النقابات تحاول وأد التحركات الشعبية ضد قوانين التقاعد
نشأت مجموعة من الأصوات المطالبة بالإنسحاب من النقابات التي "باعت الماتش" و انطلقت موجات التخوين و تحميل المسؤولية المتبادلة بين النقابات و الشغيلة المغربية. و اتضحت الصورة أكثر باصطفاف حزب الإستقلال الذي كان يركب على نضالات الأساتذة المتدربين في الأمس و الطبقة العاملة، حيث اختار أن يرتدي قبعة العدالة و التنمية طمعا في الانضمام للحكومة المقبلة في حالة فوز حزب بن كيران.
و بعد أن استشعر الموظفون خطورة الموقف و تيقنوا من أن الجميع متواطئ و بأن المسؤولية على عاتقهم بعيدا عن كل المصالح الحزبية و النقابية التي تماطل للحصول على مكتسبات شخصية، قرر الجميع النزول يوم 10 يوليوز 2016 إلى الرباط و المشاركة في التظاهرات الشعبية التي دعت إليها التنسيقية الوطنية لإسقاط خطة التقاعد تحت شعار "لا لتخريب أنظمة التقاعد- تقاعدي خط أحمر" . و بعد أن استشعرت النقابات مرة أخرى بأن البساط يسحب من تحت رجليها سارعت إلى الإعلان عن وقفة قبل يوم واحد من التاريخ المذكور من أجل إطفاء شمعة النضال التي اتقدت في صدور المناضلات و المناضلين المستقلين، و التشويش كذلك على هذه الوقفة و بث بذور الانشقاق داخل الصف الواحد.
و موازاة مع هذا تحول الصراع من صراع مع الحكومة إلى صراع مع النقابات التي أتبثت فشلها في كثير من الملفات إلا أنها ترفض و تصر على عدم ترك المجال لظهور تنسيقيات من قبيل التنسيقية الوطنية لإسقاط خطة التقاعد، حيث أتبثت التنسيقيات في أكثر من مرة على قوتها و استقلالها عن المصالح الفئوية الضيقة، ونذكر هنا "التنسيقية الوطنية للأساتذة المقصيين من الترقية بالشواهد" و "التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين" إلى غير ذلك من النماذج الأخرى التي أبانت عن وعي غير مسبوق تحت قيادة عناصر شابة من الشغيلية المغربية المستقلة.
هشام ابعقيلن