في أرجاء الغابة
... يا له من صوت جميل ... ولكن ما رايكم يا أصدقائي ؟!!!
الغزال / ماذا تريد ؟
الديك / ماذا تريد ؟
العصفور / (ضاحكا) ما رايكم بزقزقتي هذه ؟ ... (يزقزق)
زق زق ... زق زق ... زق زق .
الغزال / انها زقزقة رائعة .
الديك / هي اجمل من صوتي .
الغزالي / كيف عرفت ؟!!!
الديك / حينما زقزق العصفور ضحكت الفراشات .
الغزال / وحينما صحت انت ... (صمت) .
الديك / (ضاحكا) فزعت كل الطيور ... وحلقت في الجو ...
متسائلة عما حدث ؟
العصفور / ولكن صوتك مفيد ... صوتك يعني ان الصباح قادم .
الغزال / هذا صحيح ... هذا صحيح .
الجميع / الصباح قادم ... هيا الى العمل ، الشمس مشرقة
... هيا الى العمل
(اصوات الديك ... وزقزقة العصفور ... يبدو الغزال حزينا)
العصفور / (مخاطبا الديك) انظر الى صديقنا الغزال انه
حزين .
الديك / لماذا يبدو حزينا ... اننا لم نخطئ معه .
العصفور / من يعرف سبب حزنه ؟
الديك / ربما انه تاخر عن المدرسة ؟!!!
العصفور / (ضاحكا) أنسيت ايها الديك ان اليوم جمعة ؟ ،
والجمعة عطلة في مدرسة الغابة .
الديك / آه ... يا لغبائي, كيف نسيت ذلك ؟ ولكن … ايها
العصفور لم تقل لي رأيك ؟
العصفور / سأقول لك ... (يتحرك ... يقترب من الديك)
أتعرف لماذا الغزال حزينا ؟!
الديك / لا اعرف ... قلي لي ... لقد زدتني شوقا ، ما هذا
الذكاء الخارق ؟
(يمسك العصفور بقوة)
العصفور / ياه ... ابتعد عني ، لو كنت شجاعا حقا ...
الديك / ماذا ؟ ... انا شجاع حقا .
العصفور / ان كنت شجاعا اذهب الى راس النمر وامسكه
بمخالبك القوية .
الديك
/ النمر ! (خائفا) ... انا امسك راس النمر ...(يسقط
ارضا) ... انا ارتعد
خوفا من ذكر اسمه ... فكيف تريد مني ايها الصديق ان افعل هذا ؟...
انك تدفعني الى
الجنون والموت .
العصفور / (مع نفسه) لقد نسي الديك ما راد .
الديك / تتحدث مع نفسك يا صديقي العصفور ... وكان تضحك
علي (يمسك راسه بيده) ماذا ؟ ... ماذا ؟ ... ماذا ؟ ... لقد تذكرت ...
العصفور / (يقفز في مكانه) ماذا تذكرت ؟!!
الديك / نسيت ان تقول لي سبب حزن الغزال .
العصفور / (ضاحكا) انه حزين ... يا صديقي ... لانه حزين
(ضحك متواصل ، الغزال ينظر اليه باستغراب)
الديك
/ (يرقد على قفاه ضاحكا) هذا ما كنت تريد قوله ؟ ...
ايها العبقري لقد
فسرت الشيء بالشيء ... انه تلاعب بالالفاظ ليس الا ، ولكن ... يا
لغبائنا ... نحن الاثنين
.
العصفور / يا لغبائنا نحن الاثنين ... انسيت انني اقوى
منك في درس الحساب والقراءة ؟
الديك / انا اقوى منك في الرياضة والغناء .
العصفور / لنذهب الى صديقنا الغزال ونسأله عن سببه حزنه
، لقد نسينا ذلك
(يقتربان من الغزال) .
الغزال / ان لكما صوتا جميلا ... وانا لا املك مثله .
العصفور / هذا ليس سببا للحزن يا صديقي .
الديك / ولا يجوز لك ان تفكر بذلك .
الغزال / وكيف لا أفكر بذلك ... ولقد حاولت ان اخرج صوتا
جميلا من فمي, فلم اقدر ... (يبكي)
العصفور / كل حيوان يمتلك شيئا جميلا
الديك / أنسيت ان لك شيئا مجيلا ؟
العصفور / بل واكثر من شيء جميل .
الغزال / (مستغربا) انا عندي شيء جميل ؟
الديك / لك عيون جميلة ... ياه ... ما اجمل عينيك .
الغزال / (يتحسس عينيه) احقا ... عندي عينان جميلتان ؟!
العصفور / انسيت سرعتك في الجري ؟ ... يا صديقي ... لا
احد يستطيع ان يلحق بك حتى ولو كان أسد الغابة .
الديك / انك تستحق جائزة احسن عداء في الغابة .
العصفور / هيا ... اضحك ... اضحك هيا ... هيا نرقص ...
هيا ... هيا .
(الجميع يغنون ويرقصون وهم يبتعدون ... يدخل الغراب
والثعلب والقنفذ)
الغراب
/ ما أتعس الديك ، والعصفور , اني اكرههما ... اكرههما
,الجميع في الغابة
يحبون صوتهما ... اما انا فلا احد يهتم بصوتي ، ان صوتي جميل واكثر
طرباً .
(يخرج اصواتا عالية , يضع القنفذ يديه فوق اذنيه وكذلك
الثعلب)
القنفذ / (كذبا) حقا ... انه صوت جميل .
الثعلب / (كذبا) وانه اجمل من صوت العصفور .
الغراب /(مستغربا ومتسائلا) ولكن لماذا وضعتما ايديكم
فوق آذانكم ؟.
القنفذ / ياه ... ماذا ؟!!! ايدينا ... آه عرفت , انني
أريد ان اسمع صوتك على احسن ما يكون
.
الثعلب / وانا اريد ان اسمع صوتك كثيراً ... (يتحرك وهو
يغني) ترللا ... ترللاب ,
ما احلى صوت الغراب .
القنفذ / (بعد ان سمعه) ترللا ... ترللاب ... ما احلى
صوت الغراب .
الغراب / حقا ان صوتي جميل ... هذه شهادة صادقة منكم ...
انني اعتز بها
(يبدو
القنفذ مفكرا) .
الغراب / اني اراك تفكر يا صديقي القنفذ ؟
القنفذ / آه ... نسيت ان اقول ... لماذا لا تحب
الحيوانات الأشواك التي نمت على جلدي ؟!
الغراب / آه ... أتقصد هذه الاشواك الجميلة ؟
القنفذ / اشواك جميلة ... (مع نفسه) ستعرف كم هي جميلة ؟
... آه لو غرستها ذات يوم في جسدك
.
الغراب / ماذا قلت يا صديقي ؟ ... اراك تتحدث مع نفسك .
القنفذ / لا شيء ... لكني سعيد جدا , لان لي أشواكا
جميلة ... تعجبك .
الغراب / انها حقا جميلة مثل صوتي .
القنفذ / (مستغربا) جمال صوتك !
الثعلب / انها جميلة ورائعة ... بل وأجمل من ريش الديك
الملون .
القنفذ / وكيف يا صديقي الثعلب ؟
الثعلب / (يقترب من القنفذ) انا اقول لك ... لو فكر
الذئب ذات يوم ان يقترب منك .
الغراب / يقترب من صديقي ... ياللهول ... ماذا يريد منه
؟
الثعلب / ربما يريد ان يأكله .
الغراب / يريد ... ان ياكله ... ياه ... ياه .
القنفذ / (مرتعدا) انا ... يريد ان ياكلني ...لاهرب ...
لاهــ ...رررررربببب
الثعلب / (يمسكه ويمنعه من الهرب) انه مجرد مثل ... لا
تخف ...
القنفذ / لقد ملأتني رعبا بمثلك !
الثعلب / فان الذئب لن يستطيع ان ياكلك ... لانك تمتلك
هذه الاشواك .
الغراب / آه ... انها تفيد في الدفاع عن النفس ... ما
اشد ذكاءك ايها الثعلب !
القنفذ / الان ... عرفت ... الان عرفت فائدة هذه الاشواك .
الثعلب / اما الديك ... فانني بسهولة... امد اليه يدي
واكله ...
(يمثل امامه عملية هجومه على الديك واكله)
وبالتالي فان ريش الديك الملون لم يمنعني من أكله
... والآن…
(وهو يقترب من القنفذ)
ايهما اجمل اشواكك هذه ام ريش الديك الملون؟
الغراب / حتما ان اشواكه اجمل ... (وهو ينظر الى جسده
... مع نفسه)
ما
اتعس لوني هذا !!!
الثعلب / كفى ثرثرة ... لا نريد ان نضيع وقتنا في هذه
الامور التافهة ... انني افكر بشيء اهم الغراب / بشيء اهم انك دائما ذكي .
القنفذ / لا اعرف بماذا تفكر ؟ ... اذا لم تقل لي ذلك .
الغراب / وانا كذلك ... هيا قل لنا بسرعة ... ايها
الثعلب الذكي .
الثعلب / (مع نفسه) ايها الغبيان انكما لا تفكران ابدا
... عقل كل واحد منكما لا يتجاوز انفه
.
الغراب / انك تحدث نفسك يا صديقي .
القنفذ / وبصوت غير مفهوم .
الثعلب / انا ساقول لكما ... بماذا افكر ؟
اتعرفان
لماذا البلبل سعيد ويغني دائما ؟
...
اتعرفان
لماذا العصفور يزقزق من الصباح وحتى المساء ؟
اتعرفان
لماذا الغزال ترقص فرحة وهي تسير وكان الغابة ملكها ؟!!
اتعرفان
لماذا ؟
الغراب / لان العصفور له صوت جميل .
الثعلب / لا ... ليس هو السبب .
القنفذ / الديك ريشه زاه وملون ... وصوته عال .
الثعلب / لا ليس هو السبب .
الغراب / وجمال عيني الغزال .
الثعلب / لا ليس هذا السبب .
القنفذ / ليس هذا هو السبب !!! انك تزيدنا حيرة ايها
الثعلب الذكي .
الثعلب / الاغبياء لا يفكرون الا بظاهر الأشياء !
القنفذ / (يتبادلان النظرات) نحن اغبياء ولا نفكر الا
بظاهر الاشياء !
الثعلب / هذا هو الصحيح ... دائما لا تفكران الا
بظاهر الاشياء ,اما باطنها!!!!
.
الغراب / قل لنا ايها الثعلب ... ما يدور في عقلك بالضبط
؟ .
الثعلب / (بصمت) الشمس .
القنفذ / (باستغراب) الشمس .
الغراب / الشمس .
الثعلب / نعم الشمس ... هي السبب .
القنفذ / وكيف تكون الشمس ؟ ... هي السبب .
الغراب / اكمل ... ايها الذكي ... الخارق ... حتى ان
الكلمة لا تستطيع ان تخرجها من فمك بشكل الجيد .
القنفذ / ومع هذا فاننا لم نفهم منك شيئا .
الثعلب / اقتربا مني ... اقتربا اكثر ، انا اشرح لكما
... (يقتربان منه) .
الشمس حينما تشرق تعطي للديك فرصة ليصيح
بأعلى صوت مرحبا بنورها ، والعصافير
لولا الشمس لا تستطيع ان تزقزق ابدا ... ولا تفكر بالانتقال من غصن
الى آخر ... ولا
تطير محلقة في أجواء السماء العالية ... نسيتم الغزال ... فلولا نور الشمس لا يستطيع ان يغادر
مكانه متجولا في الغابة ، لان الذئب والأسد والنمر سينالونه بسهولة .
القنفذ / هذا صحيح ولكن !
الغراب / قل لنا ماذا نفعل ؟ !!!
الثعلب / الان ساقول ماذا نفعل ؟ (يشاورهم ... وينتفضان
من مكانهما) .
القنفذ / (بتعجب) نسرق الشمس ... احقا ما تقول ؟ ...
الغراب / نسرق ... ال ... شمـ ... س .
الثعلب / (بذكاء) اجل نسرق الشمس ...
القنفذ / فكرت بسرقة كل الاشياء ... لكن هذا الشيء لم افكر
به ابدا .
الغراب / انا كذلك .
الثعلب / انكما لا تفكرا ابدا ... وسننفذ خطتنا هذه
الليلة ... ومهما كلف الثمن .
القنفذ / في هذه الليلة ... هيا ... ولا تثرثر كثيرا ،
الفرصة لا تدق بابنا مرتين.
الفصل الثاني / المشهد الثاني / مكان آخر في
الغابة
الثعلب / ها ... قد حان
الليل ... وذهبت الشمس لتنام .
القنفذ / فرصتنا الوحيدة
.
الغراب / الذي ينام لا
يشعر بما يجري حوله وكذلك الشمس ... أليس هذا صحيحا يا صديقي الثعلب ؟
الثعلب / هذا صحيح ...
واكثر صحة من ذلك , هو ان لكل واحد منا مصلحة في هذا العمل
...
القنفذ / يا للذكاء
الخارق ... كانك تقرأ أفكاري .
الثعلب / انسيت ايها
القنفذ انني اكتب الافكار وأقراها ؟
القنفذ / بل وترسمها
أيضا .
الغراب / ما احلى
الألوان وأزهارها .
الثعلب
/ لو سرقنا الشمس ...
سيكون يومنا ليلا كله ... (يختال في مشيته) وبهذا سأتمكن من سرقة الدجاج بهدوء ... ولا احد
يراني ... وستمتلئ بطني به ... ياه ... ما ألذ رائحته وأشهاها
.
القنفذ / وانا سأتمكن من
اصطياد فرائسي ... من دون ان تراني ، أتكور على نفسي مثل الكرة
أتدحرج ... وحينما أكون قريبا من فريستي انقض عليها مثل النسر ... لا احد
في الليل يستطيع ان يفلت مني ... ابدا .
الثعلب / (منبها) وأنت
يا صاحبي الغراب ، مالي اراك صامتا ؟!
الغراب
/ سيكثر صيدي من الأسماك
الصغيرة والضفادع ... لن ابرح البركة حتى يمتلئ جوفي بالضفادع الشهية ... ولكن ... يا لشدة
غبائي ، كيف نسيت هذا ؟
الثعلب / (مع نفسه) بدا
الحمار يفكر لأول مرة (ومع نفسه) ... ترى بأي شيء يفكر ؟!!!
القنفذ / هل تذكرت شيئاً
مهماً ؟ ... ترى هل منعك الطبيب من تناول الضفادع وهي طازجة ؟!
الثعلب / لا تضيع وقتنا
ايها الغراب وقل لنا ما في ذهنك ... فوراءنا عمل مهم ... أنسيتم مهمتنا الكبيرة ؟
!!!
الغراب / أخاف الا تروني
في الظلام ... فلوني اسود ... والليل اسود ... كيف ستعرفونني ؟
القنفذ / انها فكرة جيدة
... كيف لم تخطر ببالي ؟ !!!
الثعلب / يا لغبائكما
(مع نفسه) لم أر في حياتي غبيين مثل القنفذ والغراب ... إنهما لا يصلحان لصداقتي
... إنهما غبيان .
الغراب / اذا سرقت الشمس
سأضيع طريقي ... ولا احد يهتدي إلي .
القنفذ / (مفكرا) لقد
وجدتها .
الغراب / ماذا وجدت ؟؟؟
... لقد بدأت تفكر يا صديقي القنفذ .
الثعلب
/ (مع نفسه) ... غبي
يمدح غبيا ... يا للعجب ... إنهما يفكران , ما اتعس التفكير الذي يدور في ذهنيهما (وبصوت عال)
... ولكن لنر ماذا وجدت يا صديقنا القنفذ ؟!
القنفذ / ان نصنع حبلا
نمسك به ثلاثتنا ... حتى لا نفترق في الظلام الشديد .
الغراب / انها فكرة
رائعة ... ولننفذها .
الثعلب
/ سنوقد بعض النار ...
لتنير لنا الطريق ... والمكان ... أنسيتم ان النار ستساعدنا في الشواء ؟ ... النار تجعل اللحم
لذيذا يسيل له اللعاب
(يحرك شفتيه) .
القنفذ / ها ... قد بدا
الليل ينقضي ... وأوشكت الشمس على ان تستيقظ .
الغراب / لي حساب قديم
مع الشمس ... سأصفيه معها هذه الليلة ... آه ... كم انا متشوق لذلك
.
الثعلب / انتبها ... لا
تخرجا صوتا ... اعملا بصمت وهدوء ... واستعينا على قضاء حوائجكما بالصمت والكتمان
.
القنفذ / ان هذا الثعلب
حكيم ... (مع نفسه) ولكن ما فائدة حكمته انه الان واحد منا
.
الغراب / كم أتمنى ان
أتعلم الكلام مثل الثعلب ؟ ولكن لا ... الغراب غراب والثعلب ثعلب
القنفذ / (مكملا)
والقنفذ ... قنفذ .
الثعلب
/ اتركا الثرثرة ...
اننا نقترب من مكان الشمس ... هيا انظرا إليها ... انها بدأت تتمطى ... هيا اقفزا إليها وأحيطا
بها من كل جانب ... لا تتركا لها مجالا للهرب .
الغراب / من أين تهرب ؟
... سأغرس منقاري المعقوف في وجهها ... وأملاه دما .
القنفذ / وهذه أشواكي
ستسد عليها الطريق ... أنسيتم أشواكي المؤلمة ؟ والقاسية .
الثعلب
/ وانا سأمسك بها مثلما
امسك بالدجاجة السمينة ... سأطبق فمي عليها بقوة ... سأقطع أنفاسها ... حتى لا تصرخ ولا تصرخ ...
ولا يأتي احد لنجدتها ... كونا ماهرين في عملكما
.
(يقتربان اكثر واكثر من
الشمس التي بدت تتمطى اكثر واكثر)
الشمس / آه ... ما هذا
الجو الخانق الذي يحيط بي ؟ ... اشعر ان أنفاسي تضيق .
الثعلب / (مع نفسه)
لتضيق الى الأبد ... أيتها المغرورة ... اللعينة .
الغراب / هذا يومك أيتها
اللعينة .
القنفذ / سنتخلص منك
والى الأبد ... لا حاجة بنا الى الشمس بعد الان .
الشمس
/ لقد نمت كثيرا ... ان
أصدقائي بانتظاري ... كما انا مشتاقة إليهم ؟ ... الطيور والأسماك ... والأشجار ... والفراشات
الملونة .
الثعلب / لقد نسيت
الدجاج ... يا لغبائها .
القنفذ / والضفادع
...
الغراب / والحشرات ...
والأسماك الصغيرة .
الثعلب / (مخاطبا
أصدقاءه) هؤلاء كلهم أعداء لنا ... هذا يعني ان الشمس هي أيضا عدوة لنا
.
القنفذ / هذا صحيح ...
هي لم تذكرنا ... ابدا .
الغراب / كيف تذكرنا ...
وهي التي أحرقت ريشي ... سأنتقم منها ... الان
الشمس
/ سألبس ثوبي الذهبي ...
واركب عربتي الذهبية ... وأدور على كل أصدقائي, وسأعطي كثير من ضوئي الى تلك الزهور الصفراء
التي تدور معي حيثما تدور ...
الثعلب / انها تقصد
أزهار (عباد الشمس) ... (مع نفسه) ولكن لن ترى ضوءك بعد الان
...
(يقتربون من الشمس اكثر واكثر)
.
الثعلب/ والآن أيتها
الشمس ... لقد وقعت بأيدينا (مخاطبا الغراب والقنفذ)
هيا اقفزا ايها الصديقان وامسكا بها
...
(يقفزون ويمسكون الشمس من كل جانب ... يبدأ وجه الشمس
يظلم قليلا ... قليلا) .
الشمس / ماذا دهاكم ؟
... ماذا حل بكم ؟ ترى هل آذيتكم في شيء ؟ ! ايها الأصدقاء الثعلب
الثعلب / ضوؤك ... سد
علينا الطريق ... لا استطيع سرقة الدجاج وأنت موجودة
الشمس
/ اذا انت ايها الثعلب
... لقد سمعت عنك كثيرا ولكنني لم أرك ابدا ... دجاج الغابة يشكون منك ... لماذا لا تكون
طيبا مثل الآخرين ؟!!
الثعلب / ها ... انا لست
طيبا ... هذا ما تفكرين به ... انا ثعلب ... سمعت عني كثيرا والآن ... انا أمامك
.
الشمس / ابتعد عني ايها
اللص الخبيث ... انا لا أحب أحدا مثلك ... لا تقترب مني.
الثعلب / لن ابتعد ...
لقد وقعت في قبضتي .
الشمس / لا بد ان يكون
أصدقاؤك مثلك ؟ !!!
القنفذ / ما بهم أصدقائي
أيتها الشمس ؟ !!
الشمس / (تنظر اليه) من
انت ؟ ... انت الآخر لم أرك ابدا .
القنفذ / (ضاحكا) انا
قنفذ ... انا قنفوذ , المتدحرج مثل الكرة
الشمس / إذن انت القنفذ
... انت الآخر تشكو منك الحيوانات كثيرا ... انك تعتدي على صغار الضفادع والطيور
... ان قلبك خال من الرحمة
القنفذ / المهم ان تكون
معدتي مليئة بالضفادع الصغيرة ,انني امسك بها بقوة ، مثلما امسك بك الان ... (يمسك
الشمس بقوة اكثر) .
الشمس / (صارخة) ابتعد
عني ايها القاسي ... انني لا استطيع رؤيتك ... ابتعد ... ابتعد
.
القنفذ / اننا اجمل من
أصدقائك .
الشمس / هراء ما تقول
... ان أصدقائي طيبون ... ويحبون الآخرين ... انت لست مثلهم
.
الغراب / انه اجمل منهم
... بل وأجمل منك أيضا ... أيتها القبيحة .
الشمس / ما هذا !!! هذا
انت الغراب ... الملعون .
الغراب / نعم انا الغراب
... (مبتهجا) الغراب الجميل .
الشمس / ونسيت ان تقول المغرور
.
الغراب / انا لست مغرورا
... انت مغرورة ... وأنانية .
الثعلب / لقد عرفت
الغراب ... (مع نفسه) ولكن كيف التقيت به ... لابد ان لها قصة معه
.
القنفذ / (مع نفسه) هل
الغراب أفضل مني ؟ ... لقد عرفته وانا لم تعرفني .
الغراب / كان ريشي ابيض
والتقيت بالطاووس ذات يوم ... وأعجبتني ألوانه ... وسألته عن ألوانه الجميلة
.
الشمس / (مستغربة)
الغراب يذكر الطاووس على لسانه ... يا للعجب .
الغراب
/ لا يهم ما تقولين ...
ولكن الطاووس قال لي انك أعطيته هذه الألوان الجميلة ... وسافرت إليك وظللت اصعد إليك ...
كنت وقتها بعيدا جدا ... لكن حرارة ضوئك العالية أحرقت ريشي الأبيض ...
ومنذ ذلك اليوم صار ريشي اسود لا يحبه احد .
الشمس / يحب صغار
الحيوانات ... وهي تحبه ... انسيت ايها الغراب ان صوتك يفزع كل من يسمعه ؟ ... حتى
انه يضع يديه على اذنيه
الغراب / سأنتقم منك
أيتها الشمس ... و ...
الثعلب / لقد وقعت
بأيدينا ... وسنحاسبك حسابا شديدا .
الشمس / ابتعدوا عني ...
ابتعدوا عني ... انا لم أؤذ أحدا ... منكم ابدا ... ابتعدوا
.
الثعلب / وهذا ثوبك
(يمسك بيده ثوب الشمس الذهبي) الذهبي صار في يدي سأحتفظ به
الشمس / انه ثوبي ...
(صراع بينهم ولكن الغلبة للأعداء) ... ساجد من يحاسبك .
الثعلب / هذا هراء ...
لا احد يستطيع ان يهتدي إليك ... بعد الان انت سجينتنا .
الشمس / أصدقائي سيبحثون
عني ... إنهم يحبونني كثيرا وسيهتدون الى مكاني .
الثعلب
/ سيهتدون إليك ... لم
يحدث ذلك ابدا ... (مخاطبا الغراب والقنفذ ) غطوها بالأغطية, لا تدعوا بصيصا من الضوء يخرج منها
ابدا ... سنأخذها الى الكهف البعيد ... وهناك نسجنها ... وفي ذلك الظلام
لا احد يهتدي إليها ... مهما كان ذكيا .
الغراب / انا افكر في
حيلة .
الثعلب / بأي حيلة تفكر
؟ ... ايها المفكر .
الغراب / سنقول للحيوانات
ان الشمس قد ماتت ... نقول ذلك ونحن نبكي .
الثعلب / يا لك من غبي
ايها الغراب ... فالشمس لا تموت ... انها باقية الى الأبد.
القنفذ / ما رايكم لو
قلنا ان غيوما كثيفة أحاطت بها من كل جانب ومنعت ضوءها من الوصول الى الغابة ؟
الثعلب
/ لقد بدأت تفكر ايها
القنفذ ... لكن كلامك هذا لا يقنع الحيوانات ... فالغيوم لا تحجب ضوء الشمس كله ... لابد وان
يأتي قليل منه الى الغابة ... إنهم سيتساءلون عن سر هذا الظلام الدامس ...
الذي سيطول عليهم .
القنفذ / لا احد يستطيع
ان يحل هذه المشكلة غيرك .
الغراب / انك ثعلب بحق
وحقيق (مع نفسه) الثعلب ثعلب والغراب غراب .
الثعلب
/ سنقول لحيوانات الغابة
ان الشمس سافرت الى بلاد بعيدة ... هناك حيث الماء والأشجار والجبال والثلوج ... وقررت ان
تسكن هناك مع أصدقاء جدد ... فقد ملت من أصدقائها في هذه الغابة ، لأنهم
بدؤوا يكرهونها ... ولا يهتمون بها .
الشمس / (من مكانها) هذا
كذب ... هذا افتراء ... إنهم لن يصدقونكم ابدا ، إنهم يعرفون كذبكم هذا
.
الثعلب / نستطيع ان نفعل
ما نشاء ما دمت انت بأيدينا .
الغراب / ما دام
الظلام يملا أرجاء الغابة ...
(يدفعون الشمس بقوة نحو
الكهف ، صراع ... وصياح ... وصياح)
الفصل الاول / المشهد
الثالث
الديك
/ (وهو يتململ في مكانه)
... لقد نمت كثيرا ... ولا زالت الشمس غير مشرقة يبدو انني استيقظت مبكرا ... ولكن لا يهم ,
فلدي الوقت الكثير لأتمتع به في الغابة . ترللا ... ترللا
العصفور / (وهو يتململ
في مكانه) ... لقد
استغرقت في نومي وقتا طويلا ... والشمس لم تشرق لحد الان ... انني استيقظت
مبكرا ... لكن لا يهم ، لا تجول في هذه الشجرة ... اقفز من غصن الى غصن
... هيلا ... هوب (يقفز) لن أزقزق , لان الجميع نائمون ... (ينظر الى
الغزال) هذا صديقي الغزال يتململ ولا بد من انه مستيقظ ... لأنادي عليه ,
ايها الغزال ... ايها الغزال هل انت مستيقظ يا صديقي ؟
الغزال / (وهو يتململ في
مكانه) من يناديني في هذا الليل ؟ من ؟؟؟
العصفور / انا صديقك
العصفور .
الغزال / مرحبا بك يا
صديقي ... ولكن هل انت مستيقظ مثلي ؟ !
العصفور / كما تراني
.
الغزال / لقد نمت كثيرا
ولم تشرق الشمس ... انظر الى الافق البعيد , لا اثر فيه للنور ابدا
العصفور / حقا ما تقول
... ان الافق خال من النور ... ياللعجب ! (يدخل الديك)
الديك / مرحبا يا
أصدقاء ... ما الذي أيقظكم في هذا الليل ؟
العصفور / الذي أيقظك
أيقظنا ... ولكن انظر الى الافق .
الديك / (منتبها)
الافق ... ما به الافق ... يا للعجب ... انه مظلم وخال من النور.
الغزال / (مفكرا) يعني
هذا ان شيئا حدث للشمس .
العصفور / تقصد ان شيئا
قد حدث للشمس .
الديك / يا
للمصيبة ... كم أتمنى ان نكون مخطئين ؟
الغزال / لقد أصاب الشمس
مكروه ... هذا ما افكر به .
العصفور / قبل ان تفكر
بهذه الافكار المؤلمة ... علينا ان ننادي على الشمس .
الجميع
/ (يصرخون بصوت عال)
أيتها الشمس يا صديقتنا ... اين انت ؟ ... أيتها الشمس يا صديقة الجميع ... اين تكونين ؟ ...
ان غابتنا تفتقد ضوءك الجميل .
الديك / اين انت ؟ ...
اين تكونين الان ؟ ... اين ؟
العصفور / أيتها الشمس
يا صديقتي وصديقة الجميع ... اين انت ؟ ... اين انت ؟
(يسكت الجميع ... ينظر بعضهم الى بعض صامتين ،
ويأخذون في البكاء ... يمر قربهم الغراب وهو يغني ويضحك) .
الغراب
/ ما احلى الليل وأبهاه
... ترللا ... ترللا ... ترللا ، ما احلى الرقص في الليل ... أيبكي أحدكم في هذا الوقت ؟ (مع
نفسه) لا يهمني بكاؤه ... سأستمر في غنائي (يغني)
.
الغزال / عجيب أمر هذا
الغراب ... لأول مر أراه يغني ... ما أقبحه وأقبح صوته .
الديك / قف ايها
الغراب ... أريدك ان تخبرني عن ... (يصمت) .
الغراب / عن أي شيء ...
(ضاحكا) وهل هناك شيء يستحق ان تسال عنه !!
العصفور / (مداريا) ان
يريد ان يسألك ... يريد ان يقول لك
هل لاحظت شيئا غريبا ؟ ... او شيء غير طبيعي
.
الغراب
/ شيئا غريبا ... لاشيء
... لاشيء ... ان بكاءكم يثير استغرابي, ساغني ... ترللا ... ترللا ... (يبتعد) ما احلى الليل
وأبهاه .
(يبكي الأصدقاء مرة أخرى ... يبدو الثعلب
متلصصا في مكان)
الثعلب
/ (مع نفسه) إنهم يبكون
... ما أغباهم ... إنهم يبكون على شيء لم يروه ابدا بعد الان ... (يغني ويرقص) ما احلى
اللحم المشوي ... ما أطيب طعم اللحم .
الغزال / هذا الثعلب
اللعين ... يبدو انه سعيد ... يا للعجب ... ماذا حدث ؟
الديك / انه مثل الغراب
سعيد ... لابد ان في الأمر شيئا (يفكر مع نفسه) .
العصفور / انني أشم في
فرحهما رائحة كريهة ...
الغزال / هل اثأر
استغرابك شيء ايها الثعلب ؟
الثعلب / كل شيء
استغرابي ... وخصوصا اللحم المشوي .
الغزال / لا تدعي الغباء
ايها الثعلب .
الثعلب / ماذا تقصد ايها
الغزال ؟ ... ذو القوائم الطويلة التي تشبه أعواد الرماح.
الغزال / اقصد …هل شعرت
مثلنا بان الليل طويل جدا ؟
الثعلب
/ الليل طويل جدا ... ياه
... ما اجمل الليل الطويل ... اقول لكم الحقيقة يا أصدقائي ... اني أحب الليل حينما يكون
طويلا ... آه ... كم أتمنى ان يكون يومنا كله ليلا
...
العصفور / يا لغرابة
طلبك ... كيف تريد ان يكون يومنا كله ليلا ؟
الديك /
الضياء يكشف اللصوص ... هذه حقيقة نعرفها كلنا ...
الغزال / انا لم
اسرق شيئا ... لهذا لا أخاف النور .
الثعلب / (منتفضا) انني
لم اسرق شيئا ... إنكم مخطئون ... سأواصل غنائي واذهب ... لدي عمل كثير (يذهب
مسرعا ... صوت غناء غير منتظم).
الغزال / (مفكرا) ... ان
وراء الثعلب أمرا مهما ... انها جريمة كبرى ... ربما ارتكبوها
.
الديك / لابد ان الثعلب
... قد سرق ...الـ
العصفور / (متسائلا)
ماذا ؟ ... ماذا؟ ... هل ان الشمس قد سرقت ؟
الديك / اجل لقد تاخر
وقت شروقها ... وهذا الثعلب يبدو فرحا ... ترى ما سر ذلك ؟
الغزال / فعلا ... ان
هؤلاء قد سرقوا الشمس !! فرحهم يدل على ذلك .
العصفور / هؤلاء ... !!!
اللصوص سرقوا صديقتنا الشمس .
الغزال / الثعلب ...
والغراب ... وصديقهم الاخر ... القنـــ ...
(وقبل ان ينطق اسمه يدخل القنفذ وهو يرقص
ويغني) .
القنفذ
/ للضفدع طعم يذهل ...
ما أروع طعم الضفدع ... ترللا ... ترللا ... للضفدع طعم ... ترللا ... ترللا , يبدد علي شبح
الجوع ... ترللا ... ترللا , ما بكم تقفون بوجهي ... ابتعدوا عني ... انا لم
افعل لكم شيئا.
العصفور / منذ متى وأنت
تغني ايها القنفذ اللعين ؟
الديك / انك تغني في فرح
... لابد انك شرقت شيئا ثمينا ... من هذه الغابة .
الغزال / اللصوص يغنون
ويفرحون حينما يستولون على كنز ثمين .
القنفذ
/ (منتفضا) إنكم تهذون
... انا لم اسرق شيئا ، سأخبر صديقي الثعلب بأنكم أهنتم كرامتي ... واتهمتموني بالسرقة وهذا
غير معقول .
الديك / (ضاحكا) اللص
يحتمي باللص ... ان الامر مضحك جدا .
العصفور / متى عرفت
الكرامة ايها القنفذ ؟ انك تسير مع اللصوص في طريق واحد .
القنفذ / هذه تهمة لا
ارتضيها ... سأشكوكم الى الثعلب ساقول له ان أصدقاء الشمس قد شتموك (الثلاثة يقفزن
عليه ويمسكونه) .
الثلاثة / ماذا قلت على
لسانك ؟
القنفذ / (مرتبكا) لم
اقل شيئا ... اقسم بصديقي الثعلب انني لم اقل شيئا ... صدقوني ... لقد أقسمت
.
الغزال / ايها الكاذب
... لقد ذكرت الشمس على لسانك .
القنفذ / لا ... لم
اذكرها ... لم اقل شيئا صدقوني .
الديك / كيف عرفت اننا
أصدقاء الشمس ؟ !!!
الغزال / ما الذي ذكرك
بالشمس في هذا الليل ؟ !!!
العصفور / وما هو سر
فرحك في هذا الليل ... سمعت كثيرا انك تقضي اليوم كله متحرجا ... خائفا وباكيا
تختفي بين الصخور .
الغزال / لا بد ان شيئا
وراء فرحكم هذا ... ان أمركم لغريب ... انه يحيرني .
القنفذ / انا لم اسرق
شيئا ... صدقوني ... لم اسرق شيئا ابدا .
الجميع / وكيف لنا ان
نصدقك وأنت صديق الثعلب والغراب .
القنفذ / سأذهب الان
فلدي أشغال كثيرة
(يذهب مسرعا ... يتعثر ... مرة ومرتين ... والجميع ينظرون
اليه باستغراب) .
الديك / ان هؤلاء
الثلاثة ، معروفون في الغابة بأنهم لصوص .
العصفور / إنهم لا
يعرفون الحياة بغير هذا الشكل ... السرقة تجري في دمائهم .
الغزال / لا نريد ان
نضيع وقتنا ... علينا ان نفكر بطريقة للوصول الى الشمس .
الديك / وان نهتدي الى
مكانها ... ترى اين هي الان ؟ ... (مفكرا) .
العصفور / لابد ان هؤلاء
الشريرين قد سرقوها وسجنوها في كهف بعيد ومظلم .
الغزال
/ انا اعرف كهفا مظلما
هناك عند النبع البعيد ... سمعت ان اللصوص اتخذه مكانا لهم ، لقد حذرتني أمي من ارتياده لابد
ان الثعلب هناك ... لان صوته يأتي في الليل المظلم من مكان بعيد
.
الديك / هيا الى العمل
... لن نضيع وقتنا ... عليا ان نفش الغابة شبرا ... شبرا ،
ولابد لنا في النهاية ان نعرف مكان الشمس ... فهي صديقة الجميع
.
العصفور / سنسير في هذا
الطريق (يشير الى الطريق الذي سلكه الأعداء)
ربما يؤدي الى المكان الذي سجن فيه الأعداء
صديقتنا الشمس .
الثلاثة / هيا ... هيا
... هيا ...
الفصل الثاني / المشهد
الأول
(كهف مظلم ، اشواك
وأغصان يابسة صراع بين الشمس والأعداء ... حركة وضوضاء)
الثعلب / (بغضب) يا ويلنا… لقد عرف الآخرون
بأننا سرقنا الشمس .
الغراب / لا يهمنا ذلك
... حتى ولو عرفوا ... ماذا يمكنهم ان يفعلوا ...!!!
القنفذ / إنهم حتما سيحاولون
معرفة مكاننا ... وإنقاذ الشمس من ايدينا .
(الشمس تتململ ...
يحاولون تغطيتها بالأغصان)
القنفذ / اخرسي أيتها
الشمس ... اخرسي ... انك سبب مشاكلنا .
(تخرج الشمس اصواتا غير
مفهومة لان الأعداء كمموا فمها)
الثعلب / ان العصفور ذكي
... سيحلق فوق الغابة وسيهتدي الى مكاننا .
الغراب / الديك هو الاخر
ماهر ... انه يشتم رائحة الشمس من بعيد .
الثعلب / نسيتم الغزال
... انا لا افكر الا بالغزال .
القنفذ / لقد بدأت تخاف
الغزال , يا صديقنا الثعلب .
الثعلب / انا ... انا
أخاف الغزال ... انك تثير ضحكي بكلامك ... ولكن الحضر واجب
...
لا احد يستطيع ان يغلبني ... انا ثعلب ثعلوب ... عدوي هو
المغلوب .
القنفذ / (مستهزئا) نسيت
ان تقول المحبوب .
الغراب / إني أريد
الجوهرة المضيئة التي تشع منها ألوان قوس قزح .
الثعلب / (منتفضا في
مكانه) ... ماذا ؟ !!! الجوهرة المضيئة .
الغراب / الجوهرة التي
تعلقها الشمس على صدرها ... فتزيد ضوءها لمعانا .
الثعلب
/لا ... ان الجوهرة لي
... انسيت يا صديقي الغراب بأنني أحب الجواهر, أبي الثعلب العظيم نصحني ذات يوم وقال لي لا تأخذ
من الأحجار الا ما كان ثمينا ونادرا .
القنفذ / (مع نفسه) وهل
الثعالب تمتلك النصيحة ؟ !!! انها خبيثة وماكرة .
الغراب / (مع نفسه)
الثعلب العظيم ... ثعلب وعظيم ... (باستهزاء) .
الثعلب
/ اجل وقال لي : لا تأخذ
من الحجارة الا جواهرها ... وها انا ذا اعمل بنصيحة أبي الكبير فاحترام الأب واجب وكما
تعلمون ، لابد لي ان أنفذ نصيحته ...لابد .
الغراب / اذا ... اريد
الرداء الذهبي .
القنفذ / (في مكانه) لا
... انا اريد الرداء الذهبي .
الثعلب
/ يا صديقي القنفذ أولا
ان أشواكك هذه لا يصلح لها رداء ... انها تثقب كل شيء حتى الحديد ، ما رأيك لو نذهب الى الحداد
ليصنع لك ثوبا حديديا ... انه اجمل .
القنفذ / ثوبا حديديا
... انا اريد ثوبا البسه .
الثعلب / قنفذ … بثوب
حديدي ... انه رداء الشمس الذهبي .
الغراب
/ ان الرداء من نصيبي يا
صديقي القنفذ ... انا اكثر منك حاجة اليه ... انظر الى ريشي الأسود, انه لا يعجبني ... انه
غير جميل .
القنفذ / ولكن ريشك في
كل الأحوال اجمل من هذه الاشواك التي تحيط بجسدي .
الغراب / لا ... قلت لك
انه لي .
القنفذ / بل انه لي
.
الغراب / انه لي
(يتخاصمان ويتدخل الثعلب بينهما ... الشمس
تنظر إليهم ضاحكة).
الثعلب / انه ليس لكما
.
الغراب / ليس لنا
.
القنفذ / تقصد ليس لاي
واحد منا .
الثعلب / اجل ... لي لاي
واحد منكم .
الغراب / إذن لمن ؟؟
!!
الثعلب / انه لي
.
الغراب / لك ... ايها
الثعلب .
القنفذ / الرداء الذهبي
لك … هل أنت متأكد ؟
الغراب / (محتجا) كل شيء
لك ... القلادة الذهبية ... وأخيرا الثوب الذهبي ... يا له من طمع
!
الثعلب / انا لست طماعا
يا صديقي الغراب .
الغراب / وكيف لا تكون
طماعا وأخذت كل شيء لك .
القنفذ / هذا صحيح ...
أخذت كل شيء ولم تعطينا شيئا .
الثعلب
/ احتاج الى ثوب ذهبي
... والثوب الذهبي يحتاج الى قلادة ذهبية حتى تكتمل صورة الشمس ... ها ... ما رايكم يا أصدقائي
إني أكثركما حرصا على هذه الاشياء ... لهذا اريد ان احتفظ بها
.
القنفذ / (يضع أذنه على
الأرض)... انني اسمع شيئا ... انها حركة أرجل .
الغراب / ربما قد جاءنا
احد ... لنترك خلافاتنا جانبا ، ونفكر بالأمر الجديد .
الثعلب / هذا صحيح ,هذا
ليس وقتا للخلافات ... لنفكر بالغرباء القادمين .
القنفذ / ما العمل ؟
الثعلب / لنغط الشمس
بالأغصان ... قبل كل شيء .
(يغطون الشمس بالأغصان)
الغراب / وبعد ذلك ؟
الثعلب / نختفي ... حتى
لا يرانا احد ... ويعرف مكان الشمس (يختفون)
الفصل الثاني / المشهد الثاني
(نفس المشهد الأول)
الغزال / (ينظر الى
الأرض) هنا تختفي آثار الأقدام .
العصفور / انه مكان مظلم
... يستطيع أي شرير ان يخفي فيه جبلا .
الديك / اني أشم رائحة
النور .
العصفور / النور
!
الديك / اجل ... لكنه
نور ضعيف .
الغزال / انا ... أيضا
أشم رائحة (شم ... شم ... شم ... يتحرك في أرجاء المكان)
انها روائح كريهة ... آه ... عرفتها انها رائحة الثعلب
... انها رائحة قذرة ...
الديك / هذا يعني ان
اللصوص قد اختفوا هنا .
العصفور / انا أيضا أشم
رائحة الغراب , انها رائحة كريهة ... مثل صوته القبيح .
الديك / لابد أنهم هنا
... هيا نفتش عنهم قبل ان يهربوا ...
(يفتش الجميع بهمة في أرجاء المكان)
الديك / أخاف ان يكونوا
قد هربوا .
الغزال / أين يهربون ؟
والكلاب تحيط بالغابة من كل مكان .
العصفور / الغراب يمكنه
ان يطير مبتعدا عن الكلاب .
الغزال / ان صديقي النسر
واقف فوق تلك الشجرة العالية
(يشير بيده الى النسر الذي يقف على غصن شجرة
كبيرة)
اذا رآه الغراب ... سيقبض عليه ويمزقه
بمخالبه أربا ... اربأ ، النسر ... ينقض عليه ... ويمسكه بكل سهولة ... هيا ...
نواصل التفتيش ... يبدو ان هذا المكان فيه كثير من الخفايا ... (يفتشون)
...
الديك / (صارخا) ... هذا
القنفذ ... أمسكت به الويل لك اذا تهرب سأنقرك بمنقاري المعقوف
.
الغزال / امسكه بقوة ...
لا تدعه يهرب .
العصفور / أين يهرب ؟
سأنادي على الصقر اذا هرب .
القنفذ / لا ... لا
تنادي على الصقر انا واقف هنا ... لا أغادر مكاني أبدا ...
الغزال / قل لنا أين
الشمس ؟
القنفذ / لا اعرف ... لا
اعرف ... لا اعرف ...
العصفور / اذا سأنادي
على الصقر ... ايها الصــ .
القنفذ
/ لا تنادي عليه ايها العصفور الطيب ... اني أخاف ان يقبض علي بمخالبه ، ويصعد بي
الى السماء ويرميني ...
العصفور / اذا قل لنا
اين الشمس ؟ ...
القنفذ / (متلفتا) انها
عند الغراب
(يشير بيده الى المكان الذي اختفى فيه الغراب ، يذهب
الثلاثة الى المكان المقصود ويخرجون الغراب المختفي وهو اتعس حاله)
.
الغزال / ها ... قد
امسكنا بك ايها الغراب اللعين لقد سرقت الشمس ... ايها اللص
(ينظر الغراب الى القنفذ فيذهل) .
العصفور / لقد امسكوا بك
... اني احلم ... لا أكاد ان اصدق ما أرى .
الديك / امسكنا باللص
الاول ... وها قد امسكنا باللص الثاني .
العصفور / امسكنا باللص
الاول ... وها قد امسكنا باللص الثاني .
العصفور / قل لنا اين
الشمس ؟ ... وإلا ناديت على الصقر .
الغراب / لا تنادي عليه
... انني اخاف من رؤيته ... اني ارتجف منه .
العصفور / (غير مكترث
بكلامه) ايها ... الصقـ ...
الغراب / لا تنادي عليه
أرجوك ايها الصديق الطيب ... انا سأقول .
الغزال / قل لنا بسرعة
اين صديقنا الشمس ؟
الغراب / انها عند
الثعلب ... صدقوني ان الثعلب هو الذي سرقها ... انني اخاف منه
...
لقد أجبرني على قول ذلك .
الغزال / وأين الثعلب ؟
الغراب / انه هناك
...
(يشير بيده الى المكان الذي يختفي فيه الثعلب
، يذهب الأصدقاء الى المكان المقصود يفتشون فيعثرون على الثعلب)
.
الغزال / ها قد امسكنا
بك ايها الثعلب اللعين .
الثعلب
/ انا بريء ... صدقوني
انا بريء ، ان الذي سرق الشمس هو الغراب ... وقد ساعده القنفذ ... انا لم افعل أي شيء صدقوني
انا لم افعل أي شيء .
الغزال / لا فائدة من
الإنكار ، لقد انكشفت سرقتكم ... قل لنا اين الشمس ؟
الثعلب / انها هربت ، لا
علم لي بها ، ربما ذهبت الى أصدقائها في مكان آخر من هذه الغابة
.
الديك / لا تكثر من
الكذب ايها الثعلب ... قل الحقيقة وإلا فقأت عينيك بمنقاري المدبب
الغزال / وإذا رفضت ان
تقول الحقيقة سأنادي على أصدقائي الكلاب ، إنهم هناك ينتظرون سماع صوتي ... ايتها
... الكـــ ... لا .
الثعلب / لا ... أرجوك
لا تنادي على الكلاب ، ان جسمي يرتجف من سماع اسمها .
الغزال / اذا قل لنا
الحقيقة ...
الثعلب / انها هناك ...
تحت أغصان الأشجار (يشير بيده) ولكن لا تؤذوني ، انا لم افعل شيئا أرجوكم ، انا لم
اسرق الشمس .
الأصدقاء الثلاثة / لقد
اهتدينا الى مكان الشمس ... هيا بسرعة إليها .
(يذهبون ... يركض الغزال في المقدمة ... يحاول
الثعلب ان يهرب ...
يقفز الديك والعصفور في
اتعس حاله وقد خلت من التاج الذهبي والقلادة والثوب الذهبي
)
الشمس / شكرا لكم يا
أصدقائي ، لقد أنقذتموني ، لن أنسى جميلكم هذا أبدا .
الغزال / (مستغربا) وأين
تاجك الذهبي ؟ ايتها الصديقة الغالبة .
العصفور / وأين القلادة
الذهبية ؟
الديك / وأين ثوبك
الذهبي ؟ انه جميل جدا ... اين هو ؟
الشمس / آه ... لقد نسيت
... لقد سرقها مني الثعلب ... ووضعها في صندوق تحت الأرض .
الثعلب / (من مكان) انا
لم اسرق شيئا ... انا حافظت عليها حتى لا تضيع ... انها هناك
...
انها موجودة بأحسن حال أرجوكم لا تؤذونني ...
أرجوكم .
(يحاول ان يفك الحبل الذي ربط به مع صاحبيه ، يذهب
الأصدقاء الى حاجيات الشمس التي وضعت في الصندوق)
الشمس / (تخاطب
أصدقاءها) سألبس ملابسي خلف تلك الشجرة
(تذهب لتلبس ملابسها ... في هذه الإثناء يفك
الثعلب الحبل ... ويهرب من المكان مع صاحبيه لقنفذ والغراب
, من دون ان ينتبه لهم احد , تبدأ الشمس بالشروق ، يزداد الضوء لمعانا شيئا فشيئا)
العصفور / ها ... قد
عادت الشمس ... هيا نرقص وتغني .
الديك / سأصيح بصوت عال
وأوقظ كل الغابة .
الغزال / سأقفز تحت
الأشجار ... فرحا طربا .
العصفور / (صارخا) لقد
هرب اللصوص ... لقد هرب اللصوص .
الديك / لا تتعجب يا
صديقي العصفور ... لقد أشرقت الشمس ... ولا مكان لهم هنا أبدا
الغزال / يا للفرحة
الكبرى ... لقد أشرقت الشمس ... ما اجمل الغابة وما اشد خضرة الأشجار
.
العصفور / سأزقزق بأعلى
صوتي زقزق ... زقزق ... زق .
(يزداد ضوء الشمس اكثر وأكثر والغابة تمتلئ
بالحياة ... أصوات الطيور وعصافير ... وعلائم فرح في كل مكان ...
الأصدقاء يحيطون بالشمس وهم يغنون)
مهما احتالوا مهما فعلوا
...
تبقى الشمس ... هي الشمس
...
يبقى لقياها عرس .
مهما احتالوا ... وأرادوا من شمسي النيل
.
سيدق ناقوس الويل وستهرب أشباح الليل
.
تبقى الشمس هي الشمس
,
يبقى لقياها عرس
النهاية