أزمة العالم الرأسمالي الكبرى لسنة 1929 م
تمهيد:
انطلقت الأزمة الاقتصادية لعام 1929 من داخل الشركات الأمريكية الكبرى مما انعكس على الانتاج و على سعر الأسهم التي انهارت قيمتها ببورصة القيم و استمر الركود الاقتصادي حتى سنة 1930. هذه الأزمة ستنتشر عبر العالم بسبب الروابط المالية و انعكست على الجانب الاجتماعي مما اضطر الدولة الى مواجهتها.
*فماهي مظاهر انطلاق الأزمة الاقتصادية لسنة 1929؟
* و ماهي العوامل المفسرة لها؟
*ما هي اليات انتشار الأزمة؟ و ما هي التدابير التي اتخذتها الدول المتضررة لمواجهة الأزمة؟
I - أزمة 1929، مظاهرها و عوامل انطلاقها:
1 - مظاهر انطلاق الأزمة الاقتصادية الكبرى:
* انطلقت الأزمة الاقتصادية الكبرى في 24 أكتوبر 1929 بانهيار أسعار الأسهم في بورصة وول ستريت بشكل متواصل.
* اقدام المضاربين على بيع أسهمهم لم يلقى اقبالا فتعرضوا للإفلاس.
و من أولى نتائج ذلك تراجع نظام القروض الذي كان يرتكز على رواج اقتصادي مفتعل فعجزت الأبناك عن استرداد قروضها و أفلست 500 مؤسسة بنكية سنة 1932 و بالتالي انطلقت الأزمة من القطاع المالي البنكي.
2- عوامل انطلاق الأزمة الاقتصادية في 1929:
بعد الحرب العالمية الأولى حاولت الدول الأوربية انعاش اقتصادها باحياء النشاط الفلاحي و بالتالي قلت حاجياتها، أما في ما يخص الولايات المتحدة الأمريكية فاستفادتها من الحرب العالمية الأولى ومن تقدمها التكنولوجي شجعها على الاستمرار في الانتاج و في التصنيع و أمام بداية انتعاش السوق الأوربية و تقليص وارداتها من الولايات المتحدة الأمريكية عمدت هذه الأخيرة الى تشجيع الاستهلاك الداخلي عبر تشجيع القروض و تسهيلات البيع و السلف ليستمر الانتاج و لما عجزت الأبناك عن استرداد قروضها من المفلسين حدثت الأزمة.
II - الانتشار المجالي لأزمة 1929م:
- مجالات انتشار الأزمة:
* 1929-1930: الولايات المتحدة الأمريكية و باقي دول القارة الأمريكية، أوربا(النمسا و ألمانيا)، اليابان بآسيا.
* 1931: بعض الدول الأوربية (انجلترا+ فرنسا+ايطاليا+البرتغال).
ببعض المستعمرات(مصر+السودان+بعض دول الخليج+جنوب شرق اسيا كالهند و أندونيسا)، أستراليا.
*1932: بأوربا(السويد+اليونان+اسبانيا)، باسيا: الصين+منغوليا و باقي المستعمرات الافريقية كالمغرب و الجزائر و تونس...
ملاحظة: الاتحاد السوفياتي لم يشهد الأزمة بسبب نهجه النظام الاقتصادي الاشتراكي مناقض لمبادئ الرأسمالية (المبادرة الحرة).
- تفسير انتشار الأزمة مجاليا:
1929-1930: بسبب الروابط الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية على مستوى المواد الأولية بحكم تضررها من اثار الحرب (ألمانيا+النمسا).
1931: بسبب سحب الودائع الأمريكية من أوربا و بفعل الروابط الاقتصادية بين بريطانيا و مستعمراتها.
1932:بسبب الروابط الاقتصادية بفرنسا.
III. الاجراءات و التدابير المتخذة لمواجهة أزمة 1929 بالولايات المتحدة الأمريكية:
الخطة الاقتصادية الجديدة النيوديل هي الخطة التي نهجها الرئيس الأمريكي روزفلت ما بين 1933/1935 تهدف الى توفير فرص شغل للعاطلين حتى يصبحوا قادرين على الشراء و تقوم هذه الخطة على عدة اجراءات:
مارس 1934:القطاع المالي: تخفيض العملة+سحب القروض من الأبناك الأوربية+مراقبة الدولة للاستثمارات المالية+وضع حد للمضاربين.
ماي 1934 الى يونيو 1934:القطاع الاقتصادي: الحد من انهيار أسعار المنتجات الفلاحية+تقديم دعم للفلاحين.
صناعيا: منع تشغيل الأطفال ووضع حد أدنى للأجور.
تجاريا: فرض سياسة حمائية +تخفيض قيمة الرسوم الجمركية على الصادرات.
1935:القطاع الاجتماعي: الحد من انتشار البطالة بخلق مناصب تشغيل العاطلين+تحسين مستوى عيش السكان+ارتفاع الدخل+انشاء المكتب الوطني للشغل+تنفيذ المشاريع العمومية الكبرى.
خاتمة:
بفضل الخطة الاقتصادية الجديدة استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية تجاوز الأزمة حيث انخفض عدد العاطلين و ارتفعت الأسعار بنسبة 30% و الانتاج ب 40%.